تركيز الفنانين على المناسبات الخاصة هل ساهم في تمدد الأغنيات الهابطة؟
أغلبهم أصوات شبابية
الخرطوم – محمد جمال قندول
باتت المناسبات الخاصة ملاذاً رئيساً للغالبية العظمى من الفنانين والفنانات بالساحة الفنية مؤخراً، حيث لا يكاد يمر يوم حتى تجد أكثر من حفل خاص لفنان واحد، وفي الوقت الذي من المفترض أن تركز فيه الأصوات الفنية على تقديم أعمال خاصة لجمهورهم تجدهم يتنافسون على مسارح المناسبات الخاصة لا الحفلات الجماهيرية التي تعد “تيرموميتر” النجاح لأي مغنٍ أو مغنية، الأمر الذي على ما يبدو انعكس بالساحة الفنية بصورة بائنة فيما يخص المعروض.
ويعد الفنانين “طه سليمان” و”حسين الصادق” و”مكارم بشير” و”منتصر هلالية” و”هدى عربي” وآخرون على رأس المطلوبين بقوائم المناسبات الخاصة من الأصوات الشبابية، الأمر الذي بات بائناً حتى من خلال جولاتهم الخارجية من أجل إقامة حفلات بدول الخليج. وعلى مستوى الفنانين الكبار يبرز الفنان “بلال موسى” والفنان “صلاح ابن البادية” والفنان “حسين شندي” بجانب الفنانة “ندى القلعة” و”إنصاف مدني” وأخريات.
(1)
وبحسب المراقبين للساحة الفنية فإن تركيز الفنانين الشباب تحديداً على المناسبات الخاصة انعكس بصورة واضحة على ما يقدم من أعمال غنائية طيلة الفترة الماضية، بحيث بات التركيز كله منصباً على المكاسب الاقتصادية من وراء الارتباط بالمناسبات الخاصة، إذ أن أجور الفنانين الشباب تجاوزت حاجز الــ (15) ألف، بينما فاق الارتباط بالفنانين الكبار حاجز الــ(30) ألف جنيه، مع مراعاة بأن الفنان أو الفنانة قد يرتبط بأكثر من حفل خلال اليوم الواحد.
الناظر للوسط الفني يشخِّص بصورة فاحصة العديد من السلبيات التي باتت تسيطر على الساحة أبرزها تمدد الأعمال الغنائية الهابطة خلال السنوات الأخيرة في ظل غياب الرقابة من مجلس المهن واتحاد الفنانين، الأمر الذي ظهر صداه مؤخراً خلال الأيام الماضية بتمدد أغنية “محاسن كبي حرجل”، والشهرة التي حققها هذا العمل مثار الجدل، بجانب الإشكاليات التي تواجه تنظيم الوسط بكثرة الأصوات الشبابية، بصورة لا تتناسب حتى مع حجم المعروض من الأغنيات، كلها ظواهر يجزم الكثيرون على أنها من مخلفات تركيز الفنانين على الحفلات الخاصة، التي تتطلب من الفنان أو الفنانة تقديم عمل راقص يختلف الناس في تسميته. فالفنانون الشباب يطلقون عليها (الأغنيات السريعة)، بينما يهاجمها الكبار ويعدونها في خانة (الهابطة).
(2)
الفنان “مجذوب أونسة” ذهب في حديثه لــ(المجهر) إلى أن ثمة مشاكل حقيقية تواجه الساحة الفنية التي في نظره تحتاج إلى ترتيب منزلها الداخلي . وعنَّف “أونسة” الفنانين الشباب وعدهم واحداً من الأسباب التي قادت إلى الانهيار بفعل تصرفاتهم، مشيراً إلى أنه ينبغي على الفنان أو الفنانة أن يكون أكثر حرصاً على تجربته الفنية بتجديدها بأغنيات تتناسب مع الذوق العام، خاصة وأن التجربة، كل ما مر الزمان، تكون نعم الزاد للفنان على عكس مطاردة المناسبات الخاصة، التي لا تصنع نجوماً. وزاد : نعم نتفق على أن مصدر أكل عيش أي فنان أو فنانة هو الحفلات الخاصة، ولكن ينبغي أن لا تؤثر ارتباطاته الخاصة على تجربته.
وبحسب عدد من النقاد الفنيين فإنه يجب التركيز على هذه الظاهرة التي ساهمت بصورة كبيرة في تمدد الأغنيات الهابطة التي تعد من مطالب المناسبات الخاصة، وذلك من خلال تنظيم ورشة يقف على أمرها اتحاد الفنانين ومجلس المهن ويحضرها الفنانون والفنانات لمعالجة مثل هذه الظواهر التي كلما تمددت يعني تفشي العديد من الظواهر التي يصعب القضاء عليها مستقبلاً.
ويرى النقاد بأن غياب الأسس الاحترافية في تجارب معظم الأصوات الشبابية ساهم بصورة كبيرة في تنافس الفنانين على المناسبات الخاصة لدواعي الشهرة السريعة والمكاسب المادية.