بكل الوضوح
غياب الكبار عن المطبخ الصحفي..!!
عامر باشاب
{ نقولها بكل الوضوح إن ما جاء في سطور الصحفي “أسامة” بصحيفة (السوداني) من إيحاءات واضحة وفاضحة كتبت بلغة (الشماسة) في مقال ناقد لهجمات السيدة “إشراقة سيد محمود” رئيس تيار الإصلاح بالحزب الاتحادي الديمقراطي على قيادات حزبها، يؤكد درجة الانحطاط التي تسير نحوها الصحافة السياسية التي على ما يبدو أصابتها عدوى لغة المساطب الشعبية التي حولت العديد من الصحف الرياضية إلى منابر للشتائم والتجريح والتشهير.
{ وعلى الرغم من الاعتذار الشجاع الذي تقدم به رئيس تحرير صحيفة (السوداني) الأستاذ “ضياء الدين بلال” بعد اعترافه الصريح والمباشر بالإيحاءات الجنسية التي وردت في ذلك المقال المسيء، ولكن الاعتذار هنا لا ولن يفيد، فالكلمة خرجت بقبحها وانتشرت ببذاءتها في جميع مواقع التواصل الإخبارية وقروبات (واتساب) الشمارتية، وهي بالتأكيد لم تسئ لـ”إشراقة” بل أساءت للصحفيين ولمهنة الصحافة التي يفترض أنها وجدت للتصحيح وتقويم المسارات في المجالات كافة وليس للشتيمة والتجريح.
{ العجيب أن الكاتب عنون مقاله الغريب بـ(البلطجة السياسية) واستخدم فيه لغة البلطجية ذاتهم، والأعجب وكما ورد في بيان الأستاذ “ضياء الدين” الاعتذاري نفى “أسامة” أن يكون قد قَصَدَ ما فُهِمَ من الفقرة المذكورة، من تفسير وتأويل غير حميد.. وطبعاً الشينة منكورة ونحن ننتظر كيف سيُوضِّح لنا “أسامة” ما قصده غير الذي فهمه الجميع بمن فيهم رئيس تحرير الصحيفة التي يعمل بها.
{ أخيراً.. أقول إن غياب كبار المهنة عن الأوساط الصحفية غيب الرقابة الذاتية وحكمة الضبط والربط مما أعطى الفرصة لمثل هذه التفلتات.. وفي بدايتنا تعلمنا أن تهور وحماسة الشباب تضبطها حكمة الكبار من أصحاب الخبرات المتراكمة الذين كان لوجودهم في المطابخ الصحفية أهمية قصوى، وكانوا بمثابة حراس للقيم والمبادئ الصحفية.
{ المطلوب من مجلس الصحافة والمطبوعات واتحاد الصحفيين أن يفرضوا إلزامية وجود أهل الخبرة والحكمة لقيادة المطابخ الصحفية، وأن يحرصوا على تشديد الرقابة على القيم والأعراف الصحفية، وتوسيع دائرتها خاصة بعد انتشار ظاهرة الكاتبات والكُتّاب المنسوبين للصحافة السياسية الذين احترفوا استخدام العبارات والمفردات الساقطة، ومثال لذلك كاتب أدمن استخدام الكلمات الإيحائية غير المهذبة مثل كلمة (مؤخرة) التي كاد أن يجعلها ثابتة وسط سطور كتاباته كثبات اسم زاويته اليومية.