رأي

عابر سبيل

 عابر سبيل
ابراهيم دقش
صفحة المغرب الجديدة أفريقياً!
}المفارقة في عودة المغرب للاتحاد الأفريقي بعد قطيعة امتدت لأربعة وثلاثين عاماً أن المغرب لم تنتفِ الأسباب التي دعته للانسحاب من منظمة الوحدة الأفريقية في القمة الاستثنائية في نيروبي (كينيا)، في 1982، ورغم ذلك قبلت الدول الأفريقية بثلثي عضويتها، بعودة المغرب للاتحاد الأفريقي الذي قام في 2002 في (ديربان) بجنوب أفريقيا، وهى بعيدة عنه..
}وسبب ابتعاد أو انسحاب المغرب من (م.و.أ) في 1982، كان انضمام الجمهورية العربية الصحراوية (البلوساريو)، لعضوية المنظمة الأفريقية.. ووقتها زأر الملك “الحسن” الثاني في قاعة مؤتمرات مركز جومو كينياتا بأن بلاده لا يشرفها أن تكون ضمن عضوية منظمة قوامها “أقزام” (PIGMIES)، وأشار صراحة إلى رئيسين يمثلان المد الثوري واليساري في القارة، العقيد “منقستو هايلي ماريم” (أثيوبيا)، و”راستريكا” (مدغشقر)، بعد أن سخر في حديثه بأنه كان يلاقي في مثل هذه المؤتمرات ويقابل في القمم الأفريقية “عمالقة” مثل “ماديبو كيتا” و”هاماني ديوري”، و”عبدالناصر” و”تفاوا بليوا” و”أحمد بن بيلا” و”هيلا سيلاسي” و”أحمد سيكتوري” ثم تساءل: ماذا حدث لهذه القارة؟.. ماذا حدث في هذه القارة؟.. وبعدها خرج مغاضباً واختفت بعدها المغرب من المحافل الأفريقية تماماً.
}وكان طبيعياً أن يحدث انقسام في منظمة الوحدة الأفريقية بين المعتدلين والتقدميين CONSERVATIVES& PROGRESSIVES ولأول مرة منذ إنشاء المنظمة في مايو 1963 تفشل في عقد القمة الأفريقية التي تنتظم في كل عام لمرتين في 1982 و1983.. وهدد المحافظون بزعامة زائير بتشكيل منظمة جديدة لأفريقيا جنوب الصحراء، وقاد الحملة موبوتو سيسوسيكو على خلفية أن الدول العربية تصدر مشاكلها لأفريقيا رغم أنها لم تستوعب “البوليساريو” أو الجمهورية الصحراوية في جامعتها العربية، ومن ثم حاول العقيد “معمر القذافي” إنقاذ الموقف باستضافة قمتين في ليبيا، لكن النصاب القانوني لم يتوفر لكليهما، فعقد ما عرف بالقمم غير الرسمية INFORMAL، وبعدها عاودت منظمة الوحدة الأفريقية وجودها بقبول الوضع القائم، أي عضوية الصحراء الغربية وغياب المغرب..
}وفي العام 1994 حين حصلت جنوب أفريقيا على استقلالها، أقيم احتفال في عاصمة تنزانيا (دار السلام)، بحل لجنة التحرير الأفريقية.
وجاء من تونس وزير الدولة للشؤون الخارجية “صادق فيالة”، بتعليمات من رئيس دورة المنظمة الرئيس التونسي “زين العابدين بن علي” للأمين العام “سالم أحمد سالم” بأن يرد على تصريحات رئيس الوزراء المغربي ووزير خارجيتها “بن ستة” التي وصف فيها منظمة الوحدة الأفريقية بالأكذوبة FICTION، وتوليت المهمة بصفتي الناطق الرسمي باسم المنظمة سداد، ونددت بدولة مؤسسة للمنظمة وتسئ إليها في نفس الوقت، وقلت إن المغرب لم تنسحب من المنظمة بسبب الصحراء الغربية وإنما لعجزها عن سداد مديونية إسهاماتها المالية ومتأخراتها البالغة ستة ملايين دولار… وقلت تحديداً:
لو أرادت المغرب العودة للصف الأفريقي فعليها أولاً دفع متأخرات مساهمتها..
}أما وقد عادت الآن المغرب لعضوية الاتحاد الأفريقي (العضو رقم 55)، في 2017، تكون متأخرات مساهمتها قد سقطت بالتقادم أو أصبحت ديناً هالكاً ومن ثم تبدأ صفحة جديدة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية