رأي

هل فشل المشروع القومي الذي تتبناه رئاسة الجمهورية ؟

وماذا عن الدامر عاصمة الشباب السوداني (2016 /2017م)؟

بقلم – محمد الفاضل العطا
 اختيرت الدامر عاصمة للشباب السوداني للعام 2016م، ضمن المشروع القومي الذي تتبناه رئاسة الجمهورية لتعميم التنمية وتأهيل الشباب والبنيات التحتية في كل أنحاء السودان، وبعد نجاح الأبيض عاصمة الشباب السوداني 2015م، تم اختيار الدامر للدورة الثانية (الدامر عاصمة الشباب 2016م)، وللأسف لم يتم تدشين المشروع إلا في مايو 2016م، على يد نائب رئيس الجمهورية الأستاذ “حسبو” في لقاء جامع وكبير بإستاد الدامر لم يشهد له مثيل، وذلك للآمال والتطلعات التي استبشرها إنسان الولاية عامة والدامر بصورة خاصة لأول مرة، والتي  عبَّر عنها نائب الرئيس ووالي الولاية في خطاباتهما وفي مقدمتها تدشين مشاريع ضخمة وإيجار دار باسم الدامر عاصمة الشباب بعد المعاناة والإحباط لعدة سنين للمدينة الصابرة. ولكن ما أن انفض ذلك اللقاء وذلك التدشين والهيلمانة، حتى عاد كل شيء لحاله، كأنه لم يبدأ، ومر عدد من الشهور وماتت كل الأحلام وعاد الإحباط  بجانب فقدان الثقة بصورة كبيرة، وعندما عاد نائب الرئيس مرة أخرى ليدشن من جديد، حيث سبق زيارته بأيام من تحريك بعد الأعمال وبداية العمل في إستاد الدامر وحوض السباحة. تلك  كانت بداية متواضعة بحيث يمكن أن يطلق على الزيارة، في ضوئها، هذه المرة، أنها زيارة  للمتابعة والاطمئنان على سير العمل. ومن المفارقات أن حكومة الولاية استنجدت بفندق قصر الشباب الذي لم يكتمل منذ سنين، ويقف على نفس الحال، وأدخلته ضمن المشروعات التي يجري فيها العمل ضمن المشروع القومي الدامر عاصمة الشباب. وكان الأمل بأن يكتمل الفندق صاحب الموقع الجميل والذي يطل على النيل ويقف فيه العمل بنسبة تنفيذ تفوق الـ (60) في المائة. ولكن هيهات أن تتحقق الأحلام الوردية .وبعد زيارة نائب الرئيس مع نهاية العام 2016م، انتهى العام . ولم يتم تنفيذ واحد من عشرات المشاريع المليارية، بما فيها المدينة الرياضية ومجمع البروف “عبدالله الطيب” الثقافي وحوض السباحة الأولمبي وتحديث إستاد الدامر وسفلتة وإنارة وتشجير وتجميل شوارع المدينة، ومراكز شبابية بكل مدن ولاية نهر النيل التي ذكرت مع التدشين، ولم يكن ثمة مخرج من هذا المأزق، والفشل الذي يهدد المشروع القومي، إلا بإضافة العام 2017م، وأصبح يحمل مسمى الدامر عاصمة الشباب 2016 / 2017م، الذي تتكون لجنته من وزراء الحكومة الاتحادية ورئاسة نائب رئيس الجمهورية الأستاذ “حسبو”، وبمتابعة حكومة الولاية وحتى اليوم من أبريل 2017م . وقد استمر العمل في إستاد الدامر وحوض السباحة ببطء شديد. فأما إستاد الدامر فلم يتجاوز العمل فيه (20) في المائة، وحوض السباحة لم يتجاوز (30) في المائة ـ حسب إفادة المهندسين المختصين مع رصف أحد  الشوارع بالانترلوك الذي ترصف به كل مدن السودان دون ضجة، هذا ما تم إنجازه من المشروع القومي بعد مرور عام وثلاثة أشهر من إعلانه، والذي خصصت له ميزانية بما يفوق المائتي مليار، حسب ما ورد في خطابات التدشين .وقبل أيام زار الولاية النائب الأول لرئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء “بكري حسن صالح” وكنا نترقب هذه الزيارة وانعكاسها على أكبر مشروع قومي الدامر عاصمة الشباب الذي تقوده رئاسة الجمهورية لهذا العام مع مشروع سنار عاصمة الثقافة الإسلامية، لكن خابت الآمال هذه المرة، أيضاً، بأن يتم إنعاش وإنقاذ هذا المشروع.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية