عن "كاشا" والحكومة الرشيقة.. أحدثكم!
(1)
{ تربطني علاقة ود واحترام عميقة- لله في لله- بالأخ الدكتور “عبد الحميد موسى كاشا”، ولحسن الحظ أنه عمل (والياً) في ولايات ليس لي بها علاقة، لا أهل ولا مصالح (جنوب.. وشرق دارفور ثم النيل الأبيض)، رغم أن الله والحمد له آلافاً، لم يحوجني حتى يومنا هذا لمصلحة خاصة لا مع والي الخرطوم ولا والي الجزيرة، حيث موقع أعمالي وسكني وأهلي.
{ فالأخ “كاشا” يتميز عن الكثيرين في هذا الزمان بأنه صادق، واضح، وفي وبسيط، لا يعرف اللولوة ولا يجيد (اللف والدوران)، ولأنه صادق مع نفسه فإنه استقال من مناصب رفيعة أكثر من مرة، وكان جاداً ومتمسكاً باستقالته، لا مزايداً ولا مناوراً كآخرين، ولهذا فإنه يكسب ثقة قيادة الدولة، مثلما يكسب حب الجماهير من مواطني الولايات التي قادها.
{ قبل أيام تحدث والي النيل الأبيض “عبد الحميد كاشا” لـ(المجهر) حول دعمه للرياضة قياساً إلى ولاة آخرين، فقال إن للنيل الأبيض أولويات مرتبة حسب ميزانية الولاية، ثم جدد في حديثه لي عبر الهاتف، احترامه وتقديره لزملائه (الولاة) الذين ينفقون بغزارة على كرة القدم وهو ما نشرناه في هذه الصفحة كتوضيح الأسبوع الماضي. وفي رأيي أن لكل (والٍ) طريقته ومدرسته في الإدارة وتقديراته للمساهمات العامة، و”كاشا” حسبما أكد وزيره للشباب والرياضة الأستاذ “يحيى حامد” يدعم أندية النيل الأبيض ولا يبخل عليها، ولكن بقدر استطاعته المحكومة بميزانية عامة ووفق إمكانات الولاية.
{ لا أظن أن ما قاله “كاشا” يستحق جلبة وهجوماً من بعض الكُتّاب، والأوفق بالفعل- بغض النظر عما قال الوالي- أن نبحث عن أولويات معاش المواطنين، مطعمهم ومشربهم، صحتهم وتعليمهم، فالسودان- وهذه وجهة نظري- ليس “إيطاليا” ولا “أسبانيا”، وعلى الدولة فتح المجال للقطاع الخاص لدعم الرياضة بتحويل أندية كرة القدم والرياضات الأخرى إلى شركات مساهمة عامة، كما حدث في الدول الأوروبية، لأن الدول الفقيرة مثل السودان لديها أولويات أخرى أهم من كرة القدم.
{ سر في طريقك المستقيم أخي “كاشا”.. ندعو لك دوماً بالتوفيق والسداد.
(2)
{ أتوقع أن يحل السيد “مبارك الفاضل المهدي” في مقعد نائب رئيس الوزراء في حكومة الوفاق الوطني المزمع تشكيلها هذه الأيام.
{ بدخول “مبارك” مع وجود البروفيسور “غندور” وآخرين من (الوطني) و(الشعبي) وأحزاب وحركات، تحت قيادة السيدين رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء، تكون الحكومة المقبلة أقرب إلى شكل (الفريق القومي).. ويكون منتخب التفاوض مع إدارة “ترمب” قوياً وخبيراً ومقنعاً.
{ مشاركة “مبارك” ليست مفيدة في استكمال الحوار مع أمريكا فحسب، بل في تحريك جمود القطاع الاقتصادي السوداني، وفي ذهني شهادة السيد “عبد الرحيم حمدي” لصالح “مبارك” في ما يتعلق باستفادة (الإنقاذ) في عامها الأول من اتفاق نفطي صنعه الرجل مع “القذافي” قبل يونيو 1989م.
{ نأمل في حكومة وطنية رشيقة ومتناسقة، تمثل الجميع وليس بالضرورة أن يشارك فيها الجميع.