ولنا رأي

ما الذي يجري في دائرة الرياضة بالسودان؟

تفاجأ الوسط الرياضي بقرار من المحكمة العليا بعد ثلاث سنوات، من انتخابات نادي الهلال الرياضي والتي حسمت لمصلحة “أشرف الكاردينال” في مواجهة “صلاح إدريس”، وظل “أشرف الكاردينال” رئيساً للنادي طوال تلك الفترة، ولكن صدر قرار أمس الأول، من المحكمة العليا الذي أبطل شرعية “الكاردينال” لصالح “صلاح إدريس” الذي طعن في شرعية الانتخابات باعتبار أن “أشرف” قد أدين في قضية تتعلق بالشرف والأمانة، وحسب القانون لا يحق لـ”أشرف” أن يترشح لتلك الانتخابات، كما طعن من قبل “الكاردينال” في “صلاح إدريس” باعتباره غير موجود بالبلاد ولا يحق له الترشح لانتخابات نادي الهلال، ولكن طوال تلك الفترة التي تم فيها الطعن في شرعية “الكاردينال” لم يعرف الوسط الرياضي أن هناك طعناً في شرعيته وحتى قرار المحكمة الذي صدر قد تأخر كثيراً باعتبار أن “الكاردينال” قد مارس سلطاته وصلاحياته طوال ثلاث سنوات، في نادي الهلال وقدم الكثير للنادي وربما كادت أن تنتهي فترته ويجري الترتيب لقيام انتخابات جديدة، فالبعض يتساءل لماذا صدر القرار الآن؟ ولمصلحة من هذا القرار؟ وهل التعديلات الجديدة في القانون تلغي القرار الجديد؟ وهل قرار المحكمة العليا نهائي أم أن من حق “الكاردينال” أن يتقدم بطعن إلى المحكمة الدستورية؟ وهل المحكمة الدستورية تبطل قرار المحكمة العليا؟، بمعنى أن يظل “الكاردينال” رئيساً لنادي الهلال إلى أن يصدر قرار المحكمة الدستورية أم أن يصبح “صلاح إدريس” رئيساً للنادي في انتظار الدستورية؟. الوسط الرياضي الآن يموج بحركة غير عادية خاصة هذا القرار الذي يطعن في شرعية “الكاردينال” إضافة إلى أزمة الاتحاد العام ومدى شرعية الفريق “عبد الرحمن سر الختم” بعد إجراء الانتخابات وفوزه بمقعد الرئيس، فهل بعد قرار الفيفا يظل “معتصم جعفر” رئيساً للاتحاد العام حتى إجراء الانتخابات مرة أخرى في أكتوبر القادم، أم أن الفريق “عبد الرحمن سر الختم” يتمسك بالمنصب باعتباره فائز وفقاً للوائح؟، الآن هناك شيء يجري في الرياضة لم نتبيَّن ما الذي يحدث  ولمصلحة من؟ هل لمصلحة أفراد أم لمصلحة الرياضة؟.. ولماذا لا ترتضى الناس بالديمقراطية طالما الديمقراطية هي الحل لكل المشاكل في البلاد؟.. إن كانت على مستوى العمل السياسي أم على المستوى الرياضي؟.. وإلى متى يظل الناس في الكراسي عشرات السنين؟، لماذا لا يفسحوا للآخرين لتتجدد الدماء والأفكار والرؤى؟.. لماذا يصبح الشخص في المنصب وكأنما خلق له ولن يغادره إلا وهو في طريقه إلى القبر؟ وحتى الرياضة التي يتصارع حولها أن كان “الكاردينال” أو “صلاح إدريس” أو الفريق “عبد الرحمن سر الختم” أو الدكتور “معتصم جعفر” ما الذي قدم لها منذ عشرات السنين كل فترة وفرقنا هلال مريخ يخرجون من الأدوار الأولى في البطولة الأفريقية أو العربية متى فرحت الأمة السودانية بالانتصارات ونيلنا الكأسات الأفريقية؟، ما زلنا نجتر الذكريات بحصولنا على كأس الأمم الأفريقية سنة سبعين، أو نيل المريخ كأس مانديلا، أي كأس له طعم ومذاق ناله السودان، وهؤلاء يتربعون على عرش الكرة السودانية من المفترض أن ينسحب أولئك دون أن يحدثهم أحد، أو أن تفصل المحاكم في خلافاتهم.. يفترض أن يغادروا المسرح بدون ضوضاء لأنهم لم يقدموا شيئاً يتباكى الناس عليه، فمن المصلحة أن يأتي آخرون ربما يكون التجديد فيه مصلحة الرياضة أكثر من أصحاب الأموال الذين يريدون التباهي بها وهم ليست لهم علاقة باللعبة التي أدمنها المحبين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية