أخبار

نقاط في سطور

{ كان كفيفاً لا يبصر بعينيه، لكنه بصير بقلبه وعقله.. أرعب بإيمانه المبصرين بعيونهم والكفيفين بعقولهم.. قاوم في مصر كل الأنظمة القاهرة الباطشة بشعبها من “السادات” حتى “حسني مبارك”.. وحينما ضاقت به أم الدنيا وضاق بحكامها.. اتجه للولايات المتحدة الأمريكية ظناً منه أن أمريكا هي الفردوس، خدعته عبارات رددها الكاتب اليساري “عامل حمودة” (أمريكا الجحيم والفردوس).. في الولايات المتحدة كان داعية تنوير.. ورسالة.. لتغدر به المخابرات من خلال مكيدة وتربص، جعل ذلك الشيخ الكفيف “عمر عبد الرحمن” أخطر شخص في الدنيا على أمن وسلامة الولايات المتحدة.. تم الزج به في السجون ليقبع الشيخ الثمانيني وراء القضبان حتى صعدت روحه الطاهرة إلى بارئها الأسبوع الماضي.. وحتى بعد وفاته لا تزال المخابرات الأمريكية (خائفة) من جثمان الشيخ الضرير لتطوي صفحة من التاريخ لهذا الداعية الذي عاش من أجل الصحوة الإسلامية ودفع ثمن مواقفه المبدئية سجوناً في الولايات المتحدة الأمريكية.. وبرحيل الشيخ “عمر عبد الرحمن” الداعية المبصر والعالم الفقيه.. والمفكر الحداثي تنطفئ شمعة كانت تضيء عتمات الليل الطويل والفجر الذي لم يأت بعد.
{ إذا كان مرضى القلب يستنشقون ثاني أكسيد الكربون قسراً لأن مستشفى القلب تحاصره (كمائن الطوب) وتنفث مخلفات الحطب والروث ليستنشقها المرضى، فإن مسؤولية حماية سكان الجريف والمترددين على مستشفى القلب في عنق اللواء “عمر نمر” الوزير الناشط في قضايا البيئة من جهة، ومسؤولية وزير الصحة بولاية الخرطوم د. “مأمون حميدة” من جهة أخرى.. إذا كانت مسؤولية الوزراء درء المخاطر عن المواطنين، فإن (كمائن الطوب) في الجريف هي من يكتب شهادة الوفاة لمئات المرضى، ويجعل من مستشفى القلب الواقع في قلب هذه (الكمائن) سبباً للوفاة بدلاً عن علاج القلوب العليلة.. متى تتخذ الحكومة القرار الذي يحمي صحة الناس بإغلاق (كمائن الطوب) نهائياً، لأن صحة الإنسان قبل رفاهية البعض.. وقبل سنوات كان قرار قد صدر بإغلاق تلك المنافذ التي يتسلل منها الموت والمرض، لكن سلطة المال والمصالح أكثر نفاذاً من قرار السلطان.
{ كيف لا يصبح كيلو لحم الضأن بولاية الخرطوم أكثر من (70) جنيهاً إذا كان الخروف القادم من دارفور عبر الطريق القاري الفاشر- الأبيض- كوستي يدفع التاجر أكثر من مائة جنيه على الرأس الواحد؟ أية محلية بغرب وشمال كردفان تمد يدها من أجل المال.. وبعد كل نقطة تحصيل وأخرى نقطة تحصيل.. وإذا رفض التاجر الدفع يتم حجز الجرار بالسلطة القاهرة.. يخسر أعلافاً، ويصاب القطيع بالهزال والضعف، وكانت لجنة مولانا “بابكر قشي” تنفذ توجيهات مجلس الوزراء بإزالة نقاط التحصيل غير القانونية قبل أن تصبح الولايات ممالك والمحليات سلطنات تفرض رسوم العبور على المواشي وفق ما يروق للمعتمدين.
{ لتجربتي الخاصة مع مستشفى “الزيتونة” أقول إن هذا المستشفى يتميز عن غيره من المستشفيات بالاهتمام بالمرضى، لوجود أطباء أكفاء من كل التخصصات وإدارة متفانية في خدمة المرضى.. بل أسعار “الزيتونة” ليست كما في مخيلة المواطنين.. لقد ظلم الإعلام كثيراً هذه المؤسسة الناجحة لأسباب غير موضوعية، ما جعلها في نظر الكثيرين مثالاً سيئاً.. لكن “الزيتونة” بإدارته، ومن خلال تجربتي الشخصية الأسبوع الماضي، أثبت أنه من إشراقات المشافي الخاصة في بلادنا.. به نباهي ونفتخر!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية