حدث في جامع النيلين!!
التجانى حاج موسى
اليوم داك، كان (جمعة)، والأمة مجتمعة بمسجد النيلين بأم درمان.. ولما أمشي أصلي (الجمعة) في الجامع ده، يغمرني فرح لا حدود له، لعدة أسباب، فالجامع تحفة معمارية جديرة بالمشاهدة كل يوم، والموقع ساحر فالنيلان الأزرق والأبيض يلتقيان لينحدر شمالاً حتى شمال الوادي، وشرق المسجد توتي الجزيرة العريقة الصامدة.. مسجد النيلين يعود الفضل في بنائه للراحل سعادة المشير “النميري” الرئيس السابق – يرحمه الله رحمة واسعة – والأمة المجتمعة اليوم داك ضاق بها المسجد الجميل فالناس توافدوا من كل حدب وصوب ليشهدوا مراسم عقد ثماني زيجات – ما شاء الله – ومبروك للعرسان وبيوت مال وعيال وسترة حال.. طبعاً الزيجات من مناحي شتى لذلك اختلط الحابل بالنابل والكل خاصة المتأخرون تدافروا للدخول لينعموا بالتكييف البارد للمسجد.. أنا جيت أصلي فقط، سلمت على ناس كتار وسلموا علي.. مكبرات الصوت ما شاء الله تتيح السمع للخطبة بوضوح خاصة لكبار السن من شاكلتي.. إمامان، أحدهما ويبدو أنه الإمام الرئيس خطب فينا خطبة فحواها فضل شهر شعبان.. سعد الجميع بالخطبة لأنها عن فضل شهر شعبان وأفاض في تبيان فضل هذا الشهر وكيف كان سيد الأولين والآخرين يصوم أيامه صلى الله عليه وسلم، ويبين أفضاله في أحاديث أبانها الإمام، والإمام الثاني شاب في شرخ الشباب حافظ وقارئ للقرآن حسن الصوت بشوش صليت خلفه مرات عديدة هو مأذون الجامع.. عادة عقد القران بالمساجد عادة حميدة جداً ومباركة واقتصادية خاصة في مسجد مثل مسجد النيلين لموقعه الظاهر والواضح، لكن قد تزدحم الزيجات فيصبح من العسير حضور كل المصلين وجلوسهم داخل المسجد، وخارج المسجد غير معد بالظل والسجاد وهنالك فسحات بالجامع يمكن تشييد مظلات تلحق به أجهزة تبريد متحركة.. بعض الشباب من المصلين – وهم قلة – يرتدون ملابس الرياضة للصلاة البرمودا والملابس تحمل أسماء نجوم الكرة والعلامات التجارية.. خطر ببالي تساؤل” ترى أين ذلك المهندس الفنان الذي صمم تحفتنا الفنية (جامع النيلين)؟ أرجو أن لا يكون قد هاجر لأني جني وجن هجرة العقول السودانية المبدعة!! الله يقطع الهجرة والاغتراب!! أسأل الكريم أن تزول كل أسباب الهجرة!!
وبمناسبة جامع النيلين جزى الله الخير كله لمولانا الخطيب الذي اعتلى منبر الجامع يوم الأمة مجتمعة فقد كان صوته مريحاً ونبراته واضحة وله قدرة على الخطابة عالية، إذ يعرف كيف يعلو بصوته ومتى يخفضه.. والله لو قرأ نشرات الأخبار في تلفزيوننا القومي لنافس الإعلامي القدير أستاذنا “حمدي بدر الدين” الذي أجد صعوبة لزيارته للحال التي وصل إليها من الناحية الصحية، ومن العنت وضيق ذات اليد وإهمال ولاة الأمور مثل حالته أرى فيها مقبل أيامي إذا أمد الله في العمر وحتى كتابة هذا السطر لا أرى سبباً واحداً يجعلنا نهمل عظماءنا ومبدعينا وقد أعطوا عطاءً لا يقدر بثمن.. أمي من أنا صغير – الله يرحمها – وصتني كل جمعة أصليها في جامع مختلف في فهمها أن تلك الجوامع ستشهد لي يوم الحساب، أسأل الله أن أكون من المصلين الخاشعين.. مرة مشيت صليت في جامع سرقوا حذائي الجديد.. عادة وسلوك مشين ولم يعزيني في فقدي لذلك الحذاء أول فشة إلا سرقة حذاء صديقي سعادة الفريق أول مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” من جامع الموردة، جاءه لحضور عقد قران ابنة صديقي الفنان ب. “أنس العاقب”.. مركوب نمر جديد وفي جامع ما بمشي ليهو تاني مايكرفونو بايظ من مدة والإمام قادي عربي وصوتوا مبحوح.. وما بمشي برضوا لي جامع من شافني إمامو إلا بدأ في شتيمة وحرمة الغناء ومن ينظمون الشعر وأفتى بحرمة الغناء ولمن انتهت الصلاة طلبت منه في أدب شديد أن نجري مناظرة وسط طلابه الذين يدرسهم علوم الدين في الجامع، لم يقبل بالمناظرة واستخف بطلبي وما عارف أنا مذاكر كويس من (طلع البدر علينا) يعني ذي الإمام ده الغليظ فظ القلب ما أظن حيكون مفيداً للمصلين وراءه، فالإمامة لها شروط أظنها تنطبق على إمام مسجد النيلين.. ترى هل يخضع إمام الجامع لاختبار تجرية وزارة الشؤون الدينية؟