رأي

مسامرات

أس 24 وإعادة التدوير
محمد إبراهيم الحاج

*قناة أس 24 أعلنت برمجتها لشهر رمضان الكريم…وبدا من الأخبار التي نقلت من المؤتمر الصحفي أن القناة قالت إنها سوف تهتم بجوانب أخرى غير فن (الغناء) الذي اهتمت به القنوات الأخرى..قلنا خيراً..فلنرى.. فالقناة بما يتوافر لها من ميزانيات ضخمة في إنتاج البرامج والتسيير تستطيع أن تتغلب على كثير من العوائق…وبإمكانها أن تقدم طرحاً جديداً يتناسب مع إمكانياتها..ولكن كانت الصدمة أقسى إذ ظهر أن  ما دفعت به القناة لم يكن سوى نسخ شائهة ومكررة من أفكار قديمة (لاكتها) القنوات الفضائية والصحف ورمت بعضها (تفلاً)..
* الفضائية الحديثة المملوكة لرجل الأعمال وجدي ميرغني قدمت فكرة..ودبرت..ونظمت مؤتمراً صحفياً لتعلن عن برامج مثل (فاطرين معاكم)..و(ممكن) للمذيعة رانيا هارون.
*برنامج (فاطرين معاكم) خلال شهر رمضان كان باسمه نسخة بالكربون من تجربة رمضانية رائدة قدمتها صحيفة (فنون) قبل نحو خمس سنوات من خلال زيارات كان يقوم بها طاقم الصحيفة لنجوم الفن والإعلام والموسيقى بالبلاد.. والفكرة أصلاً جاءت من كاتب السطور  خلال اجتماع هيئة تحرير الصحيفة قبيل رمضان.. وحققت وقتها نجاحاً كبيراً زارت فيه الصحيفة  عدداً كبيراً من النجوم ووثقت لحياتهم بطريقة مختلفة من أشهرهم الراحل “محمود عبد العزيز” الذي استضافته الصحيفة بمنزل صديقه الراحل أحمد الصاوي و(فطرت) مع الفنان عبد الرحمن عبد الله وحنان بلوبلو وعبد الله البعيو وعمر الجزلي وشريف الفحيل وخالد الصحافة..وحققت وقتها هدفها في اتصال الصحيفة بنجوم الفن والمجتمع..
*هاهي أس 24 تعيد ذات البرنامج بذات الاسم (فاطرين معاكم) بفكرة قدمتها صحيفة قبل أكثر من خمس سنوات والأرشيف موجود لمن يشكك في الأمر..
*لم تكتف الفضائية الجديدة باستنساخ  فكرة (فنون) وحدها ولكنها مضت إلى أن تكون فضائية جديدة ببرامج قديمة أيضاً..فقدمت رانيا هارون بفكرتها القديمة (مع كل الود والتقدير) في برنامج جديد بفكرة قديمة باسم (ممكن)..وربما أرادت أن تعيد ذات السيناريوهات الإنسانية التي قدمتها رانيا عبر قناة الشروق قبل عدة سنوات.
* لا تتناسب إمكانات وريادة الفضائية الحديثة المالية مع ما تقدمه من برامج…فالفضائية التي قدمت في ترويجها أنها سوف تهتم باقتصاد ومعاش الناس، وسوف تتحرك في مجالها وتخصصها ولكنها لم تهتم بكل ذلك قدر اهتمامها بإعادة تدوير الأفكار القديمة وانزلاقها  تجاه  الدوران في فلك ما تم تجريبه من قبل..ولا أظن أن هذا الأمر يمكن أن يصنع تميزاً ونجاحاً لها.
مسامرة أخيرة..
*بعض مذيعات الفضائيات وإذاعات الاف أم يتواجدن عبر الصحف ومجموعات (الوات ساب) أكثر من تواجدهن في مؤسساتهن الإعلامية..بريق (السوشال ميديا) استطاع أن يضع بعض المذيعات اللائي لم يشاهدهن أحداً في القنوات في صف النجوم أمثال  نورهان نجيب التي لم أشاهدها في برنامج حقيقي حتى الآن في قناة النيل الأزرق.. وأصبح لقب (إعلامية) يطلق من قبل البعض حتى على بعض طالبات الإعلام و(المتدربات) ذوات الوجوه الحسناء والملامح الفاتنة..وباتت الواسطات ومواقع التواصل تصنع إعلاميين ممتلئين بالـ(الفراغ).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية