ربع مقال
لله المشرق والمغرب..!!
خالد حسن لقمان
صادف يوم (الأربعاء) ليلة النصف من شعبان، هذا الشهر المبارك الذي جاء فيه وفي السنة الثانية من الهجرة أمر الله سبحانه وتعالى بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بمكة المكرمة، فامتثل النبي “صلى الله عليه وسلم” والمسلمون لأمر ربهم فنعمت قلوبهم وقرت أعينهم بقوله تعالى: (قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ..).. (البقرة: 144) هذا التحول كان له وقع عظيم بين صحابة النبي “صلى الله عليه وسلم”، وكذا بين المنافقين واليهود والمشركين. فالمؤمنون استجابوا لفورهم لأمر الله تعالى وكانوا يصلون بإمامة النبي “صلى الله عليه وسلم” في مسجد بني سلمة صلاة الظهر، فلما صلوا ركعتين أوحى الله للنبي “صلى الله عليه وسلم” بالتحول إلى المسجد الحرام فتحول فوراً وتحول معه المؤمنون، واستنكر المنافقون واليهود والمشركون ذلك فنزل قول الحق: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).. (البقرة: 142).