ولنا رأي

ماذا نريد من الحكومة الجديدة!!

ربما يتم تشكيل حكومة الوفاق الوطني اليوم أو خلال الساعات القادمة وتعد هذه أول حكومة ذات قاعدة عريضة وجاءت نتيجة لمخرجات الحوار الوطني الذي شارك فيه أكثر من تسعين حزباً سياسياً وأكثر من حركة مسلحة، ولذلك مخرجات هذا الحوار هي التي تحكم الحكومة القادمة لأن من وضع تلك التوصيات لابد أن يكون حريصاً على تنفيذها بالصورة التي وضعت بها، خاصة وأن البلاد لن تتحمل أي إخفاقات أخرى في الظروف التي تعيش فيها خاصة الناحية الاقتصادية المأزومة أو المتأزمة، فما وضع في هذا الجانب من معالجات ينبغي أن يكون مخرجاً للأزمة الاقتصادية التي أدت إلى تراجعنا عشرات السنين إلى الخلف. فالسودان يمتلك مقومات تساعد في بناء اقتصاد قوي ولدينا من الاقتصاديين ما يمكنهم من وضع المعالجات التي تساهم في تلك النهضة، إن كانت في المجال الزراعي أو الصناعي أو على مستوى البترول أو استخراج المعادن من باطن الأرض. فحكومة الوفاق الوطني نريد منها أن يكون على رأس الجانب الاقتصادي أولئك العلماء والذين وضعوا جزءاً كبيراً من تلك المخرجات، فإن انصلح الحال الاقتصادي بالتأكيد ستنصلح جوانب أخرى من بينها الجانب الاجتماعي والمعيشي والأمني وكل الإفرازات التي تراها في المجتمع سببها الاقتصاد. فالمعنيون بالاقتصاد ينبغي من أول يوم تشكل فيه الحكومة يجب أن يحددوا طريق الخروج من الأزمة وعودة الجنيه السوداني إلى وضعه الطبيعي مع العملات الأخرى.
ثانياً أن ننسى الماضي وأن نغرس مبدأ المحاسبة لهذه الحكومة ولا كبير على القانون فكل من ارتكب مخالفة مالية يجب أن يقدم إلى المحاكمة فوراً بدون تغطية للأمور، كما كان في السابق وخلوها مستورة فهذه الحكومة لها فترة زمنية محددة ينتهي أجلها بقيام انتخابات 2020، وهذه الفترة ليس من الصعب إنجاز العديد من الملفات التي تحدث التوازن في الدولة والمجتمع إذا التزم الجميع بالعمل من أجل الوطن وليس الحزب أو المصلحة الشخصية.
ثالثاً أن تهتم الحكومة بالعلاقات الخارجية وأن تعمل على مبدأ حسن الجوار مع كل الجيران بما فيهم دولة الجنوب وأن يكون التعايش السلمي بين الجميع، وأن نغض الطرف عن أية محاولة لجر السودان إلى صراع أو نزاع بينه وبين أية دولة أخرى، وأن نحاول نزع فتيل الأزمة وأن تقوم الحكومة بمعالجة قضية الوجود الأجنبي الكثيف والاتصال بسفارات تلك الدول لمعالجة قضايا رعاياهم في حالة الدخول غير المشروع.
رابعاً أن تهتم الحكومة بقضايا المواطنين المعيشية قفة الملاح وأن تهتم بقضية التعليم والصحة فهذه من القضايا التي يجب أن تركز عليها حكومة الوفاق الوطني في المرحلة القادمة، فإذا استطاعت  أن تنجز أكثر من سبعين في المائة قبل الشروع في انتخابات 2020، تكون قد حققت الكثير وما تبقى يمكن معالجته ما بعد الانتخابات، ولكن هذه هي القضايا الأساسية التي يجب أن يتم التركيز عليها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية