الحكومة الجديدة.. الفرصة الأخيرة!!
عز الكلام
أم وضاح
يرتفع سقف التفاؤل بلا حدود، وتمتد الآمال العراض وتتجرأ الأحلام على ارتداء الثوب الوردي في انتظار حكومة العاشر من (يناير) باعتبار أن أهل السودان وهذا حقهم، يعتبرونها حكومة الوفاق والخروج من نفق الإحباط والفشل، لا سيما أنها أولى وأهم بشريات مؤتمر الحوار الوطني الذي تداعى له أهل السودان جميعهم متجاوزين التشكيك وتكسير المجاديف حتى اكتملت أركان الحوار الوطني في انتظار أن يتمخض الجبل فيلد عملاقاً اسمه الحكومة الجديدة!!
وخلوني أقول إن الشعب السوداني الذي تحمل جسده كل فواصل التجريب من وخز وجراحات عميقة وحتى الكي، يستحق أن ترتفع الحكومة الجديدة إلى مستوى طموحه ومرتقى آماله لا سيما وأنه قد فوّت الفرصة أكثر من مرة على المحرضين وأصحاب الغرض والهوى وحتى الذين هم غاضبون من الحكومة لم ينجر شعب السودان وراء غضبهم، لأنه يدرك أن نهاية المطاف ستكون دماراً وخراباً، وبالتالي على رئاسة الجمهورية التي هي الآن مخرج الخشبة لعروض الحكومة الجديدة، أن لا تعتبر هذا التشكيل كسابقه من التشكيلات التي كانت للأسف في معظمها فاشلة ومحبطة وسيئة الاختيار، لا سيما وأن كثيراً من الأحزاب التي دخلت الحكومة لم تستفد من الفرصة بطرح نفسها محل ثقة للشعب السوداني، ومعظم من قدمتهم للمناصب الوزارية كانوا مجرد ديكور لا بهشوا ولا بنشوا فقدموا أسوأ مثال لبروفة الأحزاب في تجرية الحكم وممارسته، والشعب السوداني برأيي متطلباته واضحة وعادلة، إذ أنه يتوقع أن ترتفع الحكومة القادمة لمستوى وعيه وفكره وغيرته وحرصه على بلده، فهو الشعب المعلم الذي فوّت على أمريكا حصارها ومد لسانه للجهلاء الذين ظلوا يطالبون أمريكا بقفل الصنبور عن السودان، معتقدين أن الإنقاذ سيصيبها الجفاف فتعطش وتضمحل ثم تموت، لكن الشعب السوداني أفشل المخطط وظل رابطاً الحزام وقابضاً على الجمرة، ثم جاءت كذبة وفرية المحكمة الجنائية في حق الرئيس “البشير” ويومها كان موقف شعب السودان كموقف الأنصار في المدينة يوم أن استقبلوا النبي صلى الله عليه وسلم وناصروه، فكان لذلك الموقف العظيم أثره المعنوي الكبير الذي جعل الرئيس يدرك ويتأكد مائة بالمائة أنه محمي بإرادة شعبه وعلى الجنائية أن (تقع البحر)، ثم جاءت دعاوى العصيان من المعارضة وكان الشعب أوعى من أن ينجرف خلفها، فأفشل الخطة وحفظ للبلد أمنها واستقرارها، طيب شعب ذي ده يجازوا بشنو سوى أن يتولى أمره الأنقياء الأتقياء الشرفاء أصحاب الكفاءة والمقدرة على الابتكار والتنفيذ بشكل مدهش ومبهر.
في كل الأحوال فاتنا الكثير من الوقت والدقيقة في عمر الشعب لا تقدر بثمن، والقادم من الأيام ينبغي أن يكون لإدراك الفلاح والعمل والعندو نية لعب ولولوة عليه الله يطلب الله!!
{ كلمة عزيزة
رغم أنها دعوة منطقية ووجيهة إلا أنها صعبة التنفيذ والتنزيل على أرض الواقع، تلك الدعوة التي طرحها السيد “الصادق المهدي” بتوحيد الأحزاب السودانية في ثلاثة أحزاب فقط، وصعوبة تنفيذها تتأكد بقراءة الملف النفسي لمعظم رؤساء وعضوية الأحزاب المطروحة في الساحة وكل زول يتخيل نفسه سيداً وزعيماً على الآخر، المقاييس شنو، المعطيات شنو أسئلة بلا إجابات، وكمان زاد عليها وغطى حكاية المحاصصة في الوزارة وكل واحد عمل ليه حزب أوضتين وصالة غازلته أحلام الوزارة بغض النظر عن الإضافة التي يمكن أن يحدثها أو الحيز الذي يفترض أن يشغله، وبالتالي الاندماج سيفقد كثيرين ممن لا طعم لهم ولا لون ولا رائحة، ميزة الوجود على المشهد السياسي لينطبق عليهم المثل لو عايز تظهر (ألبس أصفر) فتصبح أعمل حزب وطالب بقطعة من كيكة السلطة والثروة، وبالتالي فإن دعوة اندماج الأحزاب لن تجد طريقها إلى أرض الواقع ما لم تنظف النفوس وتموت الأنا والأنانية وترتفع معدلات الوطنية وتؤدب النفوس من الأطماع من أجل عيون الوطن.
{ كلمة أعز
رغم أني كنت حضوراً ومتابعة وسلطنة في حفل رأس السنة بصالة النيل دوم والصالة تلهبها حماساً الرائعة “ندى القلعة” والتي كلما شعرت أن معدلات الأدرينالين ترتفع لدى الحضور، زادت من جرعات الحماس لتجعل الحضور على مرمى حجر من البطان حداً بالجلد، وكذا فعل الملك “صلاح بن البادية” وهو يؤكد أن الفنان الكبير لا تفصله السنوات عن الأجيال المتعاقبة، وأن فنه يظل مداً لا ينحسر، رغم ذلك لم أطرب أو يقشعر جسدي كما حدث والصالة المكتظة رجالاً ونساءً وأطفالاً تقف تحية للعلم تنشد نحن جند الله جند الوطن بحب جهور وانتماء لا تشوبه شائبة أو ينقصه ظن!.. وكل عام والوطن بألف خير.