شهادتي لله

" الكويت " في قلوبنا.. دبلوماسية الجيش!!

تشرَّفت ليل أمس الأول بحضور حفل مصغَّر أقامه رئيس الأركان المشتركة للقوات المسلحة الفريق أول مهندس ” عماد الدين مصطفى عدوي “، على شرف رئيس أركان الجيش الكويتي الفريق ” محمد خالد الحضر ” الذي يشبه السودانيين في اسمه وفي شخصيته كما بدا من حركاته وسكناته وحديثه في الحفل.
” الكويت ” لها مكانة خاصة في قلوب السودانيين، منذ أن كان سفيرها لدى ” الخرطوم ” في ثمانينيات القرن المنصرم المرحوم ” عبدالله السريع ” الذي كان مشهوراً بـ” عبدالله جوبا ” من فرط حبه لبلادنا وللجنوب على وجه الخصوص، فحوَّل حبه الكبير إلى مستشفى ومدارس في ” جوبا ” واستثمارات كبرى في الشمال.
عندما أتيحت لي فرصة الحديث في حفل الجنرالات بصحبة الأستاذين ” أحمد البلال الطيب ” رئيس مجلس إدارة (أخبار اليوم)  و” الزبير عثمان أحمد ” المدير العام للهيئة السودانية للإذاعة والتلفزيون. قلت: إن ” الكويت ” ظلت تتميز على الدوام بتقديمها مشروعات تنمية وبني تحتية للسودان، وليس مصنع سكر كنانة أعظم مصانع السكر في الوطن العربي و أفريقيا الذي قام بالمشاركة مع الأشقاء  في ” السعودية ” و     “الإمارات “، إلا مثالاً واحداً على دور ” الكويت ” العظيم في نهضة بلادنا، ولن يكون آخر الأمثلة مشروعات إعمار الشرق من طرق وجسور ومستشفيات ومدارس، رغم أن أمانة صندوق الشرق لم تنسِّق جيداً مع حكومات شرق السودان لتحديد مواقع الحاجة الماسة للخدمات، فعندما يعاني مستشفى ” كسلا ” من سوء الحال تقوم مستشفيات ريفية وطرق في مناطق غير مأهولة بالسكان!!.
الآن.. تنتقل العلاقات بين السودان والكويت إلى طور الشراكة العسكرية لتتجاوز التدريب، فقد تخرَّج بالأمس (46) ضابطاً، كويتياً، في الكلية الحربية السودانية بحضور عائلاتهم، تنتقل العلاقات إلى مراحل متقدمة في التعاون وتبادل الخبرات، كما قال رئيس أركان الجيش الكويتي.
لقد استفادت ” الكويت ” منذ سبعينيات القرن الماضي من الخبرات العسكرية السودانية، إذ عمل ضباط سودانيون معلمين بالكلية الحربية الكويتية أو في مهام عسكرية أخرى في فترات مختلفة، من ضمنهم اللواء ” إبراهيم نايل إيدام “، اللواء دكتور ” تاج السر البدوي “، اللواء ” عبد العزيز محمد الأمين ” و اللواء ” أبو قرون عبدالله أبو قرون ” وغيرهم .
وكان لافتاً أن دعاهم الفريق ” عدوي ” لحضور حفل العشاء  على شرف الضيف الكويتي الكبير الذي كان طالباً حربياً تعلَّم الكثير من هؤلاء القادة السودانيين، وكان حريصاً على حضورهم وتحيتهم واحداً واحداً!!.
إنها دبلوماسية من نوع آخر يقودها رئيس الأركان المشتركة الفريق “عدوي”، وتصب بلا شك في مصلحة الجيش السوداني ومصلحة الدولة بصفة عامة.
لقد ذكرت هنا أكثر من مرة أن هيئة القيادة الحالية للقوات المسلحة تعتبر من أميز الهيئات خلال العقدين الأخيرين، ابتداءً من وزير الدفاع الفريق أول ” عوض بن عوف ” مروراً برئيس الأركان الفريق أول “عماد عدوي” ونائبه الفارس المغوار .. محرر ولاية النيل الأزرق من التمرد الفريق أول    “يحيى محمد خير “، والقائد الفذ.. رجل العمليات محرر        “هجليج ” المفتش العام للجيش الفريق أول دكتور ” كمال عبد المعروف “، وتعلمون أن شهادتي في ” يحيى ” و ” عبد المعروف ” مشهورة وليست مجروحة، وقد ظللت أكتب عن أمجاد هذين الفريقين طيلة الخمس سنوات الماضية، دون أن تربطني بهما أي صلة شخصية، لا زيارات ولا تلفونات، و نحمد الله كثيراً أنهما استمرا مقاتلين في صفوف الجيش من موقع إلى موقع إلى أن بلغا رتبة ” الفريق أول ” بعون الله و رعايته.. ثم بمتابعة وإشراف القائد الأعلى.. المشير ” البشير ” الذي يعرف جيداً رجاله الصادقين.. والمميزين في الجيش و يحفظهم إلى جواره، ولا يقبل فيهم روايات وحكايات.. ولهذا ظلت القوات المسلحة قوية ومتماسكة طيلة الـ(27) عاماً، الماضية.
شكرنا مكرر لـ(أول دفعته) الفريق أول “عماد عدوي” على احترامه وتقديره المتواصل للصحافة والصحفيين، واحترامه لعمله ومسؤولياته الوطنية.. قبل كل هذا وذاك.

 
 
 

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية