أخبار

أداء "إبراهيم محمود"

غداً (الخميس) يعود المبعوث الأممي “ثامبو أمبيكي” للخرطوم بعد قطيعة طويلة وحالة جفاء وجفوة صامتة في علاقة الرجل بالخرطوم التي تعدّ “أمبيكي” فيما سبق صديقاً إيجابياً في وسط أفريقي أغلبه أقرب لخصوم الخرطوم قبل المتغيرات الأخيرة.. وأسباب غضبة “أمبيكي” تعود لرفض الحكومة منحه أي دور في شأن الحوار الوطني الذي هو مسار بديل للمسارات الخارجية المعقدة التي أدت لتطاول الأزمة، وفشلت في الوصول لحلول وتسويات.. وكان “أمبيكي” قد طرح نفسه (ضامناً) للحوار الوطني ووسيطاً من قبل المجتمع الدولي، لكنه تفاجأ بصده بعيداً عن الحوار.. رغم ذلك لعب دوراً في التقارب الذي حدث بين الحكومة والمعارضة التي تحمل السلاح وحزب الأمة بالتوقيع على اتفاق خارطة الطريق قبل أن تستعر الخلافات الحادة وتفشل الأطراف في الوصول لاتفاق يوقف العدائيات.
حينما يعود “أمبيكي” للخرطوم فإن التزام الرئيس بوقف إطلاق النار المعلن منذ ستة أشهر سينقضي ولا يتبقى منه إلا أسبوع فقط.. ويجد “أمبيكي” أن معضلة الحوار الوطني قد تمت إزاحتها من طريق التسوية بانتهاء جلسات الحوار والشروع في تنفيذها، إلا أن القوى المعارضة لا تزال أمامها فرصة المشاركة في أعمال لجنة الدستور المرتقب ودخول حكومة الوفاق الوطني التي يشرف الرئيس على العملية القيصرية لجنينها.. والوسيط الأفريقي “ثامبو أمبيكي” ظل لاعباً في المسألة السودانية منذ توقيع اتفاقية السلام 2005م، وعزز دوره انفصال جنوب السودان وبقاء كثير من القضايا العالقة.. إضافة إلى (جوهر) مهمته كوسيط لإيقاف الحرب في المنطقتين النيل الأزرق وجبال النوبة.
وإذا كانت بدايات وساطة الاتحاد الأفريقي قد شهدت اختراقاً كبيراً بالتوقيع على اتفاق أديس أبابا 28 يونيو 2011م، المعروف باتفاق “نافع- عقار”، فإن فترة ما بعد “نافع” قد شهدت تراجعاً كبيراً لفرص السلام حتى وضع الرئيس “البشير” ملف المفاوضات في يد المهندس “إبراهيم محمود حامد” مساعد الرئيس الحالي الذي استهل مهمته في ظروف بالغة التعقيد حينما اضطرب الملف ما بين تشدد بروفيسور “غندور” وفشله في أحداث أي تقارب مع المجتمع الأفريقي والدولي.. والفترة الوحيدة التي شهدت تقدماً للخرطوم على الحركة الشعبية في الطرح والرؤية والثبات على المواقف هي الجولات الأخيرة، حتى أرغم المجتمع الدولي الحركة الشعبية وحزب الأمة وحركتي العدل والمساواة وتحرير السودان على التوقيع على اتفاق خارطة الطريق.. وأحرز المفاوض الحكومي هدفاً في شباك التمرد في ساحة التفاوض بعد أن (ناءت) شباك الحكومة بالأهداف التي بعضها من نيران صديقة في فترة البروفيسور “غندور”.
الأداء المشرف لمساعد الرئيس “إبراهيم محمود” في ملف التفاوض حقق للحكومة وضيعة مميزة، وافتقدت الحركة الشعبية الأرض التي كانت تقف عليها، الشيء الذي يجعل الأمل باقياً بأن تفلح إرادة التفاوض الحالية في إحداث اختراق خلال الجولة التي يرتب لها الوسيط “أمبيكي” بعد أن أمضى يومين في العاصمة الإثيوبية والتقى القيادة السياسية هنا من أجل دفع عجلة التفاوض.
في كرة القدم، قاعدة تقول إن اللاعبين الذين يحققون الانتصار يجب أن يستمروا في اللعب.. لذلك ما حققه المهندس “إبراهيم محمود” وفريقه المفاوض يمثل حافزاً للقيادة السياسية في تجديد الثقة في هذا الفريق للعب مباريات الموسم القادم الذي يبدأ بزيارة الوسيط “ثامبو أمبيكي” للخرطوم غداً، المنتظر إن تستمر ليومين لإعادة استكشاف الجديد قبل إعلان الجولة الجديدة من التفاوض.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية