رأي

في تأبين الدكتور "عبد القادر" الذي رحل

موسى يعقوب
في قريته التي ولد فيها ونشأ بولاية الجزيرة (وادي شعير) ووري الثرى جثمان الفقيد العزيز الدكتور “عبد القادر محمد عبد القادر” استشاري المواصفات والتغذية العالمي بعد وصول جثمانه – عليه الرحمة – من القاهرة حيث رحل. وفي الحي الذي سكن فيه (مربع 9 كافوري) مع أسرته كان قد أقيم له تأبين في الليلة الختامية لرحيله، وقد أمّها الكثيرون من أهله ومَن رافقوه في مسيرته وعرفوا فضله.
الدكتور الراحل، خبير المواصفات والمقاييس والتغذية الذي كان له فيما بعد – مركزاً ومرجعاً للعلاج التغذوي كما برامجه المعروفة في ذلك المجال بالإذاعة السودانية، خاطب الحضور في تأبينه مَن رافقوه الهجرة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة (أبوظبي) التي أسس بها أول مؤسسة استشارية للمواصفات والمقاييس وكان له فيها حضور مهني وفني ما يزال عالقاً في أذهان الكثيرين حيث كان أول من أبدى اعتراضه ورأيه الفني على منتج أوروبي ناقص الكفاءة الغذائية.. وحاولت الشركة صاحبة المنتج – كما ذكر أحد مَن رافقوا الدكتور “عبد القادر” في الإمارات في تلك الليلة التأبينية، أنها حاولت رشوته وإثناءه عن رأيه الفني المذكور بخمسة ملايين دولار يومئذٍ.. غير أنه رفض ذلك واستعصم وخضعت الشركة لقراره..! فهو الذي قال عنه شريكه في السكن (مربع 9 كافوري) اللواء (م) “يونس محمود” إنه كان رفيق مسجد ومجتمع وعلاقات إنسانية.
وبعد تجربته في دولة الإمارات العربية المتحدة (أبوظبي) التي أطراها الأستاذ “الطيب مصطفى” في خطبته ذلك المساء وفي مقاله بصحيفة (الصيحة) صباح الأمس، كان الدكتور “عبد القادر” بعد عودته إلى بلاده قد اعتلى مقعد (المواصفات والمقاييس) وكان له فيه بلاؤه الحسن كما ذكر آخرون ممن رافقوه في المهمة المذكورة، والراحل “عبد القادر محمد عبد القادر” بطبعه رجل مبادرات ومواهب شهدناها ونحن يومئذٍ طلاب في مدرسة (المدينة عرب) المتوسطة في منتصف الخمسينيات تقريباً.. فكان نابهاً ومميزاً في علم (الحساب) يومئذٍ وغيره.
وشهادتي في الراحل “عبد القادر محمد عبد القادر” عليه الرحمة، وهو صديق ومعالج وابن جزيرة تأخذ بعدها أكثر في البعد الإنساني والعلاجي التغذوي الذي وفّر له الراحل جلّ وقته بعد المقاييس والمواصفات. فقد كانت له مراكز علاجية بدأت في حي المقرن بالخرطوم وانتقلت منه إلى كافوري بالقرب من مسجد النور وسوبر ماركت الإحسان ثم شارع المزاد بالخرطوم بحري.
عند الراحل “عبد القادر” يجد مرضى السكر والسمنة وغيرهم معامل للفحص والمتابعة وكتيبات ونشرات خاصة بالعناصر الغذائية المسموح بها وكمياتها وعدد مراتها وكيفياتها ثم الممنوعات بالضرورة وما هي بالتحديد.
ثم يضاف إلى هذا أن ذلك المطبوع يشتمل على برنامج للرياضة والمشي والتخلُّص من الوزن الزائد.. ويضاف لذلك كله إجراءات القيام به وعددها، فللأرجل برنامج وللأيادي برنامج.. وفوق ذلك هناك توصية مهمة بممارسة رياضة المشي بصورة يومية.
ألا رحم الله الدكتور “عبد القادر محمد عبد القادر”.. وجزاه عن مواطنيه وغيرهم خيراً.. فقد كان رجل عمل وفكر وابتكار وألزم آله وذويه الصبر وأسرته الصغرى والكبرى حسن العزاء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية