ولنا رأي

ماذا تريد دولة الجنوب ؟

أراد الرئيس “سلفاكير” أن يكون رئيساً على دولة الجنوب ونال ما أراد بعد الاستفتاء الذي جرى في 2011 وجاءت نسبته بأكثر من 99 في المائة، وأصبح الآمر الناهي في دولة جنوب السودان بعد هذا الاستفتاء. ولكن هل قام بما يقوم به الرؤساء من توفير الحياة الكريمة لشعبه هل أقام المشروعات الكبيرة التي كان يحلم بها الانفصاليون حتى حقق التنمية لهم، هل أقام المدارس والمستشفيات والمراكز الصحية على مستوى القرى والأحياء. “سلفاكير” رغم الجهد الكبير الذي قامت به دولة الشمال ومده بالمعينات لسقط من أول يوم تسلم فيه السلطة، ولكن أهل الشمال ما زالوا يعاملون أبناء الجنوب كأنهم إخوة وما حدث سحابة صيف تنقشع وتعود المياه إلى مجاريها، ولكن “سلفاكير” لم يبادل الشمال الوفاء بالوفاء بل بادله بالعداء فآوى الحركة الشعبية قطاع الشمال وجعل الجنوب منصة تنطلق منها الصواريخ العدائية على الشمال. وكلما حاولت دولة الشمال أن تمد له يد العون والمساعدة بادلها بعدم الوفاء وظل سادلاً في قيه يأوي الحركات المسلحة من أجل ماذا لا ندري، فقد أصبح رئيساً لدولة ما كان يحلم بها فماذا يريد بعد ذلك؟ هل ما زالت تراوده سلطة التملك على كل السودان وهل له الاستطاعة على ذلك، الآن الجنوب يمر بمجاعة طاحنة وهجر أبناء الجنوب وطنهم الذي كانوا يحلمون به وطن حدادي مدادي وأن يكونوا مواطنين من الدرجة الأولى ماذا فعل بهم “سلفاكير”، أدخلهم في حرب لا يعرف مداها إلا الله ولا أحد يعلم متى تنتهي وما مصير أولئك المواطنين الذين وقفوا إلى جانب الانفصال وكانوا يمنون النفس بالعيش الكريم والحياة الرغدة، ولكن في ظل حكم “سلفاكير” تبدد كل شيء ومع كل هذا ما زال يمد يد العون والمساعدة إلى الحركة الشعبية قطاع الشمال لضرب الشمال. الحكومة الآن ليست على استعداد أن تدخل معه في مواجهات وربما الذي يقوم به محاولة لجر الشمال لخوض المعركة حتى يفسد علينا فرصة رفع العقوبات النهائية فيما تبقى من زمن لعملية الرفع، ولكن السودان أعقل مما يتصور فلن ينقاد إلى هذا المخطط الذي يقوم به أو مساعدة الآخرين في ذلك، وسيصبر على الجرح إلى أن تنتهي المدة ومن ثم سيرى كيف يكون التعامل معه أو مع الذين يقوم بدعمهم. دولة الجنوب وإنسانها عادوا إلى الشمال وهم أكثر انكساراً ورغماً عن ذلك لم نعاملهم بما اغترفته أيديهم، بل نعاملهم بالحسنى لأنهم كانوا إخواناً لنا وبيننا وبينهم دم وعلاقات حميدة. فالإخوة الجنوبيون لم يجدوا الأمان إلا في الشمال فلماذا لم يذهبوا إلى كينيا ويوغندا بعد اندلاع المعارك فيما بينهم، لماذا عادوا إلى الشمال عادوا لأنهم يعلمون تماماً أن الشماليين يعاملونهم بالحسنى واللين والطيبة، وهذه لا يجدونها في أية دولة يذهبون إليها، لذلك على الرئيس “سلفاكير” إن أراد المعاملة بالحسنى فليعد حساباته مع دولة الشمال وأن يلتزم بما قاله في اللقاءات التي تمت بينه وبين المسؤولين في الشمال، من عدم إيواء الحركات المسلحة بأرضه، الشمال قادر على حماية نفسه وأرضه فهل يستطيع هو ذلك، يجب  على الرئيس “سلفا” أن يحترم حسن الجوار وهو في أمس الحاجة للشمال أكثر من أية دولة أخرى.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية