رأي

عز الكلام

حديث الوالي جميل.. ولكن!!
أم وضاح

الحديث الذي قاله والي الخرطوم الفريق “عبد الرحيم محمد حسين” وهو يخاطب المؤتمر التنشيطي لحزبه أمس الأول، هو حديث لا يمكن إلا أن أصفه بأنه محترم ويلامس القلب ويقترب من الواقع المعاش حتى لو كان حديثاً لـ(المجاملة)، والسيد الوالي يطالب عضوية حزبه بالتأكد من أنه لا أحد من مواطني الولاية يبيت جائعاً أو يذهب ابنه للمدرسة من غير فطور، مشدداً على إشاعة روح التكافل والتراحم بين مكونات الولاية، مؤكداً أن القيادات ستتواصل مع المواطنين في المؤتمرات التنشيطية وتستمع لشكواهم وهمومهم، (وكدي خلوني آخذ) هذا الكلام بحذافيره من غير أن أجرده من ثوب الشفافية والإنسانية التي يحملها، وكفاية جداً أن يكون هناك مسؤول على أي مستوى من درجات المسؤولية شاعر وحاسي بآلام الناس وعارف معاناتهم ويسعى لحلها بشتى الطرق، وفي شتى الطرق دي خلوني آخذ وقفة (وصنَّة)، لأن المشاريع والأفكار دائماً ما تصاب بالهزيمة (10/صفر)، لأن من يرون أجندتها لا يجيدون اللعبة الحلوة ولا يعرفون قوانينها ولا حتى يحسنون التشجيع أو التصفيق لها، وحديث سعادة الفريق حلو وجميل، لكن يتحقق كيف ده السؤال، هل القواعد والعضوية التي طالبها بأن تنقل نبض الشارع هي مستعدة لهذا الفعل بتجرد وإخلاص؟. هل لجأت الشركات التي طلب منها أن تشيع روح التكافل والتراحم مؤمنة بهذه الرسالة ومؤمنة أنها أصلاً جاءت لخدمة المواطن وبذل وقتها وجهدها لهذه المهمة الكبيرة؟، خليك من وقتها وجهدها هل هذه اللجان تملك الإحساس والحس الذي يجعلها قادرة على الشعور بمعاناة الناس والقدرة على الاستماع لمشاكلهم وقصصهم التي قد تطول فصول المعاناة فيها ليطول بذلك الحكي والسرد العايز قلب مفتوح وطولة بال؟.
يا سيدي الوالي كلامك جميل ومثالي لكني أخشى عليه ألا يبارح مكانه بسبب الأفندية الملكيين أكثر من الملك نفسه، أقول ليك حاجة يا سعادة الفريق، هناك بعض أعضاء لجان الزكاة يتآمرون ويتقندفوا ويتفلهموا على خلق الله، وأكاد أجزم أن الماكينة المركبنها الوالي نفسه ما مركبا، لذلك أقول وكما قلت للأخ الوالي يوم أن زار محلية بحري لطرح مشروع الحي النموذجي إنه لو كان قيام هذه الفكرة معتمد على جهد اللجان الشعبية فإنه لن يحقق ما يريد، لأن هذه المنظومة وأعني اللجان الشعبية محتاجة لإعادة نظر وترتيب حقيقي ليجعلها فاعلة ومؤثرة تمثل نبض المواطن وليس مجرد آلية لاستقطاب الجماهير للحشود والاستقبالات، وكذا الحال للجان الزكاة والتي يقع عليها دور أكبر وأعظم، وهي معنية بشكل مباشر بقسمة مال المسلمين ليصبحوا (مستخلفين) عليه ومعنيين بمنحه للفئات التي تستحقه بدلاً عن القوائم المضروبة والأسماء الوهمية والجهات المستعارة، وحتى نضمن أن يصل هذا المال إلى من يستحقه تماماً وتتحقق بذلك دعوة الوالي إلى مجتمع تسوده العدالة والكفاية والتراحم، لكن بدون آليات بدون شخوص مؤمنين بالفكرة يظل ما قيل مجرد حديث لن يبارح مكانه.
{ كلمة عزيزة
يعني ما عارفة السلطات الصحية منتظرة يصل عدد المصابين بالإسهال المائي لكم؟ حتى تبدأ في اتخاذ إجراءات حقيقية وصارمة وقاسية تجاه المتهاونين الذين يبيعون الموت على الطرقات، أمس وأثناء مروري بشارع رئيس في الخرطوم لاحظت كمية الباعة الذين يفترشون الأرض لبيع الخضر والفواكه وأغلبها من النوع الذي لا يتعرض للطهي والمعروض متاح وبشكل سافر لأسراب الذباب الذي هو الناقل الأساسي للمرض!! لا أدري لمصلحة من هذا الموقف الذي لا يخلو من سلبية وفرجة على وضع قد يدخلنا إلى نفق الوباء والهلاك، وبالتالي على كل الجهات المعنية بأمر البيئة والصحة أن تفعل من حملاتها لتصحيح هذا الحال المائل والذي يكلف الدولة صحة مواطنيها وتكلفة أكبر من العلاج والأدوية التي تتطلبها مواجهة المرض.
{ كلمة أعز
سعدنا وفرحنا بدخول الخرطوم العاصمة إلى دائرة التطور والسياحة بقيام مولين داخلها، أحدهما (عفراء) والآخر (الواحة) وعلى الرغم من تواضعهما مقارنة بما نشاهده من مولات في العواصم العربية، إلا أن (القحة ولا صمة الخشم)، لكن الكارثة أن هذين المولين أصابهما التدهور السريع وفقدا أبجديات الحداثة، وكفاية أقول إن السلالم الكهربائية تحولت إلى عادية رغم صعوبة ذلك، والسلم الكهربائي يختلف عن العادي في درجاته صعوداً وهبوطاً، أما الأسعار فحدث ولا حرج رغم أن بعض الماركات المعروضة يأتينا منها ما يذهب إلى المخازن في دبي والرياض، عموماً لا أدري لمن يؤول الإشراف على هذه المباني والمتابعة لتقديم خدمة سياحية مشرِّفة تليق بالبلد؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية