أخبار

قصة أندو

يبدو الشهيد بلندية رئيس المجلس التشريعي قضية حاضرة في دهاليز التفاوض ولا تغيب عن المسرح الداخلي، حيث شهدت المنطقة التي اغتيل فيها بلندية محاولة اغتيال أخرى لوزير مالية جنوب كردفان الحافظ محمد سوار وقد أمطر كمين للحركة الشعبية سيارة الوزير بوابل من الرصاص إلا أن براعة السائق أنقذته من موت محقق بينما خاب مخطط الاغتيال حيث استغل سوار الطائرة من الخرطوم إلى كادوقلي لكن السؤال الذي لا جواب له لماذا التقاعس عن تأمين الطريق؟؟ وقد تعرضت سيارة برنامج الأمم المتحدة قبل يومين لاعتداء واغتيل أحد الموظفين في ذات المنطقة الواقعة شمال الكرقل!!
وإثارة بلندية لا تنتهي حيث ابتدعت الحكومة وحزب المؤتمر الوطني (بدعة) تعيين عضو في مجلس تشريعي منتخب ثم (تصعيد) العضو المعين ليصبح رئيساً للمجلس التشريعي، وقد آثار منسق المؤتمر الوطني عوض الله بشجاعة تحسب لصالحه في زمن الصمت وإيثار المصالح الذاتية على العامة أثار قضية تعيين السيد (الهادي أندو) بقرار من الوالي بعد تمرير طلب لمفوضية الانتخابات (لتحليل) ما حرمه الدستور والقانون، ومنح الوالي ورقة بيضاء لتعيين ما شاء له من المواطنين الموالين في المواقع التي شغرت في المجلس الذي يتألف من (54) عضواً.. تمرد منهم مع عبد العزيز الحلو واحد وعشرون نائباً، وغيب الموت ثلاثة نواب من الوطني بينهم رئيس المجلس الذي (هام) الآخرون بموقعه وانشغلوا به دون كل العضوية الغائبة كان حرص المكتب القيادي فقط على سد المقعد الشاغر بوفاة بلندية تعرفون لماذا؟ لأنه موقع له بريق في عتمة الولاية الحالية وله رنين في حقبة الصمت وله رائحة في خريف (أبو السعين)..
لماذا لا يحرص الوالي على تعين أعضاء مكان الذين (رحلوا) قبل بلندية و(تمردوا) وصوبوا بندقيتهم لصدره فأردوه قتيلاً!! الخيار والفقوس في جنوب كردفان على قفا من يشتري الدرهم بالدينار؟؟ وسؤال عوض الله الصافي والمعين من قبل رئيس المؤتمر منسقاً أثار غضباً وانتفخت (خياشيم) السيد عثمان البشرى أمين الاتصال التنظيمي الذي نفى علاقة عوض الله بالمؤتمر الوطني وجرده من موقع نصبه فيه الوالي مثلما نصب عثمان البشرى القادم لجنوب كردفان من أقاصي دارفور ليصبح مسئولاً عن الاتصال التنظيمي ومثله العشرات من القيادات التي جاءت من الشرق والغرب والوسط يبتغون فضلاً من الولاية المنكوبة.
في مناخ الطوارئ التي تعني في أبسط تعريف لها تعليق الحقوق الدستورية والقانونية وللأفراد والجماعات وحينما تصبح المؤسسات التشريعية والسياسية في إجازة مفتوحة يعين الولاية ما شاء لهم من الأصحاب والأصدقاء.. ولكن حينما تصبح الأوضاع طبيعية ويحتكم الحاكم والمحكوم للقانون والدستور لن (يجرؤ) والٍ على تعيين مواطناً في مجلس منتخب وإن أقدم على ذلك سينهض أي عضو محترم نفسه وقواعده ومهنته ويرفض مبدأ التعيين ويقول للوالي (أخطأت) وحتى ذلك الحين نبارك للأخ الهادي أندو رئاسة المجلس التشريعي ونشاطر عوض الله العزاء في المرحوم (دستور الولاية) وإنا لله وإنا إليه راجعون..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية