تقارير

رئيس الجمهورية يدعو القوى السياسية للاستعداد لانتخابات (2020)

بحضور “البشير”: شورى  المؤتمر الوطني يختتم أعماله ويصدر توصياته
(المجهر) ترصد تفاصيل اجتماع مجلس شورى (الوطني)
الشورى يؤكد التزام (الوطني) بمخرجات الحوار وتنفيذها
الخرطوم ـــ محمد جمال قندول
حوالى التاسعة صباح أمس (الخميس) كان الطريق المؤدي إلى قاعة الشهيد الزبير للمؤتمرات بشارع القيادة مزدحماً على غير العادة، بشكل يصعب المرور فيه، ثمة أسطول من العربات المتوقفة حوله تعيق حركة السير، حيث ينعقد  مجلس شورى المؤتمر  الوطني في دورة انعقاده الرابعة.
هناك العديد من الملفات الموضوعة على منضدة الشورى لمناقشتها، أبرزها حصاد ما تم إنجازه في المؤتمرات التنشيطية، بجانب تقييم حصيلة أداء برنامج رئيس الجمهورية للانتخابات الماضية، الذي يعدُّ من المرتكزات التي قامت عليها المؤتمرات التنشيطية، التي ستختتم غداً بالمؤتمر العام بأرض المعارض ببري .
حظي  مجلس الشورى الذي افتتحت أعماله  العاشرة صباحاً، واختتمت مساء أمس بحضور نوعي وكبير من قيادات الوطني التنفيذية والدستورية والتشريعية بالمركز والولايات، مثلما حظي باهتمام إعلامي غير مسبوق، نظراً لأنه يأتي والبلاد تمر بظروف استثنائية.
مشاهدات من شرفة الشورى
بدا واضحاً أن الجلسة تكتسب أهمية كبيرة فقد حضر أغلب ولاة الولايات الـ (18) بجانب عدد كبير من وزراء الوطني. وكان أول الواصلين صباحاً والي الشمالية “علي العوض”،  وأعقبه والي نهر النيل اللواء “حاتم الوسيلة”، ثم وزير المعادن الكاروري، ووزير الاستثمار، ثم بدأ تدفق القيادات بكثافة.
الجلسة الافتتاحية بدأت في حوالى العاشرة والنصف، بتشريف رئيس المؤتمر الوطني رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”،  ونائبيه ، النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء القومي الفريق أول ركن “بكري حسن صالح”، ونائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن”، ومساعد رئيس الجمهورية ونائب رئيس الحزب المهندس “إبراهيم محمود”، بجانب رئيس المجلس الوطني البروفسير “إبراهيم أحمد عمر” ورئيس مجلس الولايات د.”عمر سليمان” الذين اصطفوا بالصف الأول بجانب وزراء الوطني بالحكومة ونوابهم بالمجالس التشريعية، وجمع غفير ضاقت به جنبات قاعة الشهيد الزبير.
 بعد قراءة آيات من الذكر الحكيم، في فاتحة الجلسة، استعرض مقرر مجلس الشورى “محمد الطاهر أوشام”، ما أنجز من خلال الفترة الماضية، وتلا تقريراً ضافياً ثم أعقبته كلمة رئيس مجلس الشورى البروفسور “كبشور  كوكو” واختتمت الجلسة بخطاب لرئيس الجمهورية .
إشادة رئاسية بأداء الشورى
أشاد رئيس الجمهورية ورئيس المؤتمر الوطني المشير “عمر حسن أحمد البشير”، في بداية كلمته، بالتطور الكبير الذي طرأ في أداء الشورى. وأشار إلى أن الاجتماع الماضي كان فيه تذكير الناس بما تم في الاجتماع السابق، لكن الآن العمل متطور، ونوه إلى أن التقرير الذي تُلِي كان مهماً، نظراً لتوضيحه التوصيات وما تم فيها.
وحيّا رئيس الجمهورية المؤتمرات التنشيطية، وما تم فيها والحراك الذي أحدثته، ومشاركة الملايين فيها. وقال: نحيي المسؤولين بالمحليات والولايات وفي القواعد لنجاحها. ودعا البشير إلى أن لا يكون هذا الحراك موسمياً، وأن يقود المؤتمر الوطني الأنشطة كافة بما فيها  الثقافية والاجتماعية داخل الأحياء، وأن يبادر باستمرار.
وأشار إلى أن الفترة الماضية، كانت غنية بالحراك وضجت بالأحداث الضخمة،بدءاً من الانتخابات واستفتاء دارفور وانتخابات النقابات، والحوار الوطني الذي نقل السودان لمرحلة جديدة،  الحوار الوطني والمجتمعي، الذي تم بمبادرة المؤتمر الوطني دون أن يطلبه أحد.  واعتبر أن حزبه فاجأ به الناس الأمر الذي دفع  الأعداء من هول الصدمة للعمل بكل السبل لتعطيل المسيرة.
 وزاد: كانوا يريدونه حواراً خارجياً بإشراف خارجي، لكنه كان حواراً سودانياً – سودانياً، وأردف بالقول: ”  إن الناس  الذين بقوا خارج الحوار أناس  معدودون جداً، وهم إما بقايا الحركات الحاملة للسلاح، وما تبقى من قبائل اليسار والإمام، في إشارة إلى “الصادق المهدي”.
 وقال: رغم الظروف والصعوبات التي واجهتنا في الفترة الماضية، فقد تم إنجاز العديد من المهام. ودعا البشير القوى السياسية للاستعداد لانتخابات(2020)، واعتبر أن الوقت كافٍ، منذ الآن وصاعداً للاستعداد لها. وقال: نقول للقوى السياسية، أحسن للناس من وقت كافٍ  أن يستعدوا للانتخابات الجاية، عشان ما تجي تقولوا أجلوها، ولا اتفاجأتوا زي ما حصل في(2015)م”.
 وقطع الرئيس بأن الوثيقة الوطنية وما حوته من توصيات ستصبح دستوراً دائماً، مشيراً إلى أنه عقب تشكيل الحكومة مباشرة، سيتم تشكيل لجان قومية وولائية، لعمل حراك بالبلاد لأن هذه الوثيقة مهمة، ويجب أن تكون متاحة لقطاعات واسعة للشعب السوداني للوصول إلى دستور نابع من الشعب السوداني ودائم، يتم تقديمه للهيئة التشريعية القومية لإجازته، وسيكون هناك استفتاء حوله.
نتائج إيجابية
وأشاد رئيس مجلس الشورى المؤتمر الوطني الاتحادي البروفسير “كبشور كوكو” خلال مخاطبته الحضور، بالجهود المبذولة على مستوى العلاقات الخارجية وجاءت بنتائج إيجابية، أثمرت عن رفع الحصار الأمر،  الذي أفرز عودة العلاقات المصرفية مع المصارف والبنوك العالمية، فضلاً عن تدفق الاستثمارات الأجنبية على البلاد.
وأثنى “كبشور” بالمؤتمرات التنشيطية التي أقيمت في أنحاء البلاد، واعتبرها سانحة طيبة لإبراز إنجازات ونجاحات بنواحي الحياة المختلفة، مشيراً إلى  أن المؤتمر الوطني بذل مجهودات مقدرة لبناء قادة المستقبل من المرأة والشباب والطلاب استعداداً للمرحلة المقبلة.
وأضاف أن الحزب استطاع أن يقود الساحة السياسية، نحو تحقيق العديد من النجاحات على رأسها إنجاح مبادرة الحوار الوطني، والاستفتاء الإداري لدارفور، منوها إلى أن نتائجها قادت إلى مرحلة وفاق وطني، انتظم بالساحة السياسية. 
واستنكر “كوكو” الأصوات التي تنادي بالإبقاء على العقوبات على السودان، وقال: هذه الأصوات أدمنت العيش في الفنادق، ولا تريد استقراراً للوطن.   وتقدم رئيس مجلس الشورى القومي بالتحايا  للأحزاب والقوى السياسية التي شاركت في الحوار الوطني، وكذلك بالشعب السوداني ومثابرته لتحقيق غاياته الوطنية. وأثنى في ذات الإطار بجهود القوات المسلحة في الدفاع عن حمى الوطن، ومواقفها المتقدمة للدفاع عن التضامن العربي.
توقيعات على دفتر الشورى
القيادي بالحزب البروفسير “خميس كجو كندة”، أشاد بانعقاد الشورى القومي واعتبره دلالة على أن منهج الشورى بات أنموذجاً بالسودان، وأشار إلى أن (الوطني) يسير بخطًى ثابتة.
والي وسط دافور الشرتاي جعفر، أشار إلى أن الشورى ينعقد في ظروف استثنائية، وفيها قضايا على مستوى الدولة،  مشيرا إلى أنه سوف يناقش الأداء السياسي،  والاطلاع على المراحل الأخيرة للحوار الوطني، والتوافق الذي طرأ على الساحة.
النائب البرلماني وعضو مجلس الشورى القومي “عصام ميرغني”، بدوره عبّر عن سعادته بانعقاد الشورى،  وقال إن الحضور كان فخيماً على صعيد المركز والولايات، مشيراً إلى أن الشورى تطور في التوصيات، وإيقاع تنفيذها، معتبراً إشادة الرئيس “البشير” أبلغ دليل.
البيان الختامي
وفي البيان الختامي الذي تحصلت (المجهر) على نسخة منه أشاد الشورى  بالجهود الكبيرة في مجال إصلاح الدولة ودعا إلى المواصلة في تنفيذه، مؤكداً على التزامات الحزب الثابتة تجاه مشروع الحوار الوطني بالعمل على تنفيذ مخرجاته، والاستمرار في إجراءاته بما يجعله ثقافة يومية، وإسناد حكومة الوفاق الوطني، ودعم برامجها بما يؤدي إلى تقديم خدمات حقيقية للمواطنين، ووجه بالاهتمام بالمشاريع المركزية بالولايات، وحثَّ المجتمع المحلي على الإنجاز، كما أن قضية الإنتاج والإنتاجية ذات أولوية قصوى في برنامج الحزب والحكومة، ويدعو حكومة الوفاق الوطني للتركيز عليها وتسخير الإمكانات كافة من أجل استغلال الموارد، بما يؤدي لاستكمال النهضة. وطالب البيان بضرورة التركيز على برامج مكافحة الفقر والعمل على تحسين مستوى المعيشة والاستمرار في البرنامج القومي لتحسين الأجور ومحاربة البطالة، ودعا لمراجعة الوجود الأجنبي بالبلاد، وحثّ المركز على إسناد الولايات التي تستضيفهم من الدول المجاورة، وجدد دعوته لاستكمال وثيقة الإصلاح الشامل والالتزام ببنودها ونصوصها بكل مستويات الحزب في كل إجراءاته. ووصف المجلس السياسات الخارجية بالحكيمة، لأنها أدت لرفع جزئي للعقوبات الأمريكية على السودان، ودعا الإدارة الأمريكية الجديدة إلى الرفع الكامل لها، وجدد موقفه الثابت من  السياسة الخارجية، التي انتهجها السودان تجاه دول الجوار،  بالسعي لبناء جوار آمن تقوم فيه العلاقات على تبادل المصالح، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية، فيما دعا دولة جنوب السودان للكف عن دعم بعض الحركات، مشيراً للمجهودات التي بذلها وفد الحكومة لمفاوضات المنطقتين ودارفور، وجدد دعوته للطرف الآخر بالانحياز للسلام وتجاوز التكتيكات الصغيرة، من أجل مصلحة مواطني تلك المناطق.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية