الشارع والحوار و"ست الشاي"!!
قال لي: اشتركت في مؤتمر الحوار الوطني؟!
قلت له: أيوة نعم، وتشرفت بعضوية لجنة رئيسها أستاذنا البروفيسور “علي شمو” قال: وكيف تم اختيارك؟ وتاني معاكم منو؟
قلت: بقرار من الأخ رئيس الجمهورية، والقرار ضمّ عدداً من الشخصيات العامة المحبة للسودان، منهم أساتذتي “فضل الله محمد” و”محمد يوسف” ود. “حمد الريح” ود. “عبد القادر سالم”، وإخوة أساتذة جامعات وأهل فكر ورأي!!
قال: إنت مؤتمر وطني؟ قلت: أنا وطني!!
قال: إنت زعلان من كلامي؟ قلت: وأزعل ليه؟
قال: لأني هجمت عليك بالأسئلة وأنت ما بتعرفني؟ قلت: من حقك تسألني!!
قال: ليه..؟ قلت: لأني شخص عام، بكتب في الجرايد وبألف ليكم الغُنا وبتكلم في الرادي وبظهر في التلفزيون.
هنا تحدثت “ست الشاي” لأول مرة: والله من شفتك ومن حسك عرفتك!! إنت غنيت لي أمك!! والله من أسمع “ترباس” يغني أغنيتك دي، أبكي!! أنا أمي اسمها “دار السلام” وحسابكم عليَّ!!
قال: ممكن أتصور معاك للذكري والتاريخ؟
قلت: ممكن.. وأخرج هاتفه والتقط الصورة.
قال: شوف طلعت حلوة!!- وواصل: قلت لي يا أستاذ لجنتكم كانت بتعمل شنو؟
قلت: نفذنا بالحرف الواحد ما أوصانا به الأخ الرئيس!!
قال: والرئيس وصالكم بي شنو؟! واتكلمتوا مع منو؟
قلت: الأخ الرئيس قال لينا نسمع الناس ونديهم الأمان يقولوا أي حاجة إن شاء الله ينتقدوا الرئيس أو أي زول في الحكومة، أو يتحدثوا بصراحة عن أي إشكال أو أي أخطاء في المؤسسات الحكومية في العمل العام في المعايش… الخ، ولجنتنا قابلت قطاع الرياضة وقطاع الثقافة وقطاع التربية والتعليم والجامعات!!
قال: أها مافي ناس كلامهم جاب ليهم هوا؟
قلت: ما في!! إنت ما شفت أخوانا حملة السلاح وناس المعارضة جوا وشاركوا في الحوار؟
قال: معليش أنا دوشت رأسك.. وهنا تحلق حول شجرة النيم الظليلة التي اتخذتها “ست الشاي” مكاناً لها عدد من الناس بمختلف مشاربهم وطلبوا مشاريب، وبعضهم تابع حوارنا منذ بدايته، ومن بين الحضور عدد من المحامين، أصلاً بصرف معاشي من مكتب المعاشات بأم درمان المواجه لمجمع المحاكم بمحلية أم درمان.. وهنا سألني محامٍ شاب مبتسماً: طبعاً يا أستاذ متوقع موقع في الحكومة الجديدة، حكومة الوفاق؟ أنت مش اتعينت قبل كده؟
قلت: أيوة من “قولة تيت”.. كم وعشرين سنة!! بعدين يا أستاذ إنت محامي يعني مستنير!! يعني كل زول شارك في الحوار لازم يتعين في الحكومة الجديدة؟ اتخيل عندك عربية ومعاك ناس داير تركبهم عشان ماشين لي واجب، والعربية بتشيل عدد محدود، الناس الما ركبوا بزعلوا من الركبوا؟ الحكومة الجديدة الاختيار لقادتها تحكمه معايير وموازنات كثيرة، لكن في كل الأحوال من تضمهم الحكومة من المفترض أن يمثلوا الغالبية العظمى من الناس الذين جلسوا للحوار وطبعاً الحزب الحاكم.. وانبرى معاشي يسألني: يعني الموضوع بمشي لي قدام؟
قلت: بمشي بإذن الله وما بتضيق إلا لي فرج، وكل المؤشرات تنبئ بأن الجاي أحسن.
وابتسمت “ست الشاي” قائلة: والله نورتنا يا أستاذ وعرفنا حاجة.. كدي قول لينا قصيدة
.
التيجاني حاج موسى