إلى "الهندي" و"يوسف عبد المنان"
القارئ الكريم
أخي الأصغر وزميلي الأستاذ “الهندي عز الدين” رئيس مجلس إدارة صحيفتنا (المجهر) وأخي الأصغر “يوسف عبد المنان” مستشار صحيفتنا، أكن لهما محبة خاصة وأنا أقرأ لهما كل ما يكتبانه بشكل راتب، وإعجابي هذا لامتلاكهما ناصية البيان، وأفصح عن حديثي هذا جهراً لا أخشى فيه لومة لائم، و”البِلومني” والله غلطان.. وما تفتكروا لأني أكتب في (المجهر) وأتقاضى أجراً نظير كتابتي وأطمع في علاوة أو زيادة راتب، لا والله!!
فصاحب الصحيفة لا يحتاج إلى هذا الثناء، وهو جابر عثرات كرام وكثيراً ما رأيته ينفق من ما أعطاه الله للسائل والمحروم حتى أصبح منظر أصحاب الحاجات مألوفاً لأعداد منهم تنتظر وصوله مكتبه ليجود عليهم بما يقسمه الله.. أسأل الكريم أن يحفظه ويزيده من نعيمه لأنه يتأسى بقول الحق تعالى: (وَفِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ).
أعود للأسباب التي جعلتني أفصح عن مشاعري نحوهما بهذه الصورة العلنية.. فكلاهما حينما أقرأ ما يكتبانه لا يشكل عليّ فهم مقاصدهما فيما يودان الإفصاح عنه لأن الكتابة لعموم الناس تحتاج إلى لغة هما يملكان ناصيتها، فالعبارات والجمل جزلة وسهلة ممتنعة والصدق واضح وضوح الشمس والقلم الصادق في أيامنا هذه أصبح نادراً. ومن ناحية أخرى أجزم أنهما يعبران عن بوح اعتمل في دواخلهما صادر من جراب نية نظيفة تبتغي قول الحق والجأر به دون وجل أو خوف، وهذا ديدن من يمتهن الكتابة الصحفية الملتزم بشرف المهنة المدرك للدور المناط بها باعتبارها منابر للرأي الحر ومصباحاً ينير عتمة الحياة للمواطنين كافة.. وحتى إن جاءت كتاباتهما ناقدة لأمر ما، تأتي مبرأة من القذف والسب وسقط القول، ومرات كثيرة أقرأ لهما وهما يوجهان الحديث إلى قمة رموز الدولة بمن فيهم الأخ الرئيس، والحديث يأتي موضوعياً متسقاً لا يجافي الحقيقة ولا يحابي، ولعمري هذه هي الكتابة المطلوبة بإلحاح هذه الأيام في ظروف اختلط فيها الحابل بالنابل، في ظل تطور وسائل نقل المعلومة وسهولتها.. وكم من معارك خاضاها منافحين ومتصديين لمستغلي تلك الوسائل الحديثة بأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان وأباطيل.. و”الهندي” و”يوسف” ما شاء الله عليهما يتلقيان الضربات مؤمنين بشرف الكلمة وقول الحق.. ولأني محسوب عليهما أسمع ما أسمع في الكيل لهما بالسباب وأرد على أعداء النجاح وهم كثر نحسبهم صادقين وهم أبعد ما يكونون عن الصدق، فالقافلة تسير والكلاب تعوي.. أنتما تستحقان الثناء والشكر “والشكرو قدامو ما نبزو” بل قرظوا وهما يستحقان الحافز الأدبي المتمثل في عباراتي البسيطة هذه، فقدرنا أننا نمتهن الكتابة وأعلم أن عائدها المادي في بلدنا الحبيب متواضع جداً لا يغني ولا يسمن من جوع وأن صاحبة الجلالة تمور في بلاطها أقلام شجاعة وشريفة ملتزمة.. وقلماكما من هذا النوع.
أسأل الله لكما الصحة والعافية والقدرة على العطاء الصحفي المتميز والسودان وأهله بخير، ينعمون بالأمن والسلام ويتطلعون إلى غدٍ واعد بالنماء والرفاهية.. آمين.
التجانى حاج موسى