هل تفي أمريكا بوعدها!!
لم تتبق إلا فترة بسيطة للوعد الذي قطعته الولايات المتحدة الأمريكية برفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
أمريكا منحت السودان ستة أشهر يبدي فيها التزامه بعدم خوض أي معارك قتالية، والالتزام بتوصيل الإغاثة للمتضررين، وأمريكا تعلم تماماً أن السودان أو الحكومة ملتزمة تماماً بعدم التصعيد العسكري أو خوض معارك ما لم يجر إليها، خاصة قطاع الشمال الذي كان خميرة عكننة لعملية السلام بالبلاد، فأمريكا بعد أن فقدت الجنوب الذي كانت تعوِّل عليه كثيراً بعد الانفصال، ولكن القيادة الجنوبية خذلت الإدارة الأمريكية بتجدد المعارك والصراع بين القبائل المختلفة والحكومة مما أفقد الجنوب الأمن والأمان الذي كانت تطلبه أمريكا، وأمريكا تنظر إلى مصالحها في المنطقة، ولذلك لجأت إلى الشمال الذي عاش حالة من الاستقرار رغم الحصار الذي فرضته عليه منذ عشرين عاماً، وحتى يجئ الإخراج سليماً من جانب الإخوة الأمريكان وضعوا بعض الشروط للحكومة السودانية، فإذا ما التزمت بها تتخذ الخطوة الثانية، وهي رفع الاسم من القائمة التي تدَّعي أمريكا أن السودان يرعى الإرهاب فأمريكا على يقين تام أن السودان لم يقم بأي عمليات إرهابية ولم يتم ضبط أي سوداني يقوم بأي عمل إرهابي في الدول الأجنبية أو العربية، وهذا تعلمه أمريكا تماماً، ولكن كما يقول المثل السوداني (الما دايرك يحدر لك في الظلام)، فهذه أمريكا كانت بإرادتها أو بإيعاز من جهات أخرى ترفض أي عمل نبيل أو جميل يقوم به السودان، ولكن المصالح الآن جعلتها تعود للسودان من أجل مصالحها وليس حباً في السودان ولا حباً في عيونه السود وليس الخضر. فأمريكا الآن تقيم هذا التقارب الجديد مع السودان بعد أن تأكدت تماماً أن السودان ليس به إرهاب أو إرهابيين، إضافة إلى التقارب بين أحزابه المختلفة وعودة العديد من الحركات المسلحة إلى أرض الوطن، ملبية دعوة رئيس الجمهورية للمشاركة في الحوار الوطني، ومن ثم المشاركة في حكومة الوفاق الوطني التي يقترب تشكيلها أو الترتيب لإعلانها قريباً
والإدارة الأمريكية قيَّمت الوضع تماماً في السودان أن كان في دارفور أو مناطق الخلاف والصراع في النيل الأزرق أو جنوب كردفان، فتأكد لها أن الوضع الحالي ليس فيه ما يعكِّر الصفو أو يعيق أي عمليات استثمارية في أي بقعة من بقاع السودان، ولذلك نحن أكثر تفاؤلاً برفع العقوبات عن السودان خلال ما تبقى من المهلة التي وضعت أمريكا، وقد أحسنت الحكومة بعدم الاستجابة لأي استفزازات أن كانت من قطاع الشمال أو أي جهة أخرى تريد أن تؤجل عملية رفع العقوبات، فما زال السودان صامد وتتمتع حكومته بالصبر والحكمة وبعد النظر للأمور، ولذلك تتعامل الحكومة هذه الأيام مع أمريكا مثل فريق كرة القدم الذي بدا في تجميد الكرة حفاظاً على النصر الذي حققه ولا يريد أن يتنشل في الدقائق الأخيرة إلى أن يعلن الحكم نهاية المباراة، وها نحن في انتظار صافرة الحكم الذي يعلن عن رفع العقوبات نهائياً من السودان، فلابد أن نصبر على الدقائق الأخيرة للفوز بالنتيجة وليس الانتظار صعباً، فالكل صابر في انتظار الصافرة النهائية.