دعوا الرئيس يعمل .. ليس هذا أوان الترشيح
{بدت وتيرة الجدل تتصاعد خلال الأيام حول خلافة الرئيس “البشير” ابتداءً من قروبات (الواتس) إلى مجالس المدينة الخاصة بالإسلاميين إلى صفحات الجرايد، والمنطلق كان حديث الرئيس نفسه لقناة (العربية) وصحيفة (الشرق الأوسط) أنه سيحمل صفة (رئيس سابق) في العام 2020 م .
{لي مساهمات سابقة في هذا الملف، فقد كتبت في العام 2015م عن خيارات مختلفة لخلفاء متوقعين للسيد رئيس الجمهورية، غير أن ذلك كان قبل أشهر قليلة من موعد انتخابات الرئاسة.
{الآن .. وبما أن الجميع (القوى السياسية المشاركة في الحكم والموقعة على وثيقة الحوار الوطني) متفقة على بقاء المشير “عمر البشير” رئيساً للجمهورية حتى العام 2020م، معززة ومؤمنة بذلك على شرعيته الانتخابية ودورته التي انطلقت في العام 2015، فإنه يصبح من الترف السياسي الحديث عن ترشيح (خليفة) للرئيس “البشير” قبل (ثلاث سنوات) من الموعد المحدد !
{الطرق على باب الخلافة مبكراً يشتت جهود الدولة، ويشغل أطراف الحزب الحاكم بمعارك جانبية في غير معترك، وليس هذا أوانها .
{الأولوية الآن .. ولعامين على الأقل، لمواجهة تحديات العلاقات الخارجية والاقتصاد وإنهاء الحرب في كافة الجبهات، وتقليم أظافر المتفلتين من قطاع الطرق والمجرمين في دارفور.
{التحدي الأول هو الخروج النهائي من قائمة العقوبات الأمريكية (السوداء) في شهر يوليو المقبل، ومن ثم مواصلة استقطاب المزيد من التمويلات الأجنبية والاستثمار في مشروعات التنمية والخدمات من صحة وتعليم، كهرباء، مياه، طرق وجسور.
{التحدي الثاني وهو أقرب في الترتيب الزمني من التحدي الأول، يتمثل في إجازة التعديلات الدستورية المقترحة بتوافق تام بين مكونات الحوار الوطني، دون انفراد طرف بالقرار وفرض سياسة اليد العليا في تمرير تعديلات منقوصة أو غير متفق عليها.
{ومن ثم اختيار (رئيس وزراء) حكومة الوفاق الوطني وفق ما نصت عليه التعديلات المجازة مؤخراً، وتشكيل الحكومة المرتقبة في أقرب فرصة ممكنة، علماً بأنها تأخرت عن ميقاتها المضروب في الدستور.
{التحديان الثاني والثالث يرتبطان بالأول، فإجازة التعديلات، خاصة مواد الحقوق والحريات، وتشكيل حكومة تنال رضا قوى الحوار الوطني، عناصر مهمة في (ملف) السودان الذي ستودعه الإدارة الأمريكية الجديدة منضدة الرئيس غريب الأطوار “دونالد ترمب”، بعد أقل من (6) أشهر.
{إذن .. دعوا الدولة تتفرغ لملفاتها المهمة وأولوياتها الأهم، وعندما يحل علينا العام 2019م .. يمكن حينذاك فتح باب الترشيح لخلفاء مناسبين للسيد رئيس الجمهورية.
{قبل عام من نهاية دورة الرئيس الحالية، يحق للجميع أن يتحدث عن قضية الخلافة وتزكية مرشحين، سواء من الجيش أو من الحزب، والغريب أن أي متابع حصيف يمكنه أن يلحظ أن هيئة قيادة القوات المسلحة – الحالية – تضم أكثر من قائد مؤهل ليشغل منصب رئيس الجمهورية بقدرات وإمكانيات متعددة، في وقت بدا الحزب خلال السنوات الأخيرة وكأنه عقم عن تقديم قيادات سياسية قوية وجماهيرية، مع أنه الأولى بصناعة وتفريخ الكوادر العليا للدولة، وليس الجيش !!
{دعوا الرئيس يعمل هو ورجال حوله، إلى أن يقترب زمان الترشيح، ويومها لكل حادثة حديث.