نقاط في سطور
يخطيء المؤتمر الوطني الحساب السياسي ويبعث برسالة سالبة جداً للقوى التي أيدت الحوار وأصبحت جزءاً من منظومة الحكم إن أسند الحزب رئاسة البرلمان لشخصية خلافية مثل الأستاذة “بدرية سليمان” التي ينظر إليها السودانيون كوجه يعبِّر عن الشمولية في أبغض مظاهرها.. وأنها من السياسيين البراغماتيين المناوئين للحريات العامة.. ولحرية الصحافة. وهي رمزية لا تجد القبول حتى داخل حزب المؤتمر الوطني والتيارات المستنيرة داخله التي تؤمن بالحرية والديمقراطية.. و”بدرية سليمان” لها خبرات تراكمية في البرلمان وحياكة الدساتير والقوانين.. وظلت في الساحة السياسية منذ 1975م، وحتى اليوم.. ولها خصومات مع المعارضة باعتبارها كانت جزءاً من مايو.. والإنقاذ الحالية.. وتمثل الوجه الشمولي للنظام، لذلك حري بالمؤتمر الوطني الاحتفاظ بها في موقع نائب رئيس البرلمان أو رئيس لجنة.. ولكن أن يذهب البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” بكل صدقه ومبدئيته وفلسفته وطهارة يده.. وعفة لسانه، وتأتي من بعده “بدرية سليمان” فإن ذلك نكسة حقيقية في مسار الحوار الوطني والتحوُّل الديمقراطي، وإشارة سالبة جداً من المؤتمر الوطني للقوى التي تقترب الآن من الحوار الوطني.
يتوهم الكاتب “فتحي الضو” أن بيت العنكبوت الذي نشره قبل عامين كتاب له أهمية في التوثيق وفضح أسرار وخفايا النظام الحاكم، وهو توهم يكشف عن إصابة “فتحي الضو” بالعمى السياسي.. وكل من قرأ الكتاب الموسوم ببيت العنكبوت ضحك على ضحالة المحتوى.. والخديعة التي تعرَّض لها “فتحي الضو” من قبل شاب صغير.. صوَّر إليه معلومات عامة تجدها في بيوت الأفراح والأتراح بأنها معلومات تهز عرش النظام وتمزق ثيابه في وضح النهار.. وفي هذا الأسبوع زعم “فتحي الضو” أن المحكمة الجنائية قد اتصلت به للاستيثاق من بعض المعلومات التي وردت في الكتاب، والمحكمة الجنائية (ماتت) وانتهى أمرها، ومن الاستحالة إعادة الروح للموتى، ولكن مزاعم “فتحي” لها علاقة بمحاولة للفت الأنظار لكتاب انصرف عنه القارئ الذكي وتركه مرمياً على الأرض في أرصفة الخرطوم.
التحفظات التي بدت من القوى السياسية على المعروض عليها من الحقائب الوزارية تكشف عن خواء وضعف وتهافت هذه الأحزاب على السلطة وفتاتها.. وليت المتحفظين من ذوي الأوزان الجماهيرية في الشارع العام.. ولكن كل الذين تحفظوا وطالبوا بمواقع في القصر من ذوي الوزن الخفيف وبعضهم دخل البرلمان الحالي بعد أن تنازل له المؤتمر الوطني عن الدائرة ودعمه بجماهيره، ورغم ذلك فقدوا بعض الدوائر لصالح المستقلين.. وقد سقط القناع من وجوه هؤلاء السياسيين وانكشف أمرهم وتعرى جسدهم بأن كل همهم المكاسب الذاتية ولا علاقة لهؤلاء بقضايا الوطن. وليتهم تعلموا من د.”غازي صلاح الدين” الذي ظهر حريصاً على المشاركة في البرلمان وزاهداً في السلطة التنفيذية.
أختار حزب الأمة بجنوب كردفان “حمدان علي البولاد” رئيساً له في المؤتمر الأخير بحضور “مبارك عبد الله الفاضل المهدي” و”البولاد” شخصية سياسية واجتماعية لها جذور عميقة في مجتمع جنوب كردفان، لذلك حافظ على موقعه في قيادة اتحادات المزارعين منذ وصول الإنقاذ إلى السلطة وحتى حلها وإسقاطها من جدول اهتمامات الدولة، ولأن “البولاد” رجل مجتمع قاد الحملة الأخيرة ضد الحركة الشعبية ضمن عشيرته من الحوازمة، واختيار حزب الأمة له بمثابة تكريم لعطائه وتحفيزاً له. وتحت قيادة البولاد” يتوقع أن ينافس حزب الأمة في الانتخابات القادمة منافسة حقيقية، لأن الصندل تفوح رائحته كلما تكاثر عليه طرق الفؤوس.