رأي

سلحفائية تقليص نفوذ "الحسن الميرغني"!!

بقلم – عادل عبده
ساحة الاتحادي الديمقراطي (الأصل) تموج الآن بمرحلة حرب الأعصاب التي تدمر التفاؤل وتقتل الأمل الأخضر وتخلق الإرباك في العقول والصفوف، فهنالك سلحفائية واضحة في تقليص نفوذ “الحسن الميرغني” في الحزب، فلا أحد يعرف ماذا تنطوي عليه هذه الصيغة الرمادية الغامضة وما هي أبعادها ومدلولاتها؟
إصلاح مسار الاتحادي (الأصل) وفك القيود من ويلات السياسة التي كانت سائدة خلال فترة غياب “محمد عثمان الميرغني” في الخارج، تستوجب تطبيق قرارات المراجعة والتطوير كحزمة واحدة دون توقف وتباطؤ. فالحديد يتمدد عندما يكون ساخناً وبذات القدر فإن منهج الإصلاح والمعالجات الذي يأتي من مكتب مولانا بالقاهرة يكون نافعاً ومفيداً إذا جاء على شكل خطوات منتظمة وسريعة حتى يحقق الهدف المنشود.. بلا تدليس ومراوغة الحل يكمن في تقليص نفوذ “الحسن الميرغني” وتدجين سلطاته وصلاحياته، فهو الذي وضع الحزب على فوهة بركان وجعله قزماً في الساحة فلا يمكن أن تعبد الطريق إذا كانت هنالك متاريس في أحشائه.. هذه هي الرسالة الناجعة التي لا تقبل المساومة ودفن الرؤوس في الرمال فلا يمكن صدور قرارات إصلاحية متقطعة بين الفينة والأخرى، دون مراعاة أن “الحسن” سوف يستغل هذه الثغرة الكبيرة لإبراز وجوده ومحاربة العاصفة الزاحفة عليه.
ها هو “مالك درار” يخرج لسانه دون أن يقصد على قرارات مولانا “محمد عثمان الميرغني” حول تكوين لجنة التفاوض الحزبي مع الوطني، ويقول بالصوت العالي بأن هنالك جهات تحاول تنفيذ مخططات لإضعاف الحزب!! ولو أن قرارات المعالجات كانت قد صدرت كحزمة واحدة منتظمة من بينها إلغاء الوظائف الوهمية التي قام بها “الحسن” في الحزب لما استطاع “مالك درار” التحدث باسم مقرر أمانة التنظيم، بل يلوح سيناريو مبطن في هذا التصريح حول نقطتين دون أن يعي قائله محتواه.. النقطة الأولى يظهر التصريح وجود تنسيق بين مولانا ونجله بشأن التفاوض مع الوطني وهذا لم يحدث.. والنقطة الثانية هنالك شخصية معينة رسمت هذا التصريح بحسابات أجندة محددة؟
السؤال المنطقي الذي يفرض نفسه.. ماذا تعني سلحفائية تقليص نفوذ “الحسن الميرغني”؟ .. ربما تكمن الإجابة بأن هذا المنهج يمثل سياسة تفتقر إلى الوضوح والشفافية، قد تشكل منطقة رمادية تعرقل مفاتيح الإنطلاق إلى رحاب المعالجات المأمولة، وكذلك قد يؤطر أسلوب القرارات المتقطعة إلى حدوث حل وسط بين مولانا و”الحسن” من زاوية إكسير الأبوة يراعي اتجاهات بوصلة نجله في المستقبل.
مهما يكن فلابد أن يكون هنالك وعي سياسي مسؤول ونخوة حزبية تسكن في الضمير حول قرارات المعالجة، بل يجب أن تموت الخرافة والأوهام وأن تتطلع العضوية الحزبية إلى ملامسة بيت القصيد في القضية.. فما هي قيمة أن تضع إصبعك على الجرح ولا تسكب عليه الدواء في الوقت السريع.. ما زالت إرهاصات العشم تتحدث عن إمكانية علاج أوضاع المشرفين السياسيين للحزب في الأقاليم وتفعيل هيئة المكتب القيادي المكون من الرموز والقيادات الكبيرة، فضلاً عن إيقاف التفلتات بواسطة المراقب العام المحامي “بابكر عبد الرحمن” وإزالة جميع البقع السوداء على جسد الاتحادي (الأصل).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية