حوارات

وزير تنمية الموارد البشرية والقيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) "أسامة حسون" لـــــ(المجهر)

* نحن في حالة تشاور مع شركائنا في المؤتمر الوطني وتنسيق مع القصر الجمهوري 
*لا خلافات بين “الحسن” و”أحمد سعد عمر” ومن يروِّجون لذلك يهدفون لتقويض استقرار الحزب
* ليس صحيحاً أن السيد “الحسن” غير  راضٍ عن المشاركة في الحكومة
* نتمنى عودة “الصادق المهدي” لدوره البارز اجتماعياً وسياسياً
حوار – محمد جمال قندول
أيام قليلة تفصلنا عن بدء رئيس الجمهورية المشير “عمر حسن أحمد البشير”  التشاور مع القوى السياسية المشاركة بالحوار لتشكيل حكومة الوفاق الوطني، وتثير وضعية الحزب الاتحادي (الأصل) أكبر الأحزاب المشاركة بالحكومة الحالية، في الحكومة القادمة،  عدة علامات واستفهام، خاصة مع تواتر أنباء بين الحين والآخر عن تقليص مرتقب لنسبته في الحكومة، بجانب انتشار أخبار عن رفض كبير وسط أعضائه  لمبدأ المشاركة، بجانب الخلافات التي تطل بين الحين والآخر بين قياداته متمثلة في رئيس الحزب بالإنابة “محمد الحسن الميرغني”، من جهة و”أحمد سعد عمر”، من الجهة الأخرى، والكثير من الأخبار الذي تجعلنا نبحث عن إجابات خاصة في ظل المتغيرات التي تشهدها البلاد. لكل ذلك كانت لنا وقفة في حوار مع وزير تنمية الموارد البشرية “أسامة حسون” القيادي الاتحادي الديمقراطي الأصل، والذي كان حاضراً بإجابات صريحة . فيما يلي نص الحوار:

*هل اجتمعتم مع المؤتمر الوطني لبحث شكل المشاركة بالحكومة المرتقبة المتوقع إعلانها في نهاية يناير، أو بداية فبراير المقبل؟.
– نحن في حالة انعقاد ومتابعة باستمرار مع شركائنا بالمؤتمر الوطني، بالإضافة إلى أننا على اتصال وتنسيق دائم مع القصر الجمهوري، والحزب مستمر بالاتصال على أعلى المستويات مع نظيره بالوطني، لتتضح الرؤية قريباً.
*هل حددت نسبة مشاركتكم بالحكومة المقبلة ؟.
– نحن لا نستعجل هذه الأمور، ولا ننظر إلى المشاركة بالنسب، وإنما ما يهمنا الاستقرار للبلاد والنماء والحرص على الاستقرار السياسي، وذلك بدعمنا اللا محدود للحوار الوطني، لإيماننا بأنه الحل الأمثل لمشاكل البلاد. ونحن حريصون على تنفيذ مخرجاته، ودائماً ما نجتهد بالحزب الاتحادي لنساهم في استقرار البلاد.
*هنالك أنباء راجت مؤخراً بوجود مجموعة داخل الحزب ترفض المشاركة، وأن نسبة قبول المشاركة بالحكومة المرتقبة في حد ذاتها باتت محل شك بارتفاع أصوات ونسب الرافضين لها.. ما حقيقة الأمر ؟.
– اعتقد بأننا نسير بالطريق الصحيح والسليم والحمد لله، ليس لدينا أي مشاكل فيما يخص المشاركة، والحزب شريك أصيل لحل مشاكل البلاد، وفي هذا الإطار نحن مشاركون بالحكومة.
*ثمة ما يشير إلى أن نسبة مشاركة حزبكم ستكون أقل من المشاركة الحالية لدخول شركاء جدد ؟.
ـــــ يا أخي العزيز، كما قلت لك نحن لا نبحث عن شكل المشاركة، بكم، والنسبة كم. ما يهمنا هو المشاركة بدفع عملية الحوار بالبلاد. ومن أجل ذلك يجب أن تتوفر الإرادة السياسية والاستقرار السياسي. وهذا متوفر الآن داخل الحزب الذي لا يعاني من استقرار ولا مشاكل. ونجن نؤمن بأن المشاركة ليست من أجل الذات أو المكاسب الخاصة، وإنما من أجل المواطن والوطن .أما مسألة المشاركة بنسبة كم، أقل أو أكثر، فهذا شأن يخص مؤسسات الحزب العليا.
*هل رئاسة الحزب متمثلة بالسيد “محمد عثمان الميرغني” رئيس الحزب ونائبه نجله السيد “الحسن”، لديهما نفس القناعات التي تحدثت عنها سيد “أسامة” ؟.
– الحزب في أعلى مستوياته القيادية  حريص على الاستقرار السياسي والنظر في حل مشاكل البلاد المتعددة من اقتصادية وسياسية وغيرها، لوجود حلول، ولإيجاد الحلول تسعى إلى مشاركة فاعلة، بقناعة تامة، بأن المرحلة المقبلة هي مرحلة الوفاق الوطني.
*غياب رئيس الحزب السيد “محمد عثمان” طال كثيراً وتتواتر الأنباء من حين لآخر عن عودته، متى يعود “الميرغني”، وهل هنالك موعد محدد لذلك ؟.
– السيد “محمد عثمان” لديه التزام نحو الشعب السوداني والوطن، وسيحضر إلى البلد في أي وقت، والآن يمثله نائبه ونجله السيد “الحسن”. 
*في حوار مع (المجهر) أدلى القيادي والنائب البرلماني الاتحادي “محمد الطيب المكابرابي” بحديث يؤكد فيه أن السيد “الحسن” مغبون من الحكومة، وغير راضٍ عن المشاركة.. ماذا أنت قائل بحكم قربك من الأخير ؟.
– بالطبع هذا ليس صحيحاً أن السيد “الحسن” غير راضٍ عن المشاركة.
*متى تخرج مبادرة صادقة وحقيقية لجمع الاتحاديين الذين انشقوا أو استقالوا أو غادروا من الحزب ؟.
– المبادرات لم تتوقف في هذا الإطار، الحزب الاتحادي من رحم هذا الوطن وهذا الشعب السوداني.. ونحن نسعى لجمع وحدة الاتحاديين جميعاً تحت راية واحدة لإيماننا أن وحدتهم ستعود على البلاد بالاستقرار.
*هل لديكم أي اعتراضات على التعديلات الدستورية التي أودعت بالمجلس الوطني وينتظر أن تعرض على المجلس الوطني يوم (الاثنين) المقبل ؟.
– هذه التعديلات خرجت من أجل وفاق وطني، وبتوافق تام من المشاركين بالحوار، ونحن ندعو الإعلام أن يكون شريكاً حقيقياً وأساسياً في مسألة إنجاح الحوار، وتنفيذ المخرجات.. وليس لدينا أي اعتراضات على التعديلات.
*كيف تنظرون إلى وضعية رئيس حزب الأمة “الصادق المهدي” الموجود خارج البلاد ؟.
– نتمنى جميعاً عودة “الصادق المهدي” وهو يقود حزباً وطنياً له دور بارز اجتماعياً وسياسياً، سواءً أكان في صف المعارضة أو مع الحكومة .
*ما تعليقكم على تجربة العصيان المدني قبل أيام والذي دعا له ناشطون ومعارضون وما موقفكم منه ؟.
– نحن حزب مشارك بالحكومة، كيف تسألني عن رأيي ورأي الحزب؟ نحن بالتأكيد رافضون ولسنا مع العصيان.
* في تقديركم ماهي أسباب فشل تجربة العصيان الذي كان قبل أيام وتحديداً في التاسع عشر من الشهر الجاري ؟.
– العصيان فشل، لأننا كلنا الآن نحن أبناء هذا الشعب بغض النظر عن الانتماءات متوجهون على الإنتاج، وهو السبيل الوحيد والمخرج الحقيقي من أزمات البلاد، يجب أن نركز على الاهتمام بالتعليم والتنمية البشرية، وأنا أدعو كل الشباب إلى التوجه نحو الإنتاج، الآن الحكومة تعمل جاهدة في إجراء معالجات للخدمات الاجتماعية والبنية التحتية، وكلنا الآن إذا تمعنا سنتأكد بأنه لا منقذ إلا العمل والجهد.. انظروا إلى تجارب الدول المحيطة بنا كيف دمرتها الأزمات والتقديرات الخاطئة.
*”الحسن الميرغني” هل سيخرج من الحكومة المقبلة ؟.
ــــــ أنا أتمنى من الصحافة أن تترك الإثارة..كما قلت لك هذا شأن رئاسي لا أستطيع أن أعلق عليه.
*هل سترضون بمنصب أقل من مساعد رئيس الجمهورية بالحكومة المرتقبة، بالنظر لما يتواتر عن أنباء سيتم إلغاء  مناصب المساعدين وفق التعديلات الدستورية ؟.
– يا أخي “محمد”، هذا شأن رئاسي، كما قلت لك، أنا لاحظت في الآونة الأخيرة  نشر أخبار وتقارير وحوارات في هذا الخصوص، ولكن ما أريد أن أقوله لك: إن  هذا شأن رئاسي يخص الحزب في أعلى قياداته.. ولكن من وجهة نظري الشخصية يجب أن نسمو لعلاج مشاكل هذه البلاد ليس بالمناصب، وإنما بالعطاء والسلام .
*كيف تقيِّم مشاركة حزبكم بالحكومة الحالية التي تمضي إلى خواتيم أجلها ؟.
– كانت تجربة مشاركة ناجحة، وأدى الحزب مهامه الوطنية.. وعلينا دائماً قوى سياسية فاعلة أن ننظر إلى مستقبل البلاد حاضرها وماضيها ونتماشى مع متطلبات هذا الوطن وهذا الشعب العظيم.
*هل هنالك خلافات بين “الحسن” و”أحمد سعد عمر” ؟.
– نحن لا نعاني من أي خلافات بالحزب كما ذكرت..ومن ينشرون ويروِّجون لمثل هذه الأخبار يستهدفون استقرار الحزب. والحمد لله ” العارف عزو مستريح ” ..وما يثار بعيد عن الواقع .
*كيف تقيِّم موقف القوى السياسية الرافضة للحوار الوطني على غرار أحزاب قوى الإجماع ونداء السودان ؟.
–  نحن الآن ننسق مع كل القوى السياسية وندعو الممانعين للالتحاق بالحوار الوطني، لأنه أمل السودان في استحداث استقرار ونماء بكل شيء. يجب أن نعمل جميعاً، سياسيون وأحزاب من أجل رفعة هذا الوطن .. لا يعقل أن يكون هذا هو السودان الذي جمع اللاءات الثلاث وكان دولة لها شأنها في الإقليم، أن تعاني من هذه المشاكل.. على السودانيين أن ينظروا إلى تاريخ هذا البلد العظيم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية