رأي

ربع مقال

حكومتنا والاتجار بالبشر .. !!
خالد حسن لقمان

من أسوأ ما يمكن أن توصم به دولة أن يكون لها ارتباط بشكل أو بآخر بما يسمى بتجارة البشر هذه التجارة التي أعادت الآن وللأسف   الإنسان المعاصر الذي تغلب في منتصف القرن الماضي على ذاته المتجبرة الظالمة المضطهدة للشعوب الضعيفة والمتخلفة، متخذة من أحرار الله عبيداً يعملون في حقول الشمس والصقيع نهاراً ليرمون كتلاً بشرية ليلاً على العطن العفن فيما وراء الأسوار .. هذا الإنسان الباطش يعود اليوم ليقدم صورة معاصرة قبيحة لفعله القديم فهاهي الكتل البشرية تباع وتشترى من عرض البحر لينعش بعضها تجارة وحرفة  البغاء البائسة ويؤخذ بعضها الآخر لتوضع أطرافه وأحشائه وكل ما ينبض فيه في أغلفة زاهية لمن يرغب من مرضى العالم الأول وربما الثالث الذي بات يأكل لحم أخيه ميتاً دون  كراهة أو اشمئزاز .. وهاهي حدودنا وقد باتت الآن  ومع ما يشهده الإقليم من فوضى عارمة  عرضة لممارسة ناشطي هذه التجارة لتجارتهم النتنة وهو ما   يلزمنا بأخلاقنا وقيمنا وعقيدتنا للتصدي وبقوة لهذا  النشاط القبيح القذر، وعلى حكومتنا أن تخرج الآن ..  الآن  وليس غداً لكل الجهد الإقليمي والدولي الساعي لمحاربة هذه التجارة  وعليها أن توقع على كل الاتفاقيات الإقليمية والدولية في هذا الشأن دون تردد لا معنى له وبالأحرى لا وقت له ولا طعم  ولا رائحة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية