الإسراء والمعراج مناسبة إسلامية عظيمة
يحتفي بها أهل السودان بطريقتهم الخاصة ويستعيدون تفاصيل أحداثها
المجهر – عامر باشاب
السودانيون كغيرهم من المسلمين خاصة المتصوفة، دائماً يتهيأون ويستعدون استعدادات خاصة ويحرصون للاحتفال بذكرى (الإسراء والمعراج)، هذه المعجزة الخارقة التي حدثت تكريماً ربانياً لخاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم، حيث أسريّ به ليلاً على ظهر البراق في رحلة ربانية برفقة جبريل عليه السلام من المسجد الحرام الموجود بمكة المكرمة، إلى بيت المقدس حيث المسجد الأقصى، ومن ثم عرج به إلى السماء حتى وصل سدرة المنتهى، ثم عاد في ذات الليلة ووفقه الله بإثبات هذه الرحلة الإعجازية رغم تكذيب كفار قريش واستهجانهم لها..
تفكر وتدبر في تفاصيل وأحداث الرحلة.
وكلما حانت ذكرى الإسراء والمعراج يستعيد المسلمون قصة الإسراء والمعراج بكل ما حوت من تفاصيل زمانية ومكانية، المسافة المكانية لرحلة الإسراء الليلي والتوقيت الزماني الوجيز الذي قطع فيه الرسول هذه المسافة البعيدة في رحلة الذهاب والإياب ثم يتعرضون للحديث عن البراق وشكله ولونه وطبيعته وسرعته، وكذلك يتوقفون عند الاختيار الرباني للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ليتقدم ليؤم جميع الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، وهذه دلالة واضحة إلى أن النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) سيد الأولين والآخرين وخاتم الأنبياء والمرسلين، ثم يتفكرون فيما رآه النبي عندما عرج به من الأرض إلى السماء حتى وصوله إلى سدرة المنتهى، والحوار الذي دار بينه وبين خالق الوجود الله سبحانه وتعالى، والمراحل التي فرضت بها الصلاة، تخفيفها من خمسين ركعة حتى وصلت إلى خمس ركعات فقط في اليوم والليلة، بجانب ما رآه عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من صور ومشاهد لأهل الجنة والنار وغير ذلك مما يؤكد حقيقة البعث ويبرهن على يوم الحساب.
}السند والدعم الرباني السريع
في حديثه لـ(المجهر) أكد الدكتور “إبراهيم الدليل” إمام مسجد ود البنا، أنهم في (دلائل الخيرات) يحتفلون بالمولد والهجرة النبوية وغيرها من المناسبات الدينية، وعلى هذا النحو يسير احتفالهم السنوي بالإسراء والمعراج على نهج احتفالات المسلمين في كل بقاع الأرض بهدف إثبات تلك الحادثة الإعجازية العظيمة والتأكيد على أنها حقيقة واقعية وليست أخباراً، ومن ثم أخذ العبر والعظات منها.
الإسراء والمعراج جاءت بمثابة تكريم وإيناس ودعم رباني للرسول عليه الصلاة والسلام في عام الحزن، ذلك العام الذي فقد فيه أقوى مناصريه من الداخل زوجته السيدة “خديجة” التي ساندته بقوة منذ بداية دعوته، بالإضافة إلى مناصره الخارجي عمه “أبوطالب” الذي وقف بجانبه وحماه من معاداة زعماء قريش له، ولهذا وبعد رحيلهما ذهب إلى الطائف عسى ولعل أن يجد منهم النصرة، ولكنه وجد منهم عكس ما توقع وحينها قال دعاءه الشهير: (اللهم إني أشكو إليك ضعف قوتي وقلة حيلتي وهواني على الناس، أنت رب المستضعفين وأنت ربي لا إله إلا أنت، إلى من تكلني؟ إلى قريب يتجهمني، أم إلى عدو ملكته أمري، إن لم يكن بك سخط عليّ فلا أبالي غير أن عافيتك هي أوسع لي، أعوذ بنور وجهك الكريم، الذي أضاءت له السموات والأرض وأشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة من أن يحل عليّ غضبك أو ينزل عليّ سخطك لك العتبى حتى ترضى ولا حول ولا قوة لنا إلا بك)، بعدها مباشرة جاءته البشرى والنصرة والسند الدعم الرباني السريع عبر رحلة الإسراء والمعراج.
وعن الشكل الاحتفالي عندهم أكد دكتور “الدليل” أن احتفالهم بالإسراء والمعراج تقليد قديم بدأ منذ العام 1949 ومستمر إلى يومنا هذا بزاوية دلائل الخيرات بأم درمان حي ود البنا، والبرنامج الاحتفالي يشتمل علي تلاوة قصة الإسراء والمعراج ثم خطب من العلماء والمشايخ والمدائح النبوية ثم ختمة القرآن السنوية لروح الشيخ “صديق محمد الأمين مختار” شيخ دلائل الخيرات.