عابر سبيل
في دار حنتوب بأم درمان!!
ابراهيم دقش
}حسب التقديم، فإن مدرسة حنتوب الثانوية (1946 – 1993)، عاشت لسبعة وأربعين عاماً كمدرسة ثانوية (قومية) اندثرت مع زميلات لها في وادي سيدنا (الخرطوم)، وفي خور طقت (الأبيض).
وكنت ضيفاً.. رغم عضويتي – في منظمة خريجي (حنتوب) ليلة (الخميس) الماضي، في ندوة ثقافية في دارها المحترمة شمال مدرسة العبادي في أم درمان والتي لا تخطئها عين أي (حنتوبي)، لأن ساعة حنتوب الحائطية تقف كالطور الأشم على رأسها.. وللأسف كنت أول المتحدثين، لأن آخرهم العميد (م) “مصطفى عبادي” انتقد اسم والدي بأنه (فعل ماضي) ففضحه آخر المتحدثين ابن المربي الفاضل “عبد الباقي محمد” وقال له إن “دقش” ليس فعل ماضٍ كما ذكر، وإنما هو اسم فاعل.. وذكره بطرفة الرائد “زين العابدين عبد القادر” في عهد مايو حينما اقترب نظامهم من عراق “صدام حسين”، فعاتبه الأخير بأنهم في السودان يسمون “عبد الناصر” و”السادات” ويغفلونه، فرد عليه “زين” بأنهم يفعلون لكن بالسوداني، والاسم “دقش”.
لقد تحدثت في المناسبة بدار منظمة حنتوب ورويت طرائف (حنتوبية) في زماننا الجميل لعل أمتعها المتعلقة بمولانا الشيخ “الجاك أحمد” مدرس الدين، فقد روى قصة سيدنا “موسى” عليه السلام في الوادي المقدس طوى.. وكيف أن رب العباد سأل عماذا يحمل في يده.. فتصدى له زميل (مشاغب) قائلاً: يا مولانا إن الله خلق “موسى” وجعله نبياً فكيف يجهل ما يحمل في يده، ويتعدى آخر هو “أحمد كبلو” وسأل مولانا إن كان من ضمن فعاليات عصا “موسى” التي يهش بها على غنمه وله فيها مآرب أخرى، أن (يحك) بها ظهره؟ فطرد الاثنين من الفصل.
باقي الحكاية إني و”صلاح الدين عبد الرازق عوض الكريم” كنا بحكم صغر حجمينا الأقرب لـ(التختة) وللمسطبة التي يقف عليها المدرس، وظللنا في غاية الأدب والتهذيب لا نضحك ولا نتفاعل مع الآخرين، في مواجهة الشيخ “الجاك”، مما دعاه لتقريظنا بأننا (مربيين) وأولاد عوائل، ففلتت من “صلاح” ضحكة أخفاها بكتاب وصفعه على وجهه، لكن شيخ “الجاك” لمحه فهاجمه، يا منافق.. يا يهود بني قريظة..
ولم يدرِ الشيخ “أن ضحكة (مكتومة) أخفيتها في خافقيّ!