رأي

فوق رأي

داير أكتب ليك وخايف
هناء إبراهيم

تعتقد حبوبة جيرانا أن المرسل الذي يقوم بكتابة وإرسال رسالة دون مراعاة حال المرسل إليه، هو في الأصل (مطرطش).
فأحياناً يكون المرسل إليه قد غسل قلبه منك تماماً..لذا يضع  خطابك في خانة (أخير عدمو) وهي خانة قريبة جداً       لـ(خانة الـ يك) لو كنتم لا تعلمون.
في هذا الحال سوف يفعل وضع الشاعر الجميل “مختار دفع الله” ويسألك:
تاني كاتب لي خبارك ؟!
أنت قايل إنو لسه قلبي تايه في مدارك
 دي الديار خليتا ذاتا لما ضاقت بي ديارك
 والبعاد الشايفو قاسي .. ما زمااان كان باختيارك
 أنت فاكر بنسى جرحك جيت تنمِق في اعتذارك
 لما رُحتًّ تجور عليًّ ورُحتًّ أبعِد عن مسارك
 تاني كاتب لي خبارك ؟
 دا الجواب الجاني منك  عندي صار ما ليهو قيمة
اللهم لا شماتة..
الرائع في الموضوع أن الأستاذ “مختار دفع الله” برر هذا الرد بقوله (أنت عارف البادي أظلم إيه لزوم يعني الرسالة)
يعني بلغة “مختار” نفسه:
  أنت أنسى .. وحاول أنسى .. وحقو تنسى إنو كان بيناتنا قصة..
والله العظيم حاجة عجيبة..
دايرة أسألك سؤال واقف لي هنا: الوداك تتهور وتكتب شنو؟!
النصيحة، شلاقة المشاعر صعبة.
من وقتها ولاحقاً حا تشوف الكتابة عشرة عشرة
على صعيد قريب قد يكون لرسالة ما، أهمية عظمى عند المرسل إليه..
رسالة على هيئة حياة أو طوق نجاة..
كتلك الرسالة التي يسأل عنها أستاذنا “سيف الدين الدسوقي”:
ما في حتى رسالة واحدة بيها أتصبر شوية
 والوعد بيناتنا أنك كل يوم تكتب إليَّ
جرسة كبيرة حصلت في مواقيت ذلك الوادع ومحاولات صبر طفيف انتهت في البيت التالي:
 (بس دموعك لما فاضت ضيَّعت صبري الشوية
 وصحت موعدنا الرسايل وين رسايلك وين كتاباتك إليَّ).
 هنا الأمن العاطفي مستتب لذا قوات الشوق تسمح بمرور الخطابات والرسائل على مسؤولية الهوى..
رسائل وإن غابت ح تصل ح تصل..
المسألة مسألة وقت أو كما يقول الفنان (كل لحظة في غيابك فيها بترقب خطابك)…
المرسل إليه مستعد تماماً للرسالة.. نظارة القراية من عينو ما نزلا..
وزي ما في مبررات بتقودك لكتابة رسائل ثمة مبررات أخرى لعدم الكتابة.
 على سبيل المثال (داير أكتب ليك وخايف ماتشيل شوقي الصحايف)..
وجزء من النص مفقود..
وإن كان عن نفسي أنا شخصياً: ما كتبتك شان عتابك دايرة أكلم نفسي عنك
ودايرة أقول ليك:
فرحك بشيلو الناس وهمك بشيلو براي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية