فوق رأي
قبل أن يذهب أبريل
هناء إبراهيم
قبل عامين وفي الصفحة الأولى من جريدة (نيوزيلاندا هيرالد) أعلنت شركة BMW في نيوزيلاندا أن أول شخص يصل إلى مقرها سوف تستبدل له الشركة سيارته القديمة أياً كان نوعها، بسيارة بي إم دبليو جديدة كرت..
وقالت الشركة إنها تفعل ذلك بمناسبة كذبة أبريل، وما أن تدخل أبريل في الموضوع حتى اعتبر الناس الموضوع كذبة تقليدية محصنة بشهر نيسان المسكين فـ (كسروا الحنك).
نجحت الشركة في خدعة الآلاف بأن الخبر (كذبة أبريل وهناي وبتاع)، إلا أن هناك سيدة اسمها “تيانا مارش” صدقتهم وذهبت إليهم وبدلوا سيارتها القديمة بسيارة جديدة سعرها (50) ألف دولار وجعلوها تكاد تطير من الفرح.
وإننا في هذا الزمن إن صدقنا بعض الناس خذلونا وإن لم نصدقهم فقدنا أشياء.. الواحد والله ما عارف يعمل شنو ذاتو..!
وهسه شربنا الشاي..
على صعيد متصل: فإن الذين تساءلوا ذات صدمة عن السبب الذي جعل فلان الفلاني يكذب عليهم بكل ذلك الصدق.. هم قد ضيعوا وقتهم في سؤال حرام.
أعتقد ذلك..
حيث لم تعد الأسباب والدوافع من شروط الكذب، فـ بعض الأشخاص يتحول لديهم الكذب من سلوك سيئ إلى مرض اسمه (سودولوجيا) وثمة من يناديه (ميثو مانيا) عشان تعرفوا إنو مرض نفسي ومعقد.
يدمنون الكذب وتضخيم الأمور بدون أي منفعة شخصية..
كذب من أجل الكذب فقط..
بل مرات لا يدرك المريض أنه يكذب من الأساس.
يكذب بصدق لدرجة أنه يصدق كذباته..
والله جد..
إن مؤلفات فطاحلة الكذب في القرن الحالي، ربما تدعو مسيلمة الكذاب أن يخرج من قبره لـ(يتخلع ويتهجم) ويرجع يقرأ دروس الكذب من الصفحة الأولى ثم يموت..
ثم على صعيد سينمائي، المتعة التي تجدها أثناء الاستماع لشخص (انت عارفو حالياً قاعد يكذب عليك)، تفوق أحلى سينما وتتغلب على أجمد أفلام الموسم باستثناء إحساس الخذلان الإنت فيهو دا..
الحوار الداخلي الذي تعمل على كتمانه وأنت تستمع لأكاذيبه، هو حوار عنيف..
حوار مسلح.. والله جد..
أقول قولي هذا قبل أن يغادر أبريل المظلوم.
وتظل (أنا في الكوبري) الكذبة التي لم يفهم انتشارها أحد..
و……
أكذب عليا وأسرح بيا
لدواعٍ في بالي