الديوان

احتفالات أعياد الحصاد بولاية جنوب كردفان ..رقص ودموع

برعاية مؤسسة عمليات التنمية
 المجهر – خالد الفاضل
رحلة عمرها ثلاثة أيام قضيناها بين أهلنا في ولاية جنوب كردفان كانت حافلة بأهازيج الفرح والرقص ومعارض التراث المصاحبة لأعياد الحصاد وأعياد الاستقلال أيضاً .. زادتها مبادرة مؤسسة عمليات التنمية بمشروع توزيع التقاوي للمزارعات في قرى محلية القوز الذي انطلق قبل أشهر زادتها المبادرة جمالاً وفرحاً إضافياً ..شاركنا خلال الرحلة أهلنا البسطاء في قرى خمي ووسطانية وغلة برا الرقص والغناء والأناشيد والألعاب ..ونحن نستعد لهذه الرحلة لم يفارقنا القلق من رهقها وطولها، ولكن كل ذلك تبدد وتحول إلى إحساس بالراحة عندما وجدنا طاقم مؤسسة عمليات التنمية المكون من الأستاذ “عباس” و”محمد المهدي” و”بدر الدين” يذلل لنا كل الصعاب ويقف بكل همة على راحة الوفد الإعلامي .. عندما وطئت أقدامنا أرض مدينة الأبيض تسربت إلى نفوسنا حالة من الابتهاج وأصابتنا عدوى الهدوء والسكينة التي ارتسمت ملامحها على وجوه الناس والشوارع والبيوت وبدت لنا المدينة وكأنها لوحة رسمها فنان أسطوري .
قرية خمي
 في صباح اليوم الثاني لوصولنا تحركنا نحو محلية القوز وبالتحديد إلى قرية خمي، حيث وجدنا جموع أهل القرية محتشدين للاحتفال الذي نظمته مؤسسة عمليات التنمية وأدهشتني حالة الحماس الذي انعكس في شكل أناشيد من طلاب المدارس ورقصات من الفرق الشعبية وأعلام وزغاريد وضحكات وهتافات وهمست سراً  يا سبحان الله من أين يأتي أهل خمي بكل هذا الفرح؟ .. السؤال الصعب الذي ما زال عالقاً بذهني هو أي عزيمة وعظمة تلك التي دفعت هذا الشاب الأبنوسي “نواي إسماعيل” مدير مؤسسة عمليات التنمية لقطع كل هذه الفيافي والوديان ليقدم التقاوي للنساء المزارعات في هذه القرى البعيدة ..أي قوة يمتلكها نواي تجعله يتنكب كل هذه المشاق لمساعدة أهله في أصقاع جنوب كردفان ..وزاد عجبي عندما رأيته يقف في ركن قصي يتأمل هذا الفرح الذي يرفرف فوق رؤوس أهل القرية وفي عينيه شبح دمعة أبت النزول فقلت في نفسي أتدمع يا “نواي” وأنت صانع الفرح ..الآن عرفت سر الحب والإخلاص للوطن والأرض ..الآن أيقنت أن إنسان كردفان لا يليق به الحزن ولا الموت والدماء إنما يليق به الفرح فقط .
قرية وسطانية
 في قرية وسطانية المحطة الثانية لمؤسسة عمليات التنمية تكرر مهرجان الفرح والكرم الفياض انفجرت شلالات الإبداع من أهل هذه القرية رقص وغناء ومعرض فرقصنا وغنينا حتى تمنينا ألا ينتهي هذا اليوم .. النساء المزارعات وقفن باعتزاز يعرضن حصاد زرعهن وفي وجوههن فرحة لو قسمت على كل أهل السودان لكفتهم فجزا الله مؤسسة عمليات التنمية على هذا العمل الإنساني الكبير وجعله في ميزان حسناتهم.
 قرية غلة برا
وفي غلة برا كانت محطة الختام ويا له من ختام ويا لها من محطة كانت الأكثر صخباً وإبداعاً ..كان المهرجان الختامي قامت من خلاله مؤسسة عمليات التنمية بتوزيع الجوائز على القرية الأنموذجية التي فازت بها قرية غلة برا وجائزة للمزارعة الأولى وجوائز أخرى لعمد القرى الثلاث .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية