تقارير

(اسمايل ) .. هل تبتسم اللغة الإنجليزية لطلاب الأساس؟

بعد تدريس كتاب اسباين لمدة (25) عاماً
تقرير – فاطمة عوض
بعد أكثر من (25) عاماً، من تدريس منهج “اسباين” للغة الإنجليزية، أكدت المخرجات فشلها في تحسين مستوى اللغة الإنجليزية،  بتدني مستوى تحصيل الطلاب في المادة في كافة المستويات من خريجي الجامعات ،وحتى طلاب الماجستير، ويظهر جلياً المفارقة في مستوى اللغة الإنجليزية في الأجيال السابقة والأساتذة القدامى ،وبين الجيل الحاضر، والآن عالجت وزارة التربية والتعليم المشكلة بتغيير المنهج إلى كتاب “اسمايل” ليتم تدريسه بدءاً من الصف الثالث أساس، بغية  تطوير مناهج اللغة الإنجليزية ورفع المستوى التحصيلي لطلاب التعليم العام، وذلك بإعداد منهج “اسمايل” الذي شارك في إعداده (37) من الخبراء والمؤلفين المحليين والأجانب. و”اسمايل” تعني “ابتسامة ” ليبقى السؤال هل تبتسم اللغة الإنجليزية لطلاب الأساس، وتعود كما كانت؟ .
خبراء تربويون أجمعوا على أن المنهج الجديد يتوقع أن يُحسن من مستوى اللغة الإنجليزية ويحدث أثراً في مهارات اللغة لاحتوائه على أنشطة محفزة وتوفير الوسائل التعليمية للمعلمين.
د.”حمدان أحمد حمدان أبو عنجة” رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالمركز القومي للمناهج ببخت الرضا، أكد أن إعداد المنهج استغرق (9 ) أعوام، إذ أنه غطى الثغرات السابقة. وأضاف إنه من مميزاته جاء متمماً وليس متناقضاً مع المناهج القديمة، ويعتمد على مدخل المعايير الحديثة، واعتبره عهداً جديداً لمادة اللغة الإنجليزية، وأشار إلى أن مكونات المنهج متكاملة فيها كتاب الطالب والمعلم والنشاط، مؤكداً إعداد الكتاب من قبل فريق سوداني يضم (30) خبيراً ومؤلفاً، و(5 ) خبراء بريطانيين، مؤكداً اكتمال المنهج، ووضع دليل بواسطة محكمين عالميين بهدف إرشاد المعلمين على كيفية تدريس المنهج الجديد. أشار إلى تنفيذه في مرحلة التجريب في (22) مدرسة، خاصة وحكومية، في الخرطوم تم تدريب (22) معلماً، من معلمي الأساس لتدريسه، وتوقع أن يوصل الطالب في السنة إلى درجة (بي 1) معيار عالمي (التاسعة) يتحدث بطلاقة، مشيراً إلى إعداد (14) كتاب أدب إنجليزي، تبدأ من سادس إلى (3) ثانوي .
من جانبه أكد الخبير التربوي وأستاذ اللغة الإنجليزية د.”محمد أحمد ود الحاج” لـ (المجهر) أن المناهج القديمة غير مواكبة وتوجد ثغرات في المنهج، فضلاً عن تدريب المعلم والبيئة المدرسية وملحقات المنهج، وأكد ضرورة تغيير المنهج كل   (7) سنوات، لافتاً إلى المنهج القديم “اسباين” ظل يدرس لمدة (25) سنة، واصفاً الإنجليزي الذي يدرس الآن عبارة عن (رطانة)، حسب وصفه. وقال: إن المنهج الجديد منهج معقول وسابق الزمن وغطى الثغرات ومتكامل المهارات. وطالب بتدريب المعلمين على المنهج الجديد، مؤكداً وجود معلمين ينطقون الكلمات خطأ.
وقال المدير الإداري لتعليم الأساس بمحلية الدويم “إبراهيم” إنه عاصر كل مناهج اللغة الإنجليزية، مؤكداً أن فصل التدريب عن المناهج خطأ، وشدد على ضرورة إتاحة المكونات الخمسة لتدريس الكتاب، متسائلاً هل المدارس مهيأة؟، مشيراً إلى أن بعض المدارس غير مهيأة.
وشدد مدير تعليم مرحلة الأساس بالنيل الأبيض على ضرورة المعالجة بالاتجاه نحو تدريب المعلمين، وأكد أن المسألة تحتاج لجهد كبير جداً. 

 ورشة تدشين مناهج اللغة الإنجليزية الجديدة
وأكدت وزيرة التربية والتعليم “سعاد عبد الرازق” خلال مخاطبتها ورشة نظمها المركز القومي للمناهج والبحث والتربوي بخت الرضا بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني على ضرورة إنتاج مناهج متوافقة مع القيم السودانية ومع وثيقة المناهج، وأضافت: إن الخبراء الذين أقروا المنهج القديم هم الذين أوصوا بإعداد وبناء هذا المنهج الجديد، وأشادت الوزيرة بجهود الخبراء الذين أعدوا المنهج الذي أكدت أنه يسهم إسهاماً كبيراً في تطوير مستوى اللغة الإنجليزية لدى طلاب التعليم العام .
  من جهته أكد د. “معاوية السر قشي” مدير المركز أهمية اللغة الإنجليزية، وقال إنها لغة المعرفة والعلم وضرورة من ضروريات القرن الحادي والعشرين، واصفاً القضية بأنها كانت هاجساً من هواجس المؤتمر القومي للتعليم والذي خصص لها توصيتين من توصياته تؤكد على ضرورة استبدال المنهج بمنهج يواكب التطور الذي صاحب هذا المنهج الذي أعد منذ عشرين عاماً، مشيداً بفريق العمل الذي أعد هذا المنهج وبالجهود التي بذلتها وزيرة التربية والتعليم في استقطاب الدعم وتوفيره عبر الشركاء للمشروع، حيث تم التعاقد مع المركز الثقافي البريطاني مستشاراً فنياً للمشروع، وأشار “قشي” إلى أنه قد تم وضع وثيقة المناهج الجديدة لإعداد منهج وبنائه بناءً علمياً، مؤكداً على أن هذا المنهج قد بني بواسطة خبراء وعلى مواصفات عالمية وإعداد مصفوفة المدى الزمني للتعليم العام وتتابعه على مدى ( 12) عاماً.
وقد عكف الخبراء على مناقشة ورقة مراحل تطوير منهج اللغة الإنجليزية الجديد بالتعليم العام بالسودان (سلسلة سمايل) smile، والتي تبيِّن مراحل إعداد المشروع وتطوره والطرق التي اتبعت في إعداده والتي أعدها د. “حمدان أحمد حمدان أبو عنجة” رئيس قسم اللغة الإنجليزية بالمركز. وقال: إن تعليم اللغة الإنجليزية بالمؤسسات التربوية الحكومية، بدأ بالسودان مع دخول المستعمر في عهد الحكم الثنائي الإنجليزي المصري عام 1898م، وأكد أن فترة استخدام سلسلة “اسباين” لم تجد حظها من التجريب الذي يسبق التعميم، ولم تخضع لتقويم منهجي متكامل، ولم تكتمل مراجعاتها وإعادة تشكيلها، وكشف عن فجوات كبيرة بين الدروس والوحدات بين ثنايا الكتاب الواحد وبين الكتب كلها في منظومة السلسلة مما جعل من العسير على المعلم والطالب التعامل مع المواد التعليمية بيسر وسلامة، وأكد أن أبرز القصور في سلسلة “اسباين” إهمالها التام لمهارة الاستماع فانتفت فيه صفة التكامل بين المهارات مع ملاحظة عدم التكافؤ بينها، كما أهملت مهارة المحادثة بجانب توقف مسيرة التدريب الأساسي للمعلمين في معاهد التدريب المعروفة. وأشار إلى أن تغيير السلم التعليمي من نظام (6-3-3) إلى نظام (8-3) أثر سلباً في العدد المقدر من الساعات المقررة لتدريس اللغة الإنجليزية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية