رأي

مسالة مستعجلة

تناقضات الاتحادي الأصل!!
نجل الدين ادم
قبل أيام استدعى نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل السيد “محمد الحسن الميرغني” وزراء حزبه في الحكومة والنواب البرلمانيين بعد مقاطعتهم للجلسات احتجاجاً على عدم اعتماد قائمة “الحسن” للحكومة الجديدة وفي البرلمان، الاجتماع حسبما أذيع كان القصد منه الخروج بموقف واحد من المشاركة في الحكومة، ولكن ذلك لم يتم على وجه الدقة واكتفى الحضور من الدستوريين بتفويض للسيد “الحسن” في مسألة القرار النهائي المتعلق استقالاتهم من المناصب التنفيذية والتشريعية، وفي اليوم التالي للاجتماع عاد الوزراء ومولانا الصغير نفسه دونما أي ضوضاء إلى وزارتهم والنواب المقاطعين للجلسات إلى البرلمان مرة الأخرى، والأغرب في كل هذه المواقف المتناقضة هو أن الاحتجاج الذي اجتمع من أجله هؤلاء النفر كان على عدم اعتراف حزب المؤتمر الوطني بالقائمة التي دفع بها السيد “الحسن”، والتمسك بتلك التي دفع بها رئيس الحزب مولانا “محمد عثمان الميرغني”.
تناقضات وتقاطعات توضح حجم (الهرجلة) والفوضى في إدارة الحزب، يختلف الابن مع الأب في اتخاذ القرار النهائي، حيث لا موقع للمؤسسية من الأعراب، فتضيع بذلك قيادات الحزب ما بين الرجلين ولا حياة لمن تنادي.
لم يحقق الاجتماع الهلامي الذي لا تعرف له قرارات محددة حتى يومنا هذا سوى المزيد من خيبات الأمل في أن يكون أعضاء الحزب على قلب رجل واحد ومواقف موحدة، مثل هذه المواقف تخصم من الحزب أكثر من كونها تفاعلاً سياسياً داخل كيان كما يظن البعض.
المؤسف أن هذه (الهرجلة) تحدث في حزب الاستقلال، حزب معروف بقاعدته الجماهيرية الكبيرة وليس أي من الأحزاب التي لا يعرف لها اسم إلا لدى مجلس الأحزاب السياسية، من فرط هوانها وضعفها وكثرتها.
لا أتوقع مصيراً مبشراً للحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل في مستقبل السنين إذا كانت هذه هي الطريقة التي تدار بها أجهزته وتتخذ بموجبها القرارات.
 فالعلل التي تصيب الأحزاب الصغيرة مقدور عليها من خلال البحث عن علاج ناجع لها، ولكن تلك التي تصيب الأحزاب الكبيرة كما الاتحادي الأصل وحزب الأمة القومي وغيرها، فإنه لا أمل من شفائها، إلا إذا اعترفت أولاً بهذا الداء العضال وهو غياب المؤسسية، حينها سيكون العلاج سهلاً، غياب المؤسسية وتفشي الشلليات والجماعات سيحيل الحزب إلى تنظيم ينفض عنه الجميع، ويبقى الفشل عنواناً بارزاً في التجربة السياسية، تاريخ الحزب وماضية يفرض على أعضائه أن يتناسوا الصغائر ويعبروا المطبات دونما خسائر ويكونوا على قلب رجل واحد، حينها سيعود حزباً قوية يحترمه الغاشي والداني. والله المستعان.

  

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية