حوارات

القيادي بالحزب الاتحادي المهندس "محمد فايق" لـ(المجهر)

*حكومة الوفاق الوطني ستخرج محاصصة بين الوطني والأحزاب والحركات المسلحة المشاركة بالحوار
*”الحسن” مسيطر على مجموعة تنفذ أجندة المؤتمر الوطني و”الميرغني” لا زال قادراً على إنقاذ الحزب
*هذا يسأل عنه “أبو سبيب”، و”علي السيد” لا زال متمسكاً بتيار أمبدة، رغم لقائه بـ”الحسن”
*ليس هنالك وقائع تسند حصر رئاسة الحزب  في  “آل الميرغني”
حوار- محمد جمال قندول
يعد القيادي بالحزب الاتحادي (الأصل)  المهندس “محمد فايق”، من أكثر القيادات التي ظلت تنادي بعدم المشاركة بالحكومة والدخول في شراكة مع حزب المؤتمر الوطني. ورغم مرور أكثر من (6) سنوات على المشاركة،  لا زال عند موقفه، جازماً بأن المشاركة مع الوطني، لم ولن تكون مجدية. وخلال الحوار التالي الذي أجرته معه (المجهر)، أبدى  رأيه في العديد من القضايا التي تخص حزبه الاتحادي، بصراحته المعهودة، بجانب تطرقه بالحديث عن حكومة الوفاق الوطني والحوار ومشاكل حزبه الذي أصبح يعاني مما ووصفه  بالشلل التنظيمي. ورغم كل ذلك لا زال يحلم كغيره من القيادات الاتحادية بـلم شتات الاتحاديين، تحت مظلة حزب واحد. ومع أنه يرى ذلك حلماً، إلا أنه  لا يخفي قناعته بأنه حلم بعيد المنال، على الأقل، في الوقت الراهن. فيما يلي نص الحوار:
{البلاد مقبلة على حكومة وفاق وطني ستعلن خلال الشهر الجاري نتيجة مخرجات حوار وطني جامع. كيف تنظر إلى هذا التطور والحدث؟
– ما متوقع جديد. والجواب باين من عنوانو. ومن البداية رأينا كان واضحاً في هذا الحوار والنتائج التي ستخرج به. والوطني قدم القليل للحوار، لكنه تنازل رويداً رويداً من القليل الذي قدمه، إلى لا شيء.  الآن تعديلات دستورية أجيزت، والرئيس أجرى لقاءات مع آلية الحوار وستخرج  حكومة الوفاق وهي عبارة عن حكومة محاصصة وطنية بين الوطني والحركات المسلحة والأحزاب .وهذا هو ديدن المؤتمر الوطني.
{ولكن حزبك الاتحادي (الأصل) حسم موقفه من  المشاركة في الحكومة الجديدة في اللقاء الذي جمع الرئيس “البشير” ورئيس الحزب “محمد عثمان الميرغني” بالقاهرة قبل شهر ونصف، بحسب نائبة رئيس المجلس الوطني والقيادية بحزبكم ما تعليقك؟
– رأينا في المشاركة واضح بأنها مشاركة غير مجدية منذ أن دخل حزبنا الحكومة في العام 2010م، واستمرت حتى اليوم بذات النهج غير المجدي. والمشاركة لو كانت في سبيل تقديم شيء للوطن والمواطن والمساهمة بالعمل السياسي لتقدمه ورفعته، فلا ضير، ولكن المشاركة بالنسبة لنا غير ذات قيمة وذلك من واقع شروط الحزب نفسه التي دخل بها الحكومة وهي غير مجدية. هذا بجانب الشخصيات التي تمثل الحزب بالحكومة،  وفي  نظري بأنها ستستمر على ذات المنوال في الحكومة الجديدة.
{كثر الحديث عن اللقاءات التي باتت تجمع “الحسن” بالقيادات  التي كانت ترفض المشاركة، وآخرها الشيخ “أبو سبيب” بمنزله، ما مغزى ذلك؟
– هذا يسأل عنه “أبو سبيب” نفسه وبحسب ما سمعنا بأنها كانت زيارة اجتماعية، حيث ذكر “أبو سبيب” بأنهم لم يتطرقوا للسياسة، و”أبو سبيب” نفسه أعلن اعتزاله للعمل السياسي.
{متى تنطلق  مبادرة حقيقية لجمع صف شتات الأحزاب الاتحادية كلها تحت راية واحدة؟
– الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) رغم علله الكثيرة،  هو الذي لا زال يحمل الباقين على أكتاف تاريخه،  ومن انشقوا عن الحزب هم مجرد أشخاص بغض النظر عن إنشائهم لأحزاب بمسميات أخرى،  ولكنها لا تتعدى كونها  مجموعات قليلة، ليس هنالك مجموعة قدمت حزباً قويا والذين خرجوا من كنف الاتحادي معظمهم انشقوا عن الحزب لأسباب شخصية إما خلافات داخل الحزب أو طموحات شخصية. ولكن هنالك بعض الاتحاديين المحترمين لزموا منازلهم .وللأسف ليس هنالك الآن حزب يجمع الناس حوله،  خاصة وأن الحزب الاتحادي (الأصل) نفسه يعاني من  علل ومشاكل يجب أن يعالج منها أولاً. ورغم ذلك لا زالت الوحدة ودعواتها أمل جميع الاتحاديين.، ولكن من الصعب جداً الآن أن تنفذ، وأعتقد أن تنفيذ  هذا الحلم بعيد المنال  الآن.
{السيد “محمد عثمان” رئيس الحزب أبطل قرارات الفصل التي صدرت في وقت سابق بحق عدد من القيادات التاريخية، كيف تقيمون هذا القرار؟
– المسألة أصلاً يا سيد أن القرارات نفسها لم تكن منفذة على أرض الواقع، وغير معترف بها، خاصة وأن مسجل الأحزاب أبطلها. والحزب الآن في نظري مشلول تنظيمياً وسياسياً ويجب إيجاد حلول لإنقاذه وتغيير الموقف.
{في نظرك ما هي آليات التغيير التي يمكن أن تنجح لإنقاذه، على حد تعبيرك؟
– أعتقد أن السيد “محمد عثمان الميرغني” لا زال قادراً على قيادة الحزب إلى الأفضل، لأنه قاد الحزب في ظروف حالكة من قبل، بحنكة واقتدار ولا يزال يملك القدرات التي تؤهله لفعل ذلك.
{ولكن يقال بأن “الحسن الميرغني” هو المسيطر على الحزب الآن؟
– غير صحيح. “الحسن” يسيطر على مجموعة محددة، تعترف بها الحكومة لتنفيذ أجندة المؤتمر الوطني وتمريرها .
{أنتم كقيادات رافضة للمشاركة متهمون بأنكم وراء الشائعات التي تخرج من وقت لآخر عن وجود خلافات بالحزب؟
– خلافات بين منو ومنو .. يعني؟
{بين “الحسن” و”أحمد سعد عمر”، مثلاً ؟
– أنا شخصياً لم أتحدث أو أخرج أخباراً على لساني تفيد بوجود خلافات بين أي من القيادات، وخلافات الرجلين لا تعنيني في شيء.
{تثيرون بين الحين والآخر أن “أحمد سعد عمر” كان إسلامياً؟
– دي حقيقة. وفعلاً كان إسلامياً وطيلة فترة مايو كان يعمل مع الجبهة الوطنية القومية، ثم انتمى للاتحاديين. و”أحمد سعد” ذاتو لا ينكر ذلك.
{هنالك من لا يريدون وجوده بالحزب لأنه إسلامي؟
– أنا شخصياً لا يعني بالنسبة لي أن لا أحترم  “أحمد سعد عمر” لأنه  عراب المشارك، فأنا أحترمه وأختلف معه في توجهاته،  وصحيح أن “أحمد” هو عراب المشاركة الأول. 
{كيف تنظر إلى  حزمة القرارات الاقتصادية  الأخيرة التي اتخذتها الحكومة؟
– هي أصلاً لم تطرح للنقاش حتى ندلي بدلونا فيها،هي اتخذ فيها القرار ونفذت. وفي نظري هي أسوأ قرارات نفذت في تاريخ الحكومات التي مرت على السودان منذ الاستقلال، وتداعياتها السلبية كثيرة جداً.
{ما تعليقك على مسألة  رفض “الميرغني”  مقابلة قيادات اتحادية زارته في “لندن”؟
– دي مسألة تجاوزناها من زمان، وما عايزين نتكلم فيها.
{هل أنت متواصل مع “الميرغني”؟
– لا…  خاصة في الفترة الأخيرة، ليس هنالك أي تواصل بيني وبينه.
{وهل تعلم تاريخ عودته للبلاد؟
– لا هذا أمر متروك  له ليحدد متى سيعود، ولكن بحسب ما سمعناهو أنه  سيأتي قريباً عقب الفراغ من أداء العمرة بالمملكة العربية السعودية التي قصدها مؤخراً.
{هل بالإمكان أن نرى شخصية تحكم الحزب الاتحادي من غير “آل الميرغني”؟
– ولم  لا؟ الحزب الاتحادي بتاريخه الطويل مر عليه رئيسان فقط، الأزهري استمر في رئاسته حتى 69، وجاء “الميرغني” من بعده.  والقول بأن الرئاسة أصبحت محصورة في نطاق الميرغنية هو قول غير صحيح، وليس هنالك وقائع تسنده.
{“علي السيد” شارك  في صياغة التعديلات الدستورية  كممثل لجناح “الحسن” المشارك، كيف تقيمون الأمر؟
– هذا حدث فعلاً، و”علي السيد” لا يزال حتى اللحظة  ضمن تيار أمبدة.، ولم يتركه، قابل “الحسن” وطلب منه المساعدة في التعديلات.
{كيف، إذن، تقيمون مثل هذا الموقف؟
– “علي السيد” لا يزال في موقفه المعلن ضد المشاركة وضد سياسة “الحسن”.
{كيف يلتقيه وهو ضد سياسته كما تقول؟
– دي مسألة في نظري عادية، بمعنى  أنني لا أعتقد بأن الشخص الذي  لديه خلاف مع آخر  عليه أن لا يلتقيه.
{حزبكم  ينظر إليه في الأوساط السياسية  بأنه  غير فاعل؟
– هل هناك حزب فاعل  الآن؟  يعني وما من  حزب يستطيع أن يزايد علينا، نعم نحن نعترف بأننا نعاني من بعض الهنات والمشاكل، ولكننا حزب تاريخي ونعاني من نفس المشاكل التي  تعاني منها جميع الأحزاب بما فيها المؤتمر الوطني. ونحن بعللنا ومشاكلنا أحسن من المؤتمر الوطني.
{ولكن الجماهير فقدت المصداقية في طرحكم ولدى قياداتكم ؟
-هذا غير صحيح لم تفقد المصداقية وما زالت متمسكة بحزبها، رغم الظروف.
{كيف يتأتى ذلك  والحزب بلا اجتماعات، أو  مكتب سياسي لسنوات؟
– نعم كما ذكرت لكم  فإننا نعاني من مشاكل سياسية، ولكن هذا لا يعني بأننا فقدنا جماهيرنا. فنحن  لا زلنا الحزب صاحب أكبر رصيد جماهيري، حتى من المؤتمر الوطني نفسه.
{متى سينعقد  المؤتمر العام لحزبكم؟
– نعمل على ذلك، وعاقدين العزم على قيامه في أسرع فرصة، ولكن متى سيحدث ذلك؟ فهو أمر غير  معروف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية