حوارات

رئيس الحزب الاتحادي الموحد "محمد عصمت ، للمجهر

* الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد يتوه في مذاهب الفشل والضياع
*تنازلت عن الأمانة العامة لـ”عصام أبو حسبو”
* المصالح الذاتية والأسرية  عرقلت عملية تجديد الحزب
* “جلاء الأزهري” عليها بذل مجهود لتصبح قيادية..!
غيوم خلافات الاتحاديين تلبد سماء المشهد السياسي في البلاد، فما أن يلتئم جرح حتى يتفتق جرح جديد، حتى أصبحت الأجسام الاتحادية كشظايا الرصاص، جروحها عميقة ولا تبرأ، وصاروا الإخوة الأعداء، منشغلين بصراعاتهم الداخلية التي أضرت كثيراً بمسيرة الاتحاديين في المراحل السابقة والحالية.الحزب الإتحادي الموحد ، والذي كان اسمه “الحزب الاتحادي الديموقراطي الموحد” ، هو أحد افرازات خلافات الاتحاديين ، والتى أدت بهم إلى التشتت والتوزع على العديد من العناوين واللافتات الإتحادية . ورغم حداثة نشوء الحزب الإتحادي الموحد ، والذي تزعمته الأستاذة جلاء إسماعيل الأزهري ، بعد وفاة شقيقها محمد إسماعيل الازهري ، فإنه لم ينج هو الآخر ، من الخلافات التي عصفت بوحدته ، عقب مؤتمر عقده الحزب قبل ثلاث سنوات، ووضعته تلك الخلافات، أمام حالة انقسام جديدة . ومع ذلك فإن  “محمد عصمت”، والذي اختلف مع جلاء الأزهري، ومساعديها ، قد خرج تحت نفس العنوان ، مبرراً ذلك بأنه قد استعاد الحزب ، من المجموعة الأخرى، في الحوار التالي ، مع محمد عصمت ، الذي قدم نفسه باعتباره الرئيس المكلف ، إلى حين انعقاد ما أسماه بمؤتمر حقيقي للحزب، يكشف – عصمت- بعضاً  من أسباب الخلاف ،ومن ثم الإنقسام الذي نتج عنه، وتطوراته،  حيث ينظر إلى  عصمت، من قبل المجموعة الأخرى، باعتباره الدينمو المحرك وراء  تلك الأحداث الدرامية  الجارية داخل الحزب ، وتتجه نحوه الإتهامات بشأنها، في مقدمتها، مايقال عن بحثه عن الزعامة   .
جلست إليه: رشان أوشي
*كنت قريباً من قيادة الحزب في فترة ما.. وطالتك اتهامات بالتأثير على رئيسة الحزب وتوجيه قراراتها، رغم أنك لم تكن عضواً في الهيئة القيادية.. ومن ثم إسهاماتك في تحسين بيئة الحزب كانت ضعيفة جداً؟
-في أعقاب  قرار الحزب الذي حتى الآن لم أجد له تفسيراً، وهو الدخول في انتخابات 2010م، ومن ثم الانسحاب، ولكن بعدها دفعت هيئة القيادة لاتخاذ قرار بقيام مؤتمر استثنائي، عالجت كثيراً من السلبيات التي تراءت على جسم الحزب، كان الغرض من هذا المؤتمر هو تجديد الدماء والأفكار، الهياكل الحزبية، وبالتالي كان يمكن أن يتم ضخ دماء جديدة وظهور قيادات جديدة بأفكار جديدة، ولكن في النهاية تغلب المصالح الذاتية والأسرية على هذا القرار. وانعقد مؤتمر الحزب في 4\مايو\2013م، في صورة  لم نكن  نتوقعها على الإطلاق، مؤتمر لم تشارك عضوية الحزب في الجزيرة، وشمال كردفان، والخرطوم، كسلا، ولا قطاعات الطلاب والشباب.
*(عفواً).. إذاً من الذي شارك إن لم يشارك كل هؤلاء؟
-لم يشاركوا .. لأنهم أبدوا رأياً واضحاً في الطريقة التي أديرت بها الأمور، وعندما احتدت الأمور وتناقشنا حولها، قالت المجموعة المستفيدة من انعقاد المؤتمر بتلك الشاكلة، (كل زول يجيب ناسو)، ورأينا كان يدفع باتجاه عملية بناء حقيقية للحزب، بمعنى أن تنعقد مؤتمرات وفقاً لرؤية الحزب أياً كان عددها على مستوى القرية والحي والحارة، وننتقل بعدها للمدينة والولاية، ولكن المؤتمر العام انعقد بصورة غريبة على أعراف وتقاليد الاتحاديين، ليخدم مصالح مجموعة بعينها، قدمت دعوات خاصة، جزء كبير من الأسر والعوائل شاركوا في المؤتمر، وقلة قليلة من أهل الأقاليم، ولما اكتشفوا أن المؤتمر كان عبارة عن دعوات خاصة وغابت عنه عضوية الحزب في العاصمة والأقاليم، رجعوا وصدوا عنه، كان رأينا في ذلك الوقت أن مؤتمراً بهذه الطريقة سيقعد بالحزب ويذهب به إلى مذاهب الفشل والضياع، وهذا ما يعيشه الآن  الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد.
*ما كان غرض المجموعة التي دعت لمؤتمر على هذه الشاكلة.. كما ذكرت آنفاً؟
-تكريس واقع محدد، المؤتمر للأسف الشديد أتى برئيس ونائب رئيس وأمين عام، من أبناء الزعامات، وكان أمراً غريباً، بأن يكرس الاتحاديون لمبدأ الوراثة الذي ظلوا يرفضونه منذ سنوات، منذ الخمسينيات، عندما رفضوا الطوائف والبيوتات.
*بعدها ظل الحزب راكداً لفترة طويلة؟
-هذا الحزب غادرناه بعد المؤتمر المعني، واستطعنا أن نستعيد كل عضوية الحزب المكونة للاتحادي الموحد، وأن نفتح ملف الحزب مرة أخرى لدى مجلس الأحزاب، والآن نعد لمؤتمر حقيقي لعضوية الحزب، ولدينا أكثر من ثمانمائة استمارة تشمل كل القيادات المحلية للحزب، وسنعقد مؤتمرنا في القريب العاجل.
*رغم علاقتك القوية برئيسة الحزب “جلاء الأزهري”، إلا أنك اختلفت معها؟
-رئيسة الحزب هي عترة الزعيم “إسماعيل الأزهري”، وشقيقة سمح السجايا “محمد الأزهري”، إنسانة عزيزة وقريبة إلى قلوب كل الاتحاديين، ولكن الخلاف على المنهج، والسلوك الذي لا يليق بنا كاتحاديين، في نهاية الأمر يفترض أن نلتزم بالأعراف والتقاليد الديمقراطية في العمل الحزبي، وأنا أعتقد أنه سبب مبدئي.
*لماذا لم تحاول الإصلاح من الداخل.. لماذا اخترت أقصر الطرق؟
-لم نغادر الحزب.. هم من غادروا، نحن الآن باقون في حزبنا بعضويته القديمة، هم غادروا ودخلوا في ائتلاف مع مجموعة أخرى من الاتحاديين وأنشأوا حزباً جديداً.
*الحزب المسجل لدى مسجل الأحزاب، هل هو حزبكم أم حزبهم؟
-حزبنا هو المسجل، ولتخفيف الاسم اخترنا أن يكون اسمه الحزب الاتحادي الموحد، سحبنا كلمة الديمقراطي، ليس بحزب جديد.
*تم تأجيل المؤتمر العام عدة مرات، وقيل إنك صاحب الدور الأكبر في هذا الأمر؟
-أنا صاحب المقترح لهيئة القيادة بعقد مؤتمر استثنائي لأن ميعاد المؤتمر العام لم يحن بعد، في جلسة ثلاثية مع ثلاثة من القادة عندما جاءوا بي لتولي رئاسة اللجنة التنفيذية، بمثابة الأمانة العامة، لأن الأمين العام وقتها أظهر كل الضعف الواضح والبين لإدارة الأمور الداخلية للحزب. وقلت لهم هذه المسألة يجب أن تكون مسألة بديل شامل كامل داخل الحزب، ويجب أن ينعقد مؤتمر استثنائي نجدد من خلاله دماء الحزب، فكيف أكون أنا من عطلت المؤتمر، عملت بعدها نائب رئيس للجنة أوراق الحزب، وأعددنا الكثير من الأوراق وعدلنا في البقية، بل وأخبرك بالأخطر من ذلك، أنني طلبت من هيئة القيادة في جلسة خاصة أن توكل لي مهمة اللجنة التحضيرية، وأنا أعقد مؤتمراً كما نتمنى ونشتهي عقد المؤتمرات، وأتحمل كل المسؤولية، ولكنهم رفضوا، لأنهم كانوا يبيتون النية.
*الشكوى التي قدمت ضد ما حدث داخل الحزب.. أنك صاحب مبادرتها؟
-هذه مجموعة من أعضاء مكتبهم السياسي الذي أفرزه ذلك المؤتمر المشوه، هم من تقدموا بمذكرة لرئيسة الحزب بأن هناك اتفاقاً بينهم كان من المفترض أن يتم، لأن هناك كثيراً من الأعضاء قاطعوا المؤتمر، ولابد من لم الشمل وإنجاز هياكل جديدة حفاظاً على وحدة الحزب، وبعد ذلك نفس هذه المجموعة وهم نصف أعضاء المكتب السياسي تقدموا بمذكرة لمجلس الأحزاب، طالبوا فيها مجلس الأحزاب بإصدار قرار باللجوء إلى المحاكم.
*أنت من حرضت على تقديم تلك الشكوى عبر مجموعة.. وهي الآن انفضت من حولك؟
-أنا لم أحرض، لأنني قاطعت المؤتمر، وأعلنت مقاطعتي له قبل انعقاده بيومين، هذه المجموعة تحركت من تلقاء نفسها، ورفعت المذكرات مرة لرئيسة الحزب ومرة لمجلس الأحزاب. وأنا حقيقة ساعدتهم بما أملك من خبرة وإلمام بالعمل القانوني والتنظيمي الخاص بالحزب، لأن كل عمليات التسجيل والإخطار بالنسبة للحزب أنا من قمت بها، وكل الملفات والأوراق والخطابات الخاصة بالتسجيل لدي أنا، أتحداهم لو يملكون وثيقة واحدة، حتى شهادة تسجيل الحزب هي لدي الآن، لذلك قدمت الخبرة الموجودة عندي في كتابة المذكرة، ولكنه رأيهم، وأن يمضوا بالأمر إلى المحكمة، وأنا كان رأيي واضحاً بأنني لن أذهب إلى المحكمة لأقاضي بنت الزعيم “إسماعيل الأزهري”، وأبناء “عبد الماجد أبو حسبو” و”حسن عوض الله”، هنالك متسع من الطرق والوسائل التي تمكنا من ممارسة العمل السياسي، ولجأنا لمجلس الأحزاب في كيفية استعادة عضويتنا من الملف القديم، وفتحه، واستجاب بعد اقتناعه بكل الأطروحات، وفتحنا ملفنا وأنشأنا حزبنا، والآن لدينا دار ولجان في الأقاليم.
*حزبكم صغير.. ولا حراك له؟
-هذا تقييم يخضع لتقديرك الخاص، نحن الحزب الاتحادي الموحد وهو الضمير الحي للاتحاديين.
*أنت تبحث عن القيادة والزعامة؟
-طيلة مسيرتي منذ العام 1987م تلك اللحظة التي تعرفت فيها على “محمد الأزهري”، لم أبحث عن قيادة، وحتى بعد وفاته وأنشأنا الحزب الاتحادي الديمقراطي الموحد المكون من ثلاثة فصائل، كل أعضاء اللجنة الخاصة بالتسكين في المواقع اقترحت شخصي أن يكون الأمين العام للحزب، وتنازلت عن هذا الموقع لـ”عصام عبد الماجد أبو حسبو”، ورضيت فقط بمسؤول إعلام، وحتى هذا الموقع تنازلت عنه في 2010م  للشقيقة “عبير عثمان” من باب تجديد الدماء، ولم يعرف عني السعي يوماً للقيادة، أنا من المؤمنين بأن العمل الحزبي لا يتطلب أن تكون صاحب موقع.
*المجموعة التي خرجت بالمذكرة لماذا لم تنضم لحزبك، وأنت تتحدث عن تيار إصلاحي، وأعني هنا مجموعة “فتح الرحمن البدوي”،”مكي حسن محمود”، و”محمد صالح يعقوب”؟
-هذه المجموعة لديها رأي في إدارة هذا الصراع، كان لدينا نقطة خلاف، هو أننا لا نملك الوقت الكافي لإهداره في الصراع الداخلي، هذا هو سبب خلافنا، عندنا التزامات قديمة تجاه القضايا، تفرض علينا، هذه المجموعة كان  رأيها أن نظل في شد وجذب مع مجلس الأحزاب والمجموعة الأخرى، ولكننا رأينا غير ذلك بأن علينا التزامات يجب أن نوفي بها.
*”خديجة الفضلي” .. ود. “محمد محمود” لماذا غادراك؟
-هؤلاء ارتضوا المؤتمر وجلسوا على منصته، ولم نكن مجموعة واحدة، هم كانوا جزءاً من مؤتمر 4\مايو\2013م، وحينما تكشف لهم ما تكشف، أنا قدمت المساعدة المطلوبة مني.
*كيف تم ترشيحك رئيساً للحزب الحالي وأنتم لم تعقدوا مؤتمراً عاماً بعد، ولم تكونوا مكتباً سياسياً؟
-أنا لست رئيساً، أنا رئيس مكلف وهناك فرق، نحن تقدمنا بطلب لمجلس الأحزاب بفتح ملف باسم الحزب الاتحادي الموحد، كلجنة تمهيدية، من ثلاثين شخصاً، وهو الحزب القديم، وهؤلاء المؤسسون جلسوا في اجتماع محضور، مدعوم بوفود من العاصمة والأقاليم، وتم اختيار أشخاص محددين للقيام بالعمل الحزبي والتحضير لعقد المؤتمر العام، أنا رئيس مكلف فقط.
*أزمة الأحزاب الاتحادية أصبحت في أبناء الزعامات التاريخية؟
-“محمد أزهري” توفي والده الزعيم وتركه طفلاً، ولم يركن إلى مجد أبيه، بل طور نفسه وأهلها، ما جعله يتصدر المشهد السياسي،  هذا لم يحدث من فراغ بل نتيجة لجهد عظيم بذله في كل الأوساط الاتحادية، لذلك الناس ارتضوه.
*هل تستحق “جلاء الأزهري” موقعها الحالي كرئيس للحزب؟
-مطلوب منها أن تلجأ إلى قواعد الحزب، إذا أتت بها قواعد الاتحاديين في صدر القيادة لا مانع لدينا، “جلاء” جينات “الأزهري” يمكن أن تصنع منها قيادية ولكن عليها أن تبذل مجهوداً، كي تستحق هذا الموقع القيادي، القيادة في الوسط الاتحادي لديها استحقاقات والتزامات تصعب على كثير من الناس في الزمن الحالي، نتيجة لظروف كثيرة جداً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية