ربع مقال
كان أبي رجلاً عظيماً..!!
خالد حسن لقمان
لأول مرة منذ أن خط يراعي الكلام ترتجف يداي وتضطرب نفسي ويختلج قلبي وترتفع وتيرة نبضه وتهبط حتى خال لي سماع دقاته وكأنها صوت أقدام فرس أصيل يعدو على أرض صلبة.. هذه أولى كلماتي منذ أن فقدت أسرتي.. (والدتي العظيمة وشقيقتي البارة وأشقائي البارين وأهلي جميعاً) والدي.. ذلك الرجل العظيم الذي كلما حاولت أن أتذكره ماشياً أراه رائحاً أو غادياً من المسجد، وكلما حاولت أن أتذكره قاعداً أراه قارئاً للقرآن أو مستمعاً له ولمديح أولاد “حاج الماحي”.. أردد معه آيات الله الخالدات وأنشد معه بديع نظم “الماحي” وحلو إنشاد أحفاده.. كان يحبهم وكنت حريصاً على أن أسمعه شدوهم وقصيدهم.. قصيدة التمساح وأسد الله البضرع.. و(يَا أحبابي بعد الغيبة.. عايز أزور وأجاور طيبة..).. كان يهز رأسه مغمضاً عينيه في انتشاء حتى التلاشي من غبراء البشر إلى سماوات الله وملائكته..
كانت هذه الكلمات هي مقدمة ما كتبته في الثالث عشر من يناير من العام الماضي 2016م الموافق الثالث من ربيع الثاني 1437هـ أحاول فيه أن أرثي أبي الذي رحل عنا في مثل هذا اليوم العاشر من يناير 2016م.. والآن وقد انقضى عام كامل قاسٍ جاهدنا خلاله أنفسنا لنصبر على فراقه مؤمنين بقدر الله وقضائه، نرفع أكفنا للمولى عزّ وجلّ ليدخل أبانا فردوسه الأعلى مع نبيه الكريم محمد “صلى الله عليه وسلم” والنبيين والصديقين والصالحين من عباده.. اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين..