الشعبي والمشاركة في الحكومة !!
لم يحسم المؤتمر الشعبي أمر مشاركته في حكومة الوفاق الوطني المرتقبة، فكل التكهنات كانت تقول بأن المؤتمر الشعبي قرر المشاركة وأن الشيخ “إبراهيم السنوسي” الأمين العام أقوى المرشحين لمنصب رئيس البرلمان، ولكن في كل مرة نسمع صوتاً آخر من المعارضين للمشاركة في الحكم دون ذكر أسباب مقنعة لهذا الرفض. وفي عدد (المجهر) أمس أكد “كمال عمر” المحامي الأمين السياسي للحزب عدم مشاركتهم وأنهم لن يجاملوا في قضيتهم ولن يستطيع تيار أن يقف في وجه المبادئ التي تركها الشيخ الراحل “حسن عبد الله الترابي”. ولا ندري هل كلام السيد “كمال” نهائي أم أن هناك مشاورات أخرى للإقناع بالمشاركة. ويقال إن السيد رئيس الجمهورية سيجلس مع الأمين العام للحزب الشيخ “إبراهيم السنوسي” للتفاكر في أمر مشاركتهم، ولكن لا ندري هل السيد الرئيس عقد هذا اللقاء أم لا؟ كلها أقاويل وبلغة الكرة يقال الهدف يأتي في ثانية وثانية المؤتمر الشعبي ربما قريباً أو حالهم يكون أشبه بحال حزب الأمة قبل أن يتقطع إلى عدد من الكيمان، عندما بدأت المشاورات في وقت سابق ودخل السيد “مبارك الفاضل” في لقاءات واجتماعات بغرض المشاركة في السلطة وكان حزب الأمة قاب قوسين أو أدنى منها ولكن ضبابية الإمام وأعضاء المكتب السياسي وعدد كبير من القيادات كانت ترى غير ذلك، بينما الشباب الطامع في الاستيزار كان أقوى من أولئك وجاء ضغطهم أكبر ولذلك انسحب الإمام وقياداته الكبيرة “بكري” و”مادبو” و”برمة وغيرهم من الرافضين، بينما دخل السيد “مبارك” والراحل “الزهاوي إبراهيم مالك، والدكتور “الصادق الهادي”، وأنشأوا حزباً باسم الأمة الإصلاح والتجديد، ولكن معظم تلك القيادات اختلفت مع من قاد الانشقاق السيد “مبارك” مرة أخرى وكونت كل مجموعة حزباً اشتركوا في اسم حزب الأمة بإضافة أسماء أخرى المتحد أو القيادة الجماعية أو الفيدرالي أو التنمية أو غيرها من المسميات. الآن ربما المؤتمر الشعبي يمر بنفس حالة الأمة آنذاك فهناك راغبون في المشاركة وآخرون رافضون، ولا ندري أي التيارات الغالبة في المشاركة أو المقاطعة. فإذا دخلت مجموعة منهم السلطة سيصبح هناك انشقاق آخر في صفوف الشعبي وهذا سيؤثر على الحزب بالتأكيد وسيكون الشرخ أعمق، لأن خلاف الإسلاميين كان أكبر بعد المفاصلة وهم يختلفون عن حزب الأمة لأنهم حزب واحد شاركوا في السلطة ثم حدث الاختلاف وتعرض عدد كبير منهم للمضايقات وأودعوا السجون وآخرون خرجوا من البلاد مثل الدكتور “علي الحاج” وغيرهم من القيادات التي كانت مشاركة في السلطة، وربما الغبن الذي تعرضوا له لم يستطع البعض تناسيه ومن هنا جاءت تلك الحدة من الشباب بعدم المشاركة مهما كانت الأسباب. ولكن مواقف الأمين السياسي الأستاذ “كمال عمر” تغيرت وتحولت ربما مائة درجة عن مواقفه العدائية للمؤتمر الوطني، وهو أصبح في خانة أقرب للوطني من الشعبي خلال الفترة الأخيرة، ولكن ربما ضغوط الشباب تجعله يقف في خانة الممتنعين أو الرافضين المشاركة والالتزام بمواقف الشيخ الراحل “الترابي”. ولا ندري إذا كان الله مد في عمر الشيخ “الترابي” هل سيكون مع المشاركة أو الرافضين، وإذا قرر المشاركة ما هو موقف أولئك الرافضين. الآن أيام قليلة ويحسم الأمر وسنرى كيف الموقف سيكون عندهم.