رأي

العيد الخامس لـ(المجهر).. تفادي البلايا

عادل عبده

كم تليق كلمة الصمود بكتيبة (المجهر السياسي) بقيادة الأستاذ القدير “الهندي عز الدين”، وهي تحتفل بالعيد الخامس لصدورها وتوقد الشمعة السادسة على طريق الاستجابة لنداء القراء الكرام برغم عناء الطريق ومشقة الأحوال.. وكم تصغر كلمة التحدي أمام كتيبة (المجهر) وهي تواجه بكل اقتدار متطلبات الرسالة الإعلامية بتعقيداتها وإشكالاتها المتعددة من غلاء ورقابة ومحاربة وهجمة شرسة من الصحافة الإلكترونية.
استطاعت (المجهر السياسي) الإبحار إلى بر الأمان وسط أكثر من (25) صحيفة سياسية تتنافس في سوق إعلامي فقد رونقه وبهاءه القديم، وسلطة تمنح القليل وتطلب الكثير، وأوضاع اقتصادية قاسية لا تعرف الرحمة والعاطفة جعلت الأولوية للقمة العيش والكماليات لشراء الصحف السياسية.
هذه الطاحونة العاتية جعلت بعض الصحف تذهب إلى عالم الظل، والبعض الآخر يغرق في الديون والمطالبات البنكية، وحرمت العديد من الصحف من الوجبات الغذائية وصرف المرتبات في المواعيد المحددة، في مثل هذه الأجواء المكفهرة نجحت (المجهر السياسي) بعون الله وذكاء وفطنة القائمين على أمرها، علاوة على جهود محرريها وتكاتفهم في تحقيق الانتصارات الباهرة وتفادي الخطوب والبلايا التي أصابت تلك الصحف، فقد ظلت (المجهر) رحيبة الأجواء والمناخات الصحية والتكافل الرحيم بين أبنائها، الشيء الذي وفر الاستقرار المادي والنفسي فكانت صحيفتنا الثالثة من ناحية التوزيع وإن لم نقل الثانية بحسابات دقيقة نعرفها جيداً.
لابد من القول إن صحيفة تتفادى بلايا الديون والكساد وإشكاليات الطباعة وعاصفة المرتبات ثم تكون في الطليعة فهي صحيفة رائدة وقوية ومتماسكة.. إنها (المجهر) بلحمها ودمها ومحرريها ورونقها. فالصحيفة منذ ميلادها وحتى اليوم لم تساوم في قضية الوطن ولم تبخل على القارئ بالمعلومة الصحيحة الخالية من الغرض والهوى، ولم تجر وراء أعراض الخلق، ولم ترضع من ثدي أصحاب الأريحية، فلابد أن نقرع الأجراس ونحن نوقد الشمعة السادسة لـ(المجهر) من أجل قيام صحافة معافاة وحديثة تكسر القيود والمسلمات، وتلعب الحرية والرأي الآخر ركيزة أساسية في عروقها وجسدها.. فالشاهد أننا بحاجة إلى صحافة على قدر قامة القارئ السوداني، ولا شك أن (المجهر) بزخمها وعلو كعبها قادرة على قيادة هذا الطريق القويم، فهي صحيفة بلا مساحيق ولا رتوش تتوكأ على إرادة مهنية من صنع القيم السودانية وإطلالة جذابة تعرف الاتكاءة على الدماغ الإنساني.
 الإعلام الناجح ليس مادة استعراضية وجماليات منثورة، بل هو روح وثابة وخدمة أخلاقية تكمن في قوته وروحه المتفردة .. هكذا صعدت (المجهر) إلى الدرج الأعلى في توليفة الإصدارات السياسية بعد أن تفادت الكثير من الخطوب والبلايا في عالم الصحافة الورقية، فهو جهد عظيم وقدرة فائقة في صلب المهنة الهزازة.
ستكون (المجهر السياسي) بإذن الله قوية ومتماسكة بقيادة الأخوين “الهندي عز الدين” و”صلاح حبيب” والزملاء الكرام.. عافيتها هي عافية القراء.. وتوهجها هو توهج القراء.. وهي بعون الله ثابتة في الزمان والمكان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية