رأي

ربع مقال

الخلاوي والتعليم وبركة القرآن..!!
خالد لقمان
من أكثر ما يجب أن نفتخر به نحن السودانيين هو ما حققناه مبكراً في الجانب التعليمي، حيث استطعنا أن نسبق معظم مجتمعات منطقتينا الأفريقية والعربية بالنظم التعليمية الحديثة من مدارس ومعاهد وجامعات حتى أصبح لدينا الآن ما نشير إليه بثقة وفخر، وأياً ما كانت ملاحظاتنا والبعض حول مآلات هذا التفوق خلال العقود المتلاحقة إلا أن الريادة هنا لا خلاف عليها، بل إن من حولنا يشهدون لنا بذلك بامتنان كبير حيث تلقت أعداد كبيرة ممن مثلوا صفوفاً متقدمة في بلدانهم تعليمهم هنا سواءً كان مدرسياً أو جامعياً، بل إن هنالك الآن عدداً من القيادات الدستورية الرفيعة بهذه البلدان تضع شهادات تخرجها في مؤسسات السودان الجامعية على أرفف مكاتبها وداخل منازلها.. ما شدني لهذا الحديث بعض زيارات قمت بها قبل أيام لعدد من الخلاوي ورغم إحاطتي بما يدور فيها إلا أنني وقفت بدهشة أمام هذا النظام البسيط الفاعل في ملء صدور هؤلاء الأطفال واليافعين بالقرآن الكريم.. بيئة متقشفة حتى العدم.. ونظام دقيق بلا لوائح مكتوبة ولا قوانين.. ومن المدهش بحق أن يكون كل ما حققناه من تلك الريادة في التعليم قد سبقه وأسس له نظام الخلوة هذا دون أن يندثر بحالته التليدة هذه،  بل يظل هذا النمط الأكثر فاعلية في تعليم القرآن وعلومه.. سبحان الله.. إنها بركة القرآن.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية