عز الكلام
تلفزيون السودان الشهد والدموع
أم وضاح
لكونها القناة القومية ولسان السودان ولوحة هويته وإرثه وتاريخه، وجدت الفضائية السودانية الحيز الذي تستحقه بالزيارة المفاجئة التي قام بها النائب الأول “بكري حسن صالح” لحوش التلفزيون، وهي ليست المرة الأولى التي تنحاز فيها رئاسة الجمهورية للفضائية القومية، وقد أسعفت قناة النيلين لمرتين متتاليتين بمبالغ مالية كبيرة حتى تزيل عثرتها وتتمكن من نقل الدوري السوداني لعموم أهل السودان، وخلوني أقول: إن الفضائية السودانية هذه شكَّلت وجدان جيل بأكمله تفتحت عيونه على شاشتها منذ أن كانت أبيض وأسود، وسبقنا حينها العالم العربي بإنتاج برامجي ثر، كانت وقوده الأفكار وثراء الإبداع والغيرة والتنافس على التميز والتفرد، لذلك كان التلفزيون هو الحاضنة التي فرضت نجوماً وأسماءً يشار إليها بالبنان، تملكت حق الريادة والسبق (بحقها)، وهي تقدم برامج وسهرات لا زالت عالقة في أذهان المشاهد السوداني، لكن للأسف وعلى غير الطبيعي تراجعت الفضائية السودانية في وجه الإعلام الخارجي وانكمشت أمام الفضائيات الخاصة، وأصبحت فضائية طاردة لا تغري على المشاهدة أو المتابعة، ورغم ذلك ولأهميتها ككيان رسمي لأهل السودان جميعاً لا زالت مؤسسة الرئاسة تعي واجبها ومسؤولياتها المادية والأخلاقية تجاهها، فجاءت هذه الزيارة لتنصب في صالح تغيير الحال المائل وعدل الصورة المقلوبة التي ظل عليها التلفزيون، وبالتالي أرجو أن يكون النائب الأول قد وقف وبنفسه على ما تحتاجه الفضائية السودانية، خاصة على مستوى الاستوديوهات والأجهزة، أما الكادر البشري فظني الكبير أنه الأهم والأكثر خطورة في حراك تلفزيون السودان، لأن من يدقق النظر في حوشه يتأكد له أن بعضهم ما عاد يهمه أن تخرج الشاشة ومحتواها من أسر السطحية والسخف وانعدام الدهشة، لأن التلفزيون بالنسبة له سبّوبة (ونقَّاطة) في أماكن أخرى، وحمله لبطاقة التلفزيون القومي تفتح له الدروب والأبواب في حتات ثانية، أما الأكثر مرارة هو أن البعض أصبح لا يعي حساسية موقعه وموقفه مبدعاً يفترض أن يعطي تحت كل الظروف، وأصبح هؤلاء رافعين شعار (ندي التلفزيون قدر قروشه)، وكلما اضمحلت الحوافز اضمحل الإبهار والجمال، وتحوَّل التلفزيون إلى ثلاجة باردة مليئة بالثلج وفيها من يحسنون تكسيره، لكن كمان برأيي أن أكثر ما يهدد الفضائية السودانية، حتى لو انفق فيها مال قارون، هي تلك الديناصورات التي تحكَّمت في مفاصل القناة وأصبحت لا تجيد إلا لعب أدوار الإقصاء لكل قادم جديد أو صاحب موهبة يبحث عن موطئ قدم.
(الدايرة) أقوله إن زيارة النائب الأول “بكري حسن صالح” كانت ستكون مفصلية لو أنها اقترنت بقرارات مهمة وواضحة ومؤثرة على رأسها إعفاء المدير الحالي الأستاذ “الزبير عثمان” الذي نسف برأيي كل ما بناه سلفه من مديرين سابقين، ووصلت الفضائية في عهده إلى أسوأ حال لا يمكن أن تصل إلى أسوأ منه تحت كل الظروف، لذلك أي إصلاح أو دفع مالي ينبغي أن يكون مقروناً بثورة إدارية وعاصفة تطيح بكل الآثار التي لا تشكِّل قيمة أو إضافة، أو يمكن أن تحدث الفرق على مستوى الشاشة والمنتج أو طموح المشاهدين.
{ كلمة عزيزة
لا أظن أن دكتور “مأمون حميدة” قد تجنى أو ظلم بعض مرافقي المرضى في المستشفيات في حديثه الذي تناقلته صحف الأمس، حيث قال: إن بعض مرافقي المرضى يساهمون في تدمير بيئة المستشفيات بسلوكهم الشائن. وحقيقة إذا نظرنا لحديثه بتجرد ونكران ذات فنستكشف أنه صحيح مائة بالمائة، وكثيرون يتعاملون مع مرافق المستشفى وكأنها (شيء هامل) لا يستحق الاعتناء أو الاهتمام ولا يحرصون على المحافظة على بيئة نظيفة، ولا يخافون على أجهزة المستشفى وإملاكه من أن يصيبها الخراب والدمار، وأحياناً كثيرة يكون السلوك، إما متعمداً أو مجرد سبهللية هي كالعذر الأقبح من الذنب.
{ كلمة أعز
من حق المواطن السوداني أن يرتفع سقف الترقب عنده في اللحظة التي تم فيها تعيين محافظ جديد لبنك السودان، باعتبار أن التعيين جاء في إطار شعارات الإصلاح التي ظل الشارع السوداني يطالب بها على مستوى الفريق الاقتصادي، لكن حتى الآن لم يرم القادم الجديد (بياضه)، ولا ندري ماذا يحمل في كنانته من الإصلاحات، وما (ورانا حاجة أهو) منتظرين.