رأي

فوق رأي

الذين يزرعون الحب
هناء إبراهيم

غالباً الكثير من المعارف الإسفيرية ينتهي فيها اللقاء بانتهاء مراسم البوست أما الاستثناءات فيصنعها أهل الحب.
والله جد..
محبة كبيرة انتقلت من بيوتات العالم الإسفيري إلى كل شوارع الخرطوم ومساجدها وشكلت (زحمة خير) وصدمة فقد في منزلهم بالشقيلاب.. هذا ما حدث قبل يومين لإثر وفاة الجميلة المهذبة “إيلاف خالد” أو (همس) كما يعرفها رواد الجانب (القيم) من مواقع التواصل الاجتماعي..
(جرسة) كبيرة ووجعة عظيمة عاشها أصدقاء أفكارها وتحولت بحمد الله إلى أعمال خير تشبه روحها السمحة..
في ناس (عاديين لكن ما عاديين) يزرعون الحياة أينما ذهبوا.. كانت “همس” واحدة منهم..
تجدها في كل قروب هادف وفي كل مبادرة طيبة.
لذا بعد العزاء توجه الناس إلى المساجد يوزعون المصاحف ومجموعة من البنات يوزعن المياه الباردة في الشوارع لروحها والكل يبكي ثم يفعل بيمينه ما يمليه عليه قلبه المتعلق بسماحة فعلها..
(همس) التي جعلت الفيسبوك يفعل زر الدموع بدلاً عن (اللايك والكومنت)، كانت طالبة بجامعة السودان كلية الأشعة المستوى الثالث، أفكارها وحبها للعطاء جعل منها هذا الشخص المحبوب..
صاحبة مبادرة (ثقف نفسك) ويدها خضراء في كل المبادرات الفاهمة..
كل ما قرأت كتاباً زادها (كرماً) لذا كانت تبذل روابط القراءة لكل من يحتاج كتاباً أو رواية..
الناس في قروب (يلا نقرأ ياخ) يعدونها دليلاً.
يحتفون بأفكارها وابتسامتها وطموحها..
لا أذكر أنني التقيت بـ”إيلاف” وجهاً لوجه لكن (شذى زهرها) لاقيتو كتير في حياتها وحين رحلت دموع الناس قالت حكايتها كلها..
في ناس بجوا الحياة دي (بقعدوا أيام شوية وبزرعوا جمال كتييييير ويمشوا)..
يزرعون الخير ويحصدون الحب..
يحصدون الدعاء والأثر الطيب..
يرحلون ويبقوا..
اللهم ارحمها بواسع رحمتك وأكرمها بعظيم كرمك وصبر أهلها وأصدقاءها ومعارفها..
و……
لطفك وعفوك ورضاك يا رب 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية