رأي

فوق رأي

شعر ملون
هناء إبراهيم

(1)
تغيبين عني وأعلم أن الذي غاب قلبي
وأني إليك.. لأنك مني
(2)
فمن أين يأتي لعينيك ضوءٌ
وكل الذي في الحنايا انكسار
ومن أين يأتي الزمانُ الجميل
وكل الذي في يدينا انتظار
(قالوا جاء زمان ومشى)
(3)
هي امرأةٌ
لأهل العشق في شتَّى مذاهبهم
وأهل العشق يعترضون
فـكيف نحاسبُ العشاق.. وهم في العشق مختلفون
لكلِّ مُتيمٍ مَذهَب.. وكلّ حبيبةٍ كوكب
وكلّ دقيقةٍ مَطلب  لمن في العشقِ يَقتتلون
…..
هي امراةٌ
وليس كمثلها امرأةٌ بهذا الكون واللهِ
ولا ستكون
هي امرأةٌ لآخر قطرةٍ منها
وتُخفي في أنوثتها وضحكتها عبير مزارع الليمون
…..
هي الأنثى ومن في ذاك يعترضُ
عليها الكلُّ متفقون
تفرُّ كمُهرةٍ تجري على ورقي
حِصان شارد مجنون
هي امرأةٌ
تُراصدني وتتبعني تراني أينما كانت
وتُوجدُ أينما سأكون
أغازل كلَّ ما فيها ولي عُذري
إذا كنت بها المفتون
بعينيها فراديسٌ وجنَّاتٌ
ومن شُهدائها قلبي
ولست بآخرِ الشهداء يا قلبي
ولا ستكون
….
تظلُّ كَمَنجمِ الدهشات تُدهشني
بكل دقيقة دهشة وكل دقيقة أحلى
من الأولى
هي امرأةٌ هنا مرت وتركتني
أمام الباب مقتولاً

هي امرأةٌ… تُعيدُ لحِلمنا المكسور روعته
وللحب جلالته وللعشق مهابته
أحاول وضع تعريف لها لكن
أحس بعجزي المطلق
هي امرأةٌ تفوق تصور الشعراء
تجتاز حدود العقل والمنطق
تُغيِّرُ رسمَ هذا البحر من جُزُرٍ وشطآن
وتسكب فيه عينيها ليأخذ لونه الأزرق
هي امرأةٌ.. يكادُ الشوق يقتلها ولا تنطق
فإن باحت فيا ويلي… وإن سكتت
تصير مشاكلي أعمق
هي امرأةٌ.. تُعيدُ إليَّ ذاكرتي
تُفجرُ ألف بركانٍ بأوردتي
تُحلقُ في سما رُوحي وتُهدي لي مُخيلتي
تأخذني لحضنٍ يشبه الفردوس أعرف فيه منزلتي
بها يمتد تاريخي وأزمنتي.. بها كانت بداياتي
وفيها حُسنُ خاتمتي
(هي جميلة عبد العزيز جويدة ولا تعليق)

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية