الصحة العالمية : الملاريا تصيب (50%) من مواطني السودان
لماذا عادت الملاريا؟
أطباء : الفشل في محاصرة المرض بسبب تردي المعامل
تقرير – فاطمة عوض
لا تزال الملاريا المرض الأول القاتل في السودان والمتوطن المسبب للوفاة وزيادة إعداد المترددين على المؤسسات الصحية والمرقدين في العنابر، وشهدت الملاريا خلال السنوات الماضية تأرجحاً في نسبة الإصابات مابين الارتفاع والانخفاض لأسباب عدة، ومنذ العام 2000م، حدث انحسار واضح في الحالات، حيث بلغت نسبة (3.6%)، وعانى السودان من عبء كبير للمرضى والوفيات المتعلقة بالملاريا، غير أن البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا، بدعم من منظمة الصحة العالمية، نجح في خفض عدد حالات الملاريا من أكثر من أربعة ملايين حالة عام 2000م، إلى أقل من مليون حالة عام 2010م. وفي مابين العامين 2000م، و2010م، انخفض عدد الوفيات بنسبة (75%)، إلا أنه الآن عادت الملاريا للمربع الأول، ووصلت عدد الحالات مليون و(200) ألف حالة بنسبة (8.7%)، وتقول منظمة الصحة العالمية أن الملاريا تصيب أكثر من (50%) من سكان السودان، كما أن (43%) ممن يترددون على المستشفيات يذهبون إليها بسبب الإصابة بهذا المرض.
ويرى خبراء أنه خلال السنوات العشر القادمة أن يجري استحداث مصل يؤدي إلى تقليل الأعراض التي تحدث مع الإصابة الحادة بالمرض.
ومع تزايد نسبة المصابين بالمرض وارتفاع معدلات الوفيات بسببه، تجري الآن محاولات لترقية وسائل الكشف والتشخيص، خاصة أن كثيراً من الأطباء يعتقدون أن الفشل في محاصرة المرض ناتج عن تردي الظروف المعملية التي يجري فيها الفحص.
أكد د.”عصام عبدالله” وكيل وزارة الصحة الاتحادية أن الملاريا من الأمراض التي تسبب وفيات ولها تأثير اقتصادي (كلما زادت نسبة الإصابة بالملاريا زادت نسبة التوقف عن العمل)، لذلك تؤثر على اقتصاديات الدول ومازال يشكِّل تحدياً للبلدان المدارية من حيث عدد المرضى وعدد الوفيات، ويؤثر على اقتصاديات الدول وتقليل من ساعات العمل والإنتاج وزاد أنه وسط كل أربعة مصابين، وأشار إلى أنه خلال النصف الثاني من القرن الماضي زادت الإصابة بالملاريا، ووصلت إلى ما يزيد عن (40%)، انتشاراً وسط المجتمع، وبعد أن جاء مشروع النيل الأبيض لمكافحة البلهارسيا، شهدت تراجعاً في النسب، وبعد توقف المشروع في التسعينيات ظهر المرض بصورة أدنى وأقل من (3%)، وأكد أن تراجع نسبة الإصابة بالملاريا يعد واحداً من أهداف الألفية التنموية، وقال د.”عصام”: إن الدعم العالمي في الفترة الأخيرة أصبح لا يغطي أعمال المكافحة، وأشار لتوفير (35) مليون جنيه، من الحكومة لاستجلاب طلمبات ومبيدات وزعت على الولايات، وكشف عن خطة للقضاء على الملاريا بتوفير العمالة وطلمبات الرش والمبيدات، وشدد على تضافر الجهود لكل القطاعات وخاصة المشاريع الزراعية لمكافحة الملاريا، بأن يتكفل المشروع بتعيين العمالة للقيام بالعمل مباشرة، وأكد المتابعة الدورية للتأكد من تنفيذ العمل ومخاطبة الولاة لإلزام أصحاب المشاريع بتنفيذ المطلوب، ونوَّه لاستجابة الولايات ووضع خطة مشتركة لتنفيذ التدخلات والوصول لخطط مشتركة تتحول لخطط ولائية.
وقال وكيل الوزارة إنه يتم توزيع ملايين الناموسيات سنوياً، ولكن نسبة الاستجابة من المواطن دون المستوى المطلوب مما يحتاج إلى توعية.
كشفت وزارة الصحة الاتحادية عن فراغها من نتائج مسح مؤشرات الملاريا بالبلاد، مشيرة إلى إصابة أكثر من مليون ومئتا ألف، مصاب، حسب تقرير الإحصاءات الصادرة من المؤسسات الصحية، حيث بلغت نسبة الإصابة بالملاريا (٧.٨%) من جملة الأمراض المترددة على المؤسسات الصحية، فيما يصل عدد المترددين على المستشفيات (١٢%) وبلغ معدل الانتشار (٧.٣%) ونسبة المستخدمين للناموسيات (٢٠%) وقال وكيل وزارة الصحة الاتحادية د.”عصام محمد عبد الله” في مؤتمر صحفي الوزارة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الملاريا أن مرض الملاريا مازال يشكل تحدياً للبلدان المدارية من حيث عدد المرضى وعدد الوفيات، منوِّهاً إلى أنه المرض الأول القاتل، وأضاف أنه يؤثر على اقتصاديات الدول وتقلل من ساعات العمل والإنتاج، وزاد أنه وسط كل أربعة مصابين، ولفت “عصام” إلى أن الدولة وضعت إستراتيجية خلال الخمسة أعوام الماضية، بجانب تعيين عمال والمبيد والناموسيات مع توفير أكثر من (٣٥) مليون جنيه، تم توزيعها على الولايات، وأشار “عصام” إلى أن الوزارة قامت بالاتفاق على إنشاء وحدات مكافحة الملاريا داخل المشاريع الزراعية للولايات، فضلاً عن وضع خطة مشتركة لتنفيذ التدخلات اللازمة بالتنسيق مع الجهود الشعبية للمكافحة، لافتاً إلى أن الوزارة كوَّنت لجان في وزارات الصحة بالولاية لمتابعة عمل المكافحة، وأضاف إننا نصرف الملايين من الجنيهات لشراء الناموسيات، ولكن المواطن لا يستخدمها،
وتعمل منظمة الصحة العالمية بالتعاون الوثيق مع البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا لتنفيذ المداخلات الملائمة ذات المردودية لمكافحة الملاريا. ويتضمن هذا توزيع توليفة المعالجات المرتكزة على الأرتيميسين، والفحوصات التشخيصية السريعة، والناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد، وإدخال المعالجة المنزلية في إطار الإستراتيجية المعنية بالملاريا.
قامت منظمة الصحة العالمية بدعم التوزيع المجاني للناموسيات المعالجة بمبيدات الحشرات الطويلة الأمد للعائلات في المناطق المعرَّضة للخطر، وذلك بوصفها أكثر المداخلات كفاءة، وقال د.”طارق عبدالله” مدير إدارة مكافحة الملاريا والأمراض السارية والأمراض غير السارية أن التغطية بالناموسيات بلغت (٩٣%)، بينما كانت نسبة استخدام الناموسيات (20%)، مشيراً إلى توزيع (4) مليون و(700) ألف، ناموسية، على الولايات، وأكد توفر أدوية الملاريا في (5) آلاف و(٢٠٩)، مؤسسات صحية تقدم العلاج مجاناً، وأضاف أن كثيراً من المواطنين لا يعلمون بعلاج الملاريا مجاناً، وشدد “طارق” على ضرورة تحديث البروتوكولات العلاجية الخاصة بالملاريا في الفترة القادمة.