نائب القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني "عبد الملك البرير" في حوار مع (المجهر)
* أقول جازماً ليس هنالك ما يرقى لمستوى الأزمة في (الوطني) ولا نعمل باللوبيات
* لدينا علاقات إستراتيجية مع دول الخليج وارتقت درجات عالية ومصيرية
ـــ تنازلنا عن نسبة (50 %) لذلك لا بد من غياب بعض الوجوه قطعاً في الحكومة القادمة
حوار – محمد جمال قندول
بالرغم من احتفاء الحزب الحاكم والمشاركين في الحوار بنهاياته السعيدة على خلفية توافق المشاركين على المخرجات، واعتباره بمثابة وثيقة تاريخية، إلا أن هذه الأطراف فشلت في الاتفاق على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، التي كان من المفترض إعلانها في شهر يناير الماضي. وحسب ما رشح من أخبار أن الفشل كان سببه عدم الاتفاق على المناصب. حيث شهدت الاجتماعات التي عقدت لهذا الشأن احتجاجات من قبل بعض الأحزاب على ما منحت من مناصب، وهناك شخصيات استبعدت نتيجة للمعايير التي وضعت للاختيار. كما كان الحال بالنسبة لرئيس حزب الحقيقة “فضل السيد شعيب” .أما المؤتمر الشعبي فيبدو أنه رهن موضوع تقديم مرشحيه بقضية الحريات، فحتى هذه اللحظة لم يقدم قياداته المشاركة في الحكومة القادمة. (المجهر) رصدت تساؤلات الشارع العام عن إعلان الحكومة القادمة، وجلست مع نائب رئيس القطاع السياسي بحزب المؤتمر الوطني “عبد الملك البرير” في حوار تناول موضوع تشكيل الحكومة وقضايا حزبه، بجانب موضوعات الراهن السياسي، فماذا قال؟.
*لماذا تأخرتم في إعلان حكومة الوفاق الوطني؟.
ــ اعتقد بأنه لا يمكن إعمال نظرية التأخير أو القاعدة بالظروف الحالية، وقطعاً حظوظ الذات داخل أحزاب بعينها أخرت التشكيل، والطبيعي أن الهشاشة في هيكلة الأحزاب وفاعليتها يحدث تلكؤ في اتخاذ القرار. وهذه مسألة خاصة بالأحزاب وتركيبتها والحاكمية فيها، وهذا لا نخص به حزباً بعينه، وبالتالي اتخاذ القرار والتأخر يكون من هذا المنطلق التقديم والتأخير، وفق هذه الهشاشة، ولا يكون على أرض ثابتة. وهنالك أيضاً معايير يجب أن تتفق مع الخيارات والاختيارات، من يتقدمون بهم قد لا يتوافقون مع هذه المعايير. وبالتالي قد يكون هنالك كر وفر. وفي عمر تشكيل الحكومات مهما تطاول الزمن ولن يتطاول كثيراً بحكم أنك تتعامل مع أكثر من (100) حزب، وكيان سياسي، وتريد أن تجد لها مكاناً بالحوار الوطني، لأن العمل هو تضامني ومسؤولية وهي رمانة الفكرة .
* هل قدم المؤتمر الوطني قائمته؟.
ـــ سوف يقدم القائمة النهائية بعد انعقاد المكتب القيادي بحسب ترتيباته.
*كيف سيكون شكل مشاركة المؤتمر الوطني بالحكومة الجديدة؟.
ـــ كما أعلن المؤتمر الوطني، تنازلنا عن نسبة (50%) لإتاحة أكبر فرصة لكل من شارك بالحوار، لأن هنالك شراكات أخرى داخل هذه الحكومة، وبالتالي فإن الوطني ليس لديه مشكلة كبيرة في الاختيارات.
*هل سيتنازل المؤتمر الوطني من الوزارات السيادية؟.
ـــ اعتقد أنه تم الاتفاق على عدد الوزارات التي سيكلف بها الوطني.
*هل حسمت؟.
ــ هذه محسومة بقدر كبير.
*بمعنى أن الوزارات السيادية للوطني؟.
ــ بحسب المتفق عليه، ليس هنالك عملية (إذعانية وإصرارية)، بأن يفرض الوطني أمراً بالنسبة للآخرين. وهي مسألة توافقية بين الوطني والأحزاب والكيانات المشاركة.
*هل سيطال التغيير نسبة كبيرة من وجوه قيادات المؤتمر الوطني؟.
ـــ تنازلنا عن نسبة (50 %)، لذلك لابد من غياب بعض الوجوه قطعاً.
*يقال إن المعايير سببت إشكالية في الاختيار وتسببت في إقصاء شخص مثل رئيس حزب الحقيقة “فضل السيد شعيب” يرى المراقبون بأن عدم حصوله على منصب وزاري أو قيادي داخل حكومة الوفاق نوعاَ من الظلم ..ما تعليقك؟.
ـــ تم استبعاد “فضل السيد شعيب” لأنه لم يتوافق مع المعايير الموضوعة للاختيار وقَبِل بها هو شخصياً، وهو يعلم موقفه من الناحية الأكاديمية. ولكن هذا لا يقلل مجهود الأخ “شعيب” داخل الآلية وهو شخص تأهيله السياسي عالٍ، ومواصفاته قيادية وقريباً سيحصل على درجة علمية. وأنا شخصياً اعتقد بأن المعايير حينما توضع يجب أن تلحق معها استثناءات مبررة وواضحة.
*المؤتمر الشعبي يقال إنه حتى الآن لم يوافق على حصة للمشاركة في حكومة الوفاق الوطني، هل يتحمل وزر تأخير الحكومة؟.
ـــ ليست هنالك أوزار، البعض يحتاج للوقت لوضعه وتميزه، وفي أسوأ الحالات ليس هنالك أي نية مبيَّتة للإطاحة بهذا العمل أو عناء التأخر بتشكيل الحكومة، والشعبي له عقول ومفكرون. وإذا كان التأخير بشأن المؤتمر الشعبي في تقرير التشكيل، اعتقد أنه لا خوف، سيقدم قائمته قطعاً، لأنه يمتلك كوادر معروفة بالعمل والخبرات.
*هل المؤتمر الوطني حزباً معافى من الأزمات داخله، وكيف تقيِّمون ما يثار بين الحين والآخر، عن وجود لوبيات داخل المؤتمر الوطني؟.
ـــ أقول جازماً بأنه ليس هنالك في المؤتمر الوطني ما يرقى لمستوى الأزمة، وحزبنا لا يعمل بلوبيات. وفي حزبنا اللوبيات تكتشف بسهولة، لأن هنالك كوادر تعي ما تفعل. والمجموعات أصلاً قائمة على التشخيص. ومثل هذا الأمر ليس فيه مشكلة. والوطني مارس الحكم 27 عاماً، ولا نقول بأنه يزهد، ولكنه خبر دروب الحكم، بحكم هذه المدة، وليس هنالك تلهف حتى يصطنع لوبيات للبعض .
*هناك حديث يدور في الأوساط السياسية عن أولاد “علي عثمان” وأولاد “نافع” أليست هذه مجموعات؟.
ـــ “نافع” و”علي عثمان” أبعد من أن يكونا (متلقفان) لأغراض حتى يجعلا لهما حواريين أياً كان المسمى. وهذه قيادات لا تقبل القيل والقال، أو نقل الأحاديث حتى يبنيا عليها قراراتهما. ما يجمعهما أكبر مما يفرقهما.
*أنت تنفي وجود خلافات بين شيخ “علي” و”نافع” أليس كذلك؟.
ـــ اعتقد أن الخلافات داخل الأحزاب والكيانات مثل المؤتمر الوطني والحركة الإسلامية تنتهي بالجلسات ولا تخترق على الإطلاق، المقاصد تبيِّت في النوايا.
*المؤتمر الوطني في فترة ما، بعد حكم “عمر البشير” هل الحزب مؤهل يعبر فترة “البشير”، خاصة وأن هنالك إرهاصات حال تنحي “البشير” بظهور خلافات؟.
ـــ هناك يروِّجون، لمسألة أكبر من ذلك، وتواتر عنها بعض الحديث، قطعاً لا أريد أن أجاوب من منطلق أنه لم يحن الوقت لنتكلم عن ماذا بعد “البشير” لسبب واحد، هو بأن ما يطلق سواءً دستورياً أو ما شابه ذلك، بأن هذا الموقف سياسي تقديره يكون لظرفه.
*لكن عموماً هناك آراء أصبحت تطرح في هذا الشأن، ما رأيكم أنتم؟.
نحن نقول بأنه يجب أن يرغب في هذا. يجب أن يترشح “البشير”، وإذا كان هنالك أي تحديد دستوري يجب أن يعدِّل هذا الأمر. لأن البلاد تمر بفترة لا تتقبل اجتهادات لا علاقة لها بالواقع، وتلمس المخاطر التي تمر بها البلاد. وتلمس الرجل الذي له إحاطة كاملة بما يتعرض له السودان الآن. ويقيم الممرات التي يمر بها السودان لا يستطيع أن يركبها إلا الذي قام بإنشائها.
*العلاقات مع مصر.. ما موقف الحزب حيالها؟.
ــ العلاقات مع دولة مصر يجب أن تكون جيدة، ما يجري الآن هو مجرد ظواهر عالقة وعابرة، وهناك تواصل على مستوى أعلى، والرئيسان بينهما اتصالات مستمرة. وكذلك من قبل المؤسسات المعنية ووزيرا خارجية البلدين منتظر لقائهما في الساعات القادمة لمناقشة الترتيبات التي اتفق عليها الرئيسان “البشير” و”السيسي”، ومتابعتها وهناك علاقات طيبة وممتدة ومستقرة ما بين البلدين. والذي يجمعهما أكثر مما يفرقهما، والنية المنعقدة هي الحفاظ على العلاقات بين البلدين، وأن ظهور واختفاء الإعلام في علاقات البلدين هو رمزية ولا يمكن الثوابت أن تتلاعب بها الطوارئ الإعلامية.
*كيف تقيِّم الانفراج مع الخليج؟.
ــ هذا موضوع عمل فيه الناس كثيراً واعتقد متواضع جداً لو قلنا عنه بأنه جيد فقط. والحقيقة أنه ممتاز للغاية.
*البعض ينظر لحديثكم هذا باعتباره آمالاً وأشواقاً؟.
ليست آمالاً أو أشواقاً، وإنما هناك سياسات متفق عليها وبرامج وخطط وإستراتيجيات ارتقت لدرجات عالية للغاية ومصيرية، بالنسبة لدول الخليج والسودان.
*هل تتوقع رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على السودان بصورة كاملة؟.
ــ أتوقع أن يحدث ما قاله الأخ وزير الخارجية بروفيسور “إبراهيم غندور” وهنالك كثر يعملون في هذا الأمر، واعتقد بأن كل التبريرات توصلنا إلى هذه النتيجة في الوقت المزمع.
• حدثنا عن الرئيس في شخصه بحكم قربك منه؟.
ـــ هنالك كثيرون مِن مَن يجهل الرئيس، وهنالك القليل الذي يفهم تفاصيل “البشير” ولكن بحكم الاحتكاك والمواكبة التي تكون على رأس الساعة لم تفتح بعد وثيقة أساسية لحياته الخاصة. هذا الرجل له حضور ذهني لا يغيب على الإطلاق يتحدث في أي موضوع.
*الفريق أول ركن “بكري” الانطباع العام عنه أنه يتسم بالصرامة؟.
ــ بقدر الصرامة الأمنية المنتجة، التي يتسم بها فإنها تقابلها بنفس القدر الأريحية، التي يتقبلها كل إنسان، إياً كانت تركيبته، ذلك ما يميز شخصية “بكري”.