مجرد سؤال
كيف نكسب ثقة المستهلك؟؟
رقية أبو شوك
الغذاء وثقافة الغذاء وسلامته وخلوه من (المفسدات) أصبحت تؤرق المستهلك السوداني الذي ظل قلقاً في كل ما يتناوله خاصة السلع التي يتم استيرادها.. أيضاً الأخبار التي تتناقلها الوسائط الاجتماعية زادت من هلع المستهلك كالتي تؤكد أن (نوعية بعينها من الفواكه باتت محقونة بفيروس الايدز وأخرى بفيروس الكبد الوبائي).. فهذه الأخبار تكون سبباً مباشراً في الامتناع عن تناول هذا النوع من الفواكه، وأنا أعرف الكثير من الأسر أبادت ما عندها حتى وإن كانت المعلومة خاطئة، لأن المسألة مسألة حياة أو موت.
الهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس لها دور كبير في هذا الجانب، يتمثل أولاً في توعية المستهلك وإصدار بيانات وتوضيحات أولاً بأول عندما يتم تداول مثل هذه الأخبار.. بمعنى أن يتم النفي أو الإثبات، ومن ثم إدخال الطمأنينة في قلوب المواطنين باعتبار أن المواصفات هي الجهة المعنية بمعرفة سلامة الأغذية خاصة المستوردة. وقد أكد هنا مشكوراً المدير العام للمواصفات د. “سكراب” عندما قال في الحوار المفتوح بقناة النيل الأزرق إن الهيئة قادرة على فرض سيطرتها ورقابتها على السلع الواردة من المواد الغذائية والمواد الإنشائية المنتجة محلياً، وذلك من خلال إنشاء معامل ومختبرات بمواصفات فنية عالية خاصة وأن الجهة الحكومية هي الجهة الوحيدة التي يعتمد على نتائجها فنياً
د. “سكراب” تطرق أيضاً إلى أن كل السلع الغذائية الموجودة مطابقة للمواصفات إلا أن سوء الاستخدام وأحياناً سوء التخزين يؤدي إلى التلف.. وهنا نقول لابد من نشر ثقافة التخزين والاستخدام الجيد، وهذه مسؤولية عدة جهات، بالإضافة إلى المواصفات هنالك جمعية حماية المستهلك ووزارة الصحة، وذلك عن طريق إلزام الجهات المعنية بالاستخدام الأمثل والتخزين.. فالمستهلك عندما يشتري السلعة لا يعرف إن كان التخزين غير جيد، ولأنه يثق في المنتج عن طريق المحال التجارية فإنه يشتري بثقة كبيرة ويخرج ليفاجأ بأن السلعة تألفة ليس لانتهاء فترة إنتاجها وإنما لسوء التخزين.. وهكذا.
فالهلع الذي يسيطر على المواطنين يجب إزالته وإطلاق تطمينات للمستهلكين، كما يجب في ذات الوقت إطلاق التحذيرات الرسمية حول سلع بعينها تعدّها الجهات المعنية فاسدة أو غير مطابقة للمواصفات، وهنا تتولد الثقة بين المستهلك والمواصفات طالما هنالك جهة تحميه وهو في بيته.. فالحملات الدورية التي تقوم بها المواصفات ميدانياً وتعلن عن إبادتها كمية من السلع تأتي في إطار التطمينات الأمر الذي يؤكد أهمية مثل هذه الحملات، التي نتمنى أن تكون ثلاث مرات في الأسبوع.
وفي نفس الوقت عندما نتحدث عن دخول سلعة ما غير مطابقة للمواصفات كثيراً ما يتبادر إلى الأذهان أين المواصفات؟؟ ولماذا لم تكن هنالك متابعة وفحص معملي دقيق يؤكد البراءة أو الاتهام؟؟ وهنا تتكامل الأدوار بين المواصفات والجمارك.. وهذا ما يريده المستهلك، وذلك حتى نخلق الثقة التي أصبحت قريبة من الانعدام.
أقول هذا وفي الخاطر اليوم العالمي للمستهلك الذي يصادف (الأربعاء) القادم، ويجيء هذا العام تحت شعار (من أجل بناء رقمي أفضل جدير بثقة المستهلكين)، وأحسب أن هذا الشعار معبر جداً من أجل كسب ثقة المستهلك.. وثقته ليست في الغذاء فقط وإنما في جميع احتياجاته بدءاً بأبسط الأشياء إلى أكبرها.. وتدخل هنا الكماليات والضروريات.
وحتى نكسب هذه الثقة علينا، كما أشرت في مطلع المقال، أن نصدر البيانات والتوضيحات للمستهلكين في حالة انتشار معلومة صادقة أو كاذبة لها علاقة بالمستهلك.