رأي

مسالة مستعجلة

أريتو كان حقيقة
ام وضاح
قبل عامين من الآن طلب مني شقيقي الذي يدرس لرسالة الدكتوراة في إحدى الجامعات الأسبانية، طلب مني استقبال اتنين من زملائه شاب وشابة أسبانيين من أصل كولمبي في طريقهما لزيارة الخرطوم في رحلة سياحية، وبدأت بحرص واهتمام في وضع خارطة لاستقبالهما استعنت فيها بأولادي أن نضع خطة سياحية محكمة (نقشر) فيها ببلادنا أمام الخواجة والخواجية ابين عيونن خدر، ووضعنا لستة بالفنادق والمطاعم وما إلى ذلك من الواجهات السياحية على الأقل بالنسبة لفهمنا، لكن وعند وصول (الجوز اللوز) فاجآنني برغبتهما في التوجه على وجه السرعة شمالاً وإلى جبل البركل بالتحديد، فقلت لشقيقي انت ناسك ديل (طير) وكنا وقتها في أغسطس والشمس تقلي الحبة كما نقول، لكن أصرا على المغادرة ومعهما ابني وشقيقي الآخر كرفقة مأمونة، ولكم أن تتخيلوا أن من عادا من هناك ولم يقلا دهشة وإعجاباً من الخواجات كانا الرفقة المأمونة نفسها، والغريبة أنهما ليسا غربين  عن المنطقة ونحن من أبنائها دماً ولحماً، وجدنا العارف بالله الشيخ “عبد الرحمن ود حاج” الذي سميت عليه مسقط رأسنا دويم ودحاج مركز مروي، المهم أن أربعتهم عادوا مندهشين فخورين بالصور التي التقطوها لشروق الشمس صباحاً، وللجزر على نهر النيل في منطقة الكاسنجر، وللرمال ولوجوه البشر الطيبة الوديعة، ليؤكد لي الخواجات أن قدومهم للسياحة إلى بلادنا ليس فقط من أجل الفرجة على برج “الفاتح” أو مطعم ماي بلس، لكنهم يبحثون عن شيء مختلف ومدهش وغريب، وقلت الكلام ده ليه، لأن وزارة السياحة نفت جملة وتفصيلاً حضور الممثلة “أنجلينا جولي” إلى السودان وعدته مجرد كلام واتساب، لأقول في سري ليته كان حقيقة وواقعاً والمانع شنو أن تدعو وزارة السياحة شخصيات مهمة وفاعلة إبداعياً وإعلامياً من كل بلاد العالم وفق برامج وخطط تعرفهم بالسودان وأرضه ونيله، ولو أنهم بدأوا من ملتقى النيلين في الخرطوم بكل دلالاته الجمالية والتاريخية والدينية لكفانا ذلك فخراً وانتشاراً سياحياً ولفتاً للأنظار وبلاد كتيرة من حولنا تجيد اللعب على وتر الدهشة عند السياح الأجانب، وتخلق لهم الأجواء التي يبحثون عنها، فما بالكم بمن تتوفر عنده هذه المعطيات هدية من رب العالمين.
الدايرة أقوله إن إيقاع السياحة للأسف لا زال بطيئاً وكمان نشازاً، لأن الملف برمته لم يرتقِ عند كل الحكومات المتعاقبة إلى مراتب الاهتمام والتقدير، وظل على الدوام ملفاً هامشياً بائساً كما الوزارة نفسها التي ظلت تمامة عدد للمحاصصات والترضيات، وعلى فكرة السياحة ليست ذات أهمية فقط للعائد المادي المهم، ولكن حالة التواصل التي تخلقها توافد الوفود إلينا، كفيلة بجعلنا في الواجهة والمقدمة والصفوف الأولى.
بالمناسبة وين زيارة الخمسمائة شخصية أمريكية التي راجت في الفترة الأخيرة، أموووووت وأعرف الفيلم ده كان شايت علي وين.
}كلمة عزيزة
الحديث عن السياحة ينكأ جواي دائماً جرح حاجة اسمها مطار الخرطوم الذي يفترض تسميته للأسف مجازاً، بوابة السودان
الأولى، وهو يستحق بجدارة أن يكون فناءً خلفياً للمهملات والنفايات وكل ما فيه متخلف بعيد عن التطور والتقدم والجمال، لذلك وبأمانة لا أتوقع أن تنمحي الصورة الذهنية الباهتة لأي سائح لحظة دخوله الأولى لمطار الخرطوم غير الدولي
}كلمة أعز
وصول فريقي الهلال والمريخ إلى دوري المجموعات هو بلا شك إنجاز سوداني يفتخر به أي وطني غيور، لذلك وفي ظل اختلال قيم كثيرة أطاحت بمبادئ التسامح والصفاء، أتمنى أن يتحلى جمهور الفريقين بالروعة والجمال والسمو في تشجيع فريقيهما هذا المساء، لنمنح العالم أجمل صورة عن شعب عظيم اسمه الشعب السوداني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية