مسالة مستعجلة
مراجعة الأداء الحزبي ضرورة!
نجل الدين ادم
اليوم يسدل حزب المؤتمر الوطني الستار على مؤتمره التنشيطي الرابع، بانعقاد المؤتمر العام، وقد سبقته في ذلك شورى واسعة انتظمت كل ولايات السودان، فكان اللافت في هذا الحراك السياسي ما أشار إليه نائب رئيس المؤتمر الوطني لشؤون الحزب المهندس “إبراهيم محمود” في المؤتمر الصحافي الذي عقده يوم (الأربعاء) الماضي بأن المؤتمرات التنشيطية هي بمثابة مراجعة للأداء، وهذه هي النقطة الجوهرية التي تعكس مدى الالتزام بالشورى والديمقراطية كأساس في إدارة الأحزاب.
اليوم تجاوز عدد الأحزاب السياسية في الساحة الـ(100) حزب، ورغم ذلك فإن محصلة الشورى صفر كبير، والسبب في ذلك ضعف البناء، لم تعد الأحزاب تهتم بمراجعة الأداء بقدر ما تهتم بالتدافع حول المشاركة والبحث عن كراسي الحكم، فلو علم المؤتمر الوطني ومجلس الأحزاب أن هذه الانشطارات والتوالد للأحزاب شره للبلد أكثر من نفعه لعمدوا إلى التشديد في شروط تكوين الأحزاب.. والسؤال المنطقي: لماذا لا تتجاوز عدد الأحزاب السياسية في الولايات المتحدة الأمريكية سيدة العالم وراعية الديمقراطية عدد الـ(5) أحزاب؟.
قرأت في دفتر الحراك السياسي لحزب المؤتمر الوطني في مؤتمراته التنشيطية التي انتظمت القرى والحضر، وكانت المفارقات كبيرة حيث أن مؤتمرات الأساس التي عقدت بلغ عددها (٢٩٠٧٦) مؤتمراً، والمفارقة الأولى تكمن في حجم المشاركة التي بلغت (٧٠%)، لكن حزب المؤتمر الوطني عليه أن لا يستكين لهذه النسبة التي تعتبر جيدة وذلك لسبب واحد أنه ليس كسائر الأحزاب الأخرى من حيث التكوين والانتشار والبناء الحزبي، والإمكانات المادية وهي بيت القصيد، في حالة المؤتمر الوطني ينبغي أن لا يقبل بمشاركة أقل من(90%).
مؤكد أن حجم التفاعل السياسي في المؤتمر الوطني ينعكس إيجاباً على الأحزاب الأخرى سيما وأنه يضعها في موقف حرج لا مفر منه إلا بإحداث الحراك السياسي المطلوب والشورى والديمقراطية اللازمتين.
النقطة الثانية والمهمة هي مراجعة الأداء السياسي، فالمؤتمر الوطني يحتاج أن يكون صادقاً مع نفسه في الوقوف على فاعلية الأداء السياسي وانعكاسه على أوضاع البلد، المراجعة تحتاج لشيء من التجرد والنظر في أوجه القصور والاعتراف بها أولاً حتى يستطيع الحزب أن يعبر للمحطة التالية، كم تمنيت أن يكون هذا الختام للمؤتمر العام للحزب قبل وقت كافٍ من الآن لأخذ مخرجات المؤتمرات والملاحظات المتعلقة بالإصلاح في أسس الاختيار للمشاركة في الحكومة من عضوية الحزب.
أهمية المؤتمر الحالي برغم أنه تنشيطي أي نصفي، الغرض منها مراجعة الأداء بصورة جزئية لا تلزمها تدابير لاحقة، إلا أنه يأتي في توقيت بالغ الأهمية والحوار الوطني قد انتهى إلى ضرورة إجراء ترتيبات جديدة وحكومة وفاق وطني تشارك فيها كل القوى السياسية التي كانت جزءاً من الحوار بجانب الشخصيات العامة، لذلك فإن التحدي كان أكبر، الأحزاب الأخرى تحتاج أن تمضي في اتجاه بسط الشورى من خلال مثل هذه المؤتمرات لأنها تحدد حجم تفاعل القواعد مع الحزب وبرامجه.
والله المستعان.