ربع مقال
مسرح للبيع..!!
خالد حسن لقمان
.. غضبة قوية يعيشها هذه الأيام الوسط المسرحي والدرامي والجسم الثقافي على وجه عام بسبب اتجاه حكومة ولاية كسلا لبيع مسرح “تاجوج” التاريخي الذي يعتبر أحد أهم مسارح البلاد التي تم تشييدها خلال فترة الازدهار المسرحي الذي شهد بدوره المواسم المسرحية الكبيرة.. الفعل في حد ذاته يدعو للضحك، فهذا المسؤول الذي قرر بيع هذا المسرح، يبدو في هذا المشهد الغاضب للدراميين وأهل المسرح كمن جلس ليبيع جبل البركل بكل تاريخه وأسراره وبكل ما يعبِّر عنه من حضارة وتاريخ، ولهؤلاء كل الحق في هذا فليس من الطبيعي ولا من المستساغ حتى في القول والخبر أن نسمع مثل هذا الأمر الغريب، فالمسارح لا تباع لأنها ليست مجرد مبنى من الأسمنت والطوب والرملة والخرسانة، بل بنتها النفوس بالمعاني وغذتها الأجيال المتعاقبة بثقافة الأمة وتقاليدها.. القضية هنا تتصل بالرؤية الكلية للموضوع والحركة الفكرية والثقافية على مستوى الدولة برمتها.. فهل هنالك بيننا من يمتلك هذه الرؤية الآن لينزلها سياسات وجهد تنفيذي منظم على من ينفذ؟ .. أم ترك الأمر لمثل هذا المسؤول ليبيع هكذا مسرح “تاجوج” وكأنه سيبيع أرضاً فلاة لا نبت فيها ولا ضرع؟.