لم يهدأ الصراع في حزب الأمة !!
ظل الإمام “الصادق المهدي” يفقد كل فترة قائد من قادته، ومحارب من محاربيه، مما أفقد الحزب معظم الكوادر الكبيرة، فتراجعت الأسماء التي كانت ملء السمع والبصر.. فالصراعات والخلافات داخل الحزب أدت إلى تشكيل أحزاب متعددة باسم الحزب، ولو اختلف في التسميات ..فحينما ننظر إلى الحزب إبان الديمقراطية الثالثة وعدد القيادات والأسماء التي جعلت للحزب طعم ومذاق، أمثال: “بكري عديل” الذي شغل منصب وزير التربية في الديمقراطية الثالثة والدكتور “آدم موسى مادبو” و”الزهاوي إبراهيم مالك”، والدكتور “عمر نور الدائم”، رحمهما الله، و”مبارك الفاضل” الذي شغل منصب وزير الداخلية حتى آخر يوم في الديمقراطية الثالثة، والآن أصبح من ألد أعداء الإمام “الصادق المهدي” بعد أن كان اليد المقرَّبة له، وكذلك الدكتور “إبراهيم الأمين” اختصاصي النساء والتوليد والساعد الأيمن للإمام. الآن احتدم الصراع بينه والإمام، لا ندري لمصلحة من هذا الصراع الذي يدور داخل حزب الأمة؟، وهل الإمام “الصادق” يدرك الذي يجري الآن؟ وهل الإمام ضاق ذرعاً بمعاونيه بعد أن كبر الأبناء وأصبحوا الأقرب إليه في تسيير دفة الحزب؟ أم أن الإمام لا يقبل النصح والديمقراطية التي ينادى بها ..ولذلك كلما رفع واحد من تلك القيادات رأسه أو حاول أن يقدم النصح يجد نفسه خارج بوابة الحزب، والإمام لا يهمه أن يذهب زيد أو عبيد.. ولذلك فقد الحزب الكوادر المؤثرة، بل جعل الإمام يصطدم ببعضها، فالصراع مع “مبارك الفاضل” لم ينته رغم تأثيره القوى في الحزب وتحمَّل ما تحمَّل من أجله، وكذا الحال الآن مع الدكتور “الصادق الهادي” الذي اعتبره الإمام قليل التجربة ولم يدخل السجن في حياته حتى يكون مؤهلاً حزبياً، والصراع طال الكثيرين من تلك القيادات التي كانت لها مواقف مشرِّفة في الحزب ..ولكن لا ندري لماذا انقلب الإمام عليها فهمَّشها أو لم يعترف بها ..وبالدور الذي قامت به الفترة الماضية ؟، فالإمام ينادي بالديمقراطية وجعلها مبدأ في حياته ولكن لم يمارسها مع قياداته، وربما يضيق ذرعاً من أولئك إذا حاولوا أن تكون الديمقراطية هي اللغة التي يتعاملون بها معه، فالإمام “الصادق” كل القيادات التي معه أو ضده تكن له احترماً شديداً، أما مريدوه من محبتهم له إذا طلب منهم التمسح بالتراب الذي يمشي عليه لفعلوا، ولكن الإمام لم يستغل هذه المحبة وظل في حالة حرب خفية أو معلنة مع كل من يخالفه الرأي، وهذا أدى إلى خروج العديد منها، فمنهم من كوَّن حزباً باسم حزب الأمة، لأنه يعتقد أن هذا الحزب ليس للإمام “الصادق” وحده، فقد ناضل آباء وأجداد أولئك في صناعته، وإذا اختلفوا معه فلن يختلفوا في العقيدة الأنصارية ولن يختلفوا في مكونات المؤسسة. إن القيادات التي خرجت من الحزب تعتقد أن الإمام مازال يتعامل معهم بالأبوية والترفع وهم أصبحوا كباراً موقعاً واسماً في الحزب.. وكبار مكانة في المجتمع.. فهذه الأبوية لم تصلح في هذا العهد، فقد انتهى عهد الولاء والطاعة التي كان يتعامل بها الآباء والأجداد ..فالآن تلك القيادات تحمل الدرجات العلمية الرفيعة، ويجب أن يتم التعامل معهم بها، ويجب ألا ينتقص من قدرهم، فالإنسان يأسف لما يحدث داخل هذا الحزب وللقيادات الكبيرة التي ظل يفقدها وربما آخرها الدكتور “إبراهيم الأمين” الذي رفع دعوة أمام مسجل الأحزاب، فهل يراجع الإمام نفسه ويجلس مع تلك القيادات من أجل مصلحة الحزب؟. نأمل ذلك .